(نص) مقابلة محمد عبدالسلام مع قناة الجزيرة
الهدهدنت..
أكد الناطق الرسمي لانصار الله محمد عبد السلام في لقاء خاص على قناة الجزيرة بثته في وقت سابق الليلة، ان أبو ظبي أضحت هدفا رئيسيا للضربات الصاروخية اليمنية وهي اجرت تجربة قصف ناجحة موثقة، مضيفا بان القوة الصاروخية اليمنية لن تتوانى عن استهداف القواعد الجوية التي تنطلق منها الطائرات المغيرة على الأراضي اليمنية كرد طبيعي مكفول.
وأشار عبد السلام في المقابلة الاولى على قناة الجزيرة منذ شن العدوان السعودي الامريكي على اليمن والازمة الخليجية، اشار الى الاستعداد لعقد حوار يمني سعودي او يمني سعودي اماراتي او يمني خليجي يفضي لوقف العدوان على اليمن، كون الحرب هي حرب يمنية سعودية إماراتية تكشفت أهدافها البعيد تماما عن ادعاء دعم رئيس منتهية شرعيته، واضحى شماعة محترقة وعبئا على دول العدوان، معتبرا الحديث عن الدور الإيراني في اليمن كان بمثابة الشماعة ،
وقال متهكما: العدوان يستهدف مناطق يمنية لاايرانية والحصار المفروض قائم على مطار صنعاء لامطار مهر اباد.
وفي رده على سؤال بشان جدوى بقاء مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ كشف عبد السلام بان المبعوث الاممي مارس الخداع على المنظمة الأممية والعالم وهم لم يمتلك رؤية للحل منذ تعيينه ، باستثناء تمرير ماتطرحه عواصم العدوان من حلول امنية تخدم مصالحها وأهدافها من الحرب.
واكد عبد السلام بان تصريحات بن سلمان الأخيرة كشفت بجلاء هدف الحرب على اليمن والتي تبتعد تماما عن المصالح اليمنية الى خدمة التطبيع مع العدو الصهيوني وهو الدور الذي تمارسه السعوديه ، فيما تلعب الامارات دورا اكبر في تفتيت المنطقة عبر فصل جنوب اليمن عن شماله واغراقه في الفوضى التي تهدد المنطقة برمتها وفي المقدمة السعودية ودولة عمان اللتان تتشاركان حدودا مع جنوب اليمن ، والدولتان تنخرطان في مشروع امريكي لتفتيت المنطقة العربية .
ونوه عبد السلام الى استعداد اليمن لمواجهة العدوان وهو يطور قدراته محليا ،ولن ينجر ابدا الى الخضوع للخارج ، كما هو يفتخر بموقفه المبدئي المنطلق من ثوابت الدين تجاه فلسطين واعتصابها من قبل الصهيونية التي تشارك مع واشنطن ،ابوظبي والرياض عدوانهما على اليمن.
وفيما يلي نص مقابلة محمد عبدالسلام الناطق باسم أنصار الله مع قناة الجزيرة 29 أكتوبر 2017م:
ــــــــــــــــ
قناة الجزيرة:
السيد محمد عبد السلام الناطق باسم أنصار الله “الحوثيين”، ورئيس الوفد المفاوض، سيد عبد السلام، أهلا بك، كيف يبدو لكم اليمن اليوم بعد ما يربو على ثلاثة أعوام من سيطرتكم على العاصمة صنعاء؟
محمد عبدالسلام:
بسم الله الرحمن الرحيم، الوضع اليوم في اليمن بلا شك نتيجة للعدوان، نتيجة للحصار يعيش حالة أزمة اقتصادية وإنسانية فرضها العدوان، لكن نحن في المقابل نعيش حالة من العزة والكرامة في محاولة مع النظام السعودي والإماراتي ومعهم الأمريكي والصهيوني الذي يسلب الحرية والكرامة لهذه المناطق، في المقابل، المناطق التي دخلها الاحتلال تعيش حالة من أيضا أزمة إنسانية وأزمة اقتصادية إلى جانب أنهم لا يمتلكون القرار نهائيا، بل يمتلكه السعودي والإماراتي بدرجة أولى، ونحن لا نقول أننا سعداء في هذا الوضع، بلا شك الحرب والعدوان والحصار تخلق حالة متفاقمة إنسانية واقتصادية ونسعى بكل جهدنا لتأمين هذه المرحلة التي يعيشها شعبنا في شمال الوطن وجنوبه.
قناة الجزيرة:
طيب، التحالف العربي، الحكومة اليمنية، المجتمع الغربي، حتى الأمم المتحدة تعتبركم أنتم جزءا أساسيا مسؤولا عن هذه المأساة والكارثة التي يمر بها اليمن، هل ترون نفسكم كذلك؟
محمد عبدالسلام:
يا أخي هذا الكلام غير صحيح، كان هناك أزمة سياسية نحن لا ننكرها، كان هناك حوار في موفمبيك برعاية السيد جمال بن عمر، كان هناك حوار سياسي وأزمة سياسية موجودة من قبل حتى أن تحصل هذه الأحداث، لكن أن يأتي عدوان شامل على اليمن وحصار خانق، وأن يفرض هذا العدوان الكبير وبهذا التحالف الهمجي، هذا يؤكد أن هناك مطالب وأهداف أخرى، ليست الشرعية كما يدعون، وليست قرارات مجلس الأمن كما يتحدثون، بل القضية هو إخضاع اليمن وإخضاع السيادة اليمنية أن تكون هناك حكومة ضعيفة يمتلك قرارها آل سعود، ويمتلك قرارها الإماراتيون، لا يمتلك قرارها أهل اليمن، نحن لا لسنا سعداء لهذا الوضع، لكن نحن جزء أصيل من أبناء هذا الوطن، وليست الحرب ضدنا لوحدنا، هي ضد كل اليمنيين، قتلوا في الجنوب، وقتلوا في الشمال، قتلوا من كل الفئات السياسية والوطنية وهم الذين خلقوا هذا الصراع، هم من جاءوا بهذا العدوان وهذا التحالف ونحن في بيوتنا آمنين مطمئنين.
هناك أزمة سياسية، نحن لا ننكر ذلك، لكن لا يعني أن هذا يسمح لهم أن يقوموا بشن هذا العدوان الكبير والظالم والغاشم على اليمن.
قناة الجزيرة:
ما تفضلت به سيد عبدالسلام، ألا ينطبق عليكم أيضا، يعني أنتم حاولتم تقويض الشرعية بالسيطرة على مؤسسات الدولة، وكان هناك حوار قائم، ولكن أنتم رفضتم هذا الحوار وانقلبتم على الشرعية، ما تفضلت به ألا ينطبق عليكم أيضا؟
محمد عبدالسلام:
يا أخي العزيز أنا أُحيلك إلى السيد جمال بن عمر الذي قال في آخر إحاطة له إن اليمنيين كانوا على وشك الوصول إلى اتفاق نهائي شامل وكامل، نحن نقول أن هناك أزمة سياسية كانت موجودة، نحن نطالب بحقوق تضمنتها حتى مخرجات الحوار الوطني، هذه الأزمة السياسية أو هذا الخلاف السياسي مهما كان لا يعني أن نذهب إلى الحرب أو أن يأتي هذا العدوان الكبير، لماذا؟ هل أحد يصدق أن هذا التحالف الذي جاء –ونحن على أعتاب ثلاثة أعوام- جاء من أجل سواد عيون اليمنيين، هل جاءوا بالخير لأبناء الجنوب؟ هل حتى الأطراف السياسية الأخرى التي وقفت مع الشرعية ووقفت مع التحالف حصلت على بصيص واحد من الحرية والكرامة؟ المسألة أكبر من ذلك، وأعتقد أن التصريحات الأخيرة للنظام السعودي ومحمد بن سلمان أثبتت أن الحرب هي ضمن مشروع أكبر يستهدف اليمن كسيادة، كاستقلال، كقرار، وليست من أجل الشرعية، هم لا يهمهم، إذا كان رئيس الشرعية كما يقولون، عبد ربه منصور هادي غير قادر أن يذهب إلى عدن فالمشكلة ليست الشرعية وليست المشكلة نحن أيضا.
قناة الجزيرة:
بالحديث عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، صرح أخيرا بأن التحالف بقيادة السعودية مستمر في حربه عليكم وصولا “إلى يعني” إنهاء هذه الحرب كي لا تتحول إلى كيان مهدد وأعطى مثال، كمثال حزب الله في لبنان، ما هي استراتيجيتكم سيد عبدالسلام لمواجهة هذا الهدف من التحالف؟
محمد عبدالسلام:
نحن أولا ندرك أن هذا الكلام الذي صرح به محمد بن سلمان، هو أكد ما نقوله نحن منذ البداية، الحرب والعدوان على اليمن لم تأت من أجل الشرعية، ولم تأت من أجل تقويض الدولة، ولم تأت من أجل أن ينعم اليمنيون بالأمن والاستقرار، جاءت من أجل مشروع دولي تقوده أمريكا والصهيونية، والسعودية هي ليست في الأخير إلا أداة، ثم لما يقول إنه لا يريد أن يكون حزب الله بجوار المملكة العربية السعودية هو يضع أن النظام السعودي كالكيان الصهيوني، نحن لم نقل أننا نريد أن نكون كحزب الله، نحن جزء من اليمن لدينا مطالب مشروعة ومحقة وعادلة، ثم هم يؤكدون أنهم يضعون أو يستغلون الحواضن الحساسة في المنطقة العربية التي صنعها إعلامهم تجاه ما يسمى بالصراع الطائفي أو ما يسمى بإيران وحزب الله، ثم نجد في الأخير أن تحركهم ليس فقط في اليمن، في سوريا، في ليبيا، في مناطق، في أزمة الخليج هو من أجل المشروع الأمريكي الصهيوني، واليمن بلا شك أنه جزء مهم، يعني محمد بن سلمان يضع نفسه أنه حارس لباب المندب، يحمي المصالح الغربية والمصالح الإسرائيلية، هذا البعد الذي قدمه محمد بن سلمان نسف كل الكلام عن الشرعية، بل نسف الحديث عن قرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216، وأكد أن الصراع في اليمن أو الحرب والتدخل الذي قاده التحالف في اليمن له أهداف أخرى، وإذا كانت المسألة أنه لا يريد أن يكون موقف مناهض للسياسة الأمريكية ومناهض لإسرائيل، الغدة السرطانية في خاصرة هذه الأمة، في فلسطين المحتلة، هذا موقف نحن نفتخر فيه، لكن أثبت أن الحرب الآن والعدوان على اليمن يأتي وفق مشروع صهيوني أمريكي وهو ما نقوله نحن منذ البداية، هو أعاد الكلام بشكل واضح.
قناة الجزيرة:
كيف هو وضعكم العسكري الآن؟ التحالف يقول بأن المعارك تقترب أكثر فأكثر من صنعاء، وحتى أيضا من صعدة، كيف تصف لنا وضعكم عسكريا، على متى يمكنكم الصمود أمام هذه الهجمات من التحالف؟
محمد عبدالسلام:
أنا أعتقد أن تحالفا دوليا فيه ما يقارب 16 أو 17 دولة، يقف من خلفهم إسرائيل بشكل صريح وأمريكا بشكل واضح وبريطانيا، ويدعمون بالأسلحة، يدعمون بالمواقف السياسية، وفي المقابل شعب محاصر بشكل كلي، لا طيران مدني ولا موانئ، وإنما يسيطر عليها التحالف ويمنع حتى سفر المرضى والعالقين، ووضع اقتصادي، نقل البنك وما إلى ذلك، ومحاولة زعزعة الكثير من البنية الداخلية وبعد الاستهداف العسكري إلى محاولة شق الصف الوطني، والجبهات العسكرية الطويلة، مرورا من باب المندب إلى الجنوب إلى البيضاء، مرورا إلى مأرب، مرورا إلى الجوف، مرورا إلى البقع في نجران، مرورا إلى عسير إلى علب إلى جيزان إلى ميدي، إلى القوة الصاروخية إلى القوة البحرية، هذا يثبت أن الشعب اليمني هو شعب صامد، لأننا لا نملك خيار، قوتنا العسكرية نستمدها من توكلنا على الله ثم من المظلومية، ماذا يريدون هم، عندما يضع لك مطالب، لا نريد حزب الله، كلام فضفاض، كلام لا يوجد له معنى، لا تستطيع حتى أن تتحاور عليه، ووضعنا العسكري جيد وقوتنا الصاروخية تتصاعد، وأصبحت باعتراف حتى الصحف الغربية أن الصواريخ الباليستية تطورت ووصلت إلى ينبع ووصلت حتى إلى أبو ظبي والقادم أيضا سيكون أعظم.
القوة العسكرية نحن نمتلكها من الإرادة الشعبية الوطنية التي لا تمتلك أي خيار إلا النصر أو الشهادة، ماذا يريدون منا غير هذا؟ يريدون الحل نحن مستعدون، قوتنا العسكرية هي قوة شعبية حاضنة، لو لم يكن هناك قوة شعبية كان الحصار لوحده كفيل بإسقاط هذا الوضع، ثم أعلنوا في بداية عاصفة الحزم أسبوعين، عشرة أيام، في 25 يوم بعد مرور الحرب أعلنوا أن القوة الصاروخية انتهت بنسبة 99%، ما الذي يجري الآن؟ كل هذا يؤكد ما نقوله نحن، بلا شك لا مقارنة بين القوة العسكرية واللوجستية والدعم المادي والترغيب والترهيب الذي يقوم به النظام الإماراتي والسعودي ومن معهم مقارنة بما نمتلكه نحن كمجلس سياسي أعلى وحكومة إنقاذ وما نمتلكه نحن من قدرات طبيعية.
قناة الجزيرة:
ما زالت إيران حتى اليوم تزودكم بالسلاح؟
محمد عبدالسلام:
يا أخي الكريم، الحديث عن إيران بعد ثلاثة أعوام من حصار اليمن كلام هزلي، الحديث عن محاولة تقديم إيران في كل شيء، إيران إيران هو هروب إلى لأمام، قدموا إيران بصورة أكبر مما هي عليه، يتجاهلون هناك مظلومية في الشعب اليمني، تعالوا السلاح في اليمن موجود باعتراف العالم بكله، الأسلحة أيضا لدى الجيش كانت موجودة.
قناة الجزيرة:
سيد عبدالسلام، تعاظم القدرة الصاروخية التي تفضلت الآن، وأنت قلت أنها تتعاظم، من أين يأتيكم هذا السلاح طالما أنه لم يأت من إيران كما تقول؟
محمد عبدالسلام:
بالتأكيد القوة الصاروخية تطورت نتيجة للعدوان وهناك كوادر يمنية، ونحن نؤكد أن العدوان والحصار فرض علينا أن نسعى إلى التطوير، كيف التطوير؟ هذا معلومات عسكرية للعسكريين هم سيشرحونها في الوقت المناسب، لكن تطورت القوة الصاروخية أكثر مما كانت عليه، هذا نعم، ولكن من أين؟ في الأرض اليمنية، بالقدرات اليمنية، كيف تتحرك هذه القوة الصاروخية، هذه بلا شك معلومات عسكرية لا يجوز إلا أن تظل قيد الاستمرار والتطوير وهذا شيء طبيعي في ظل الحرب أن لا يكون هناك معلومات في هذا الجانب، لكن لن يمكنهم الحصار ولا العدوان أن يثنوا الشعب اليمني عن إرادته.
قناة الجزيرة:
حتى تقارير الأمم المتحدة تقول بأن إيران ما زالت تزودكم بالسلاح، على كل حال، بالحديث عن الصواريخ الباليسية، هل تطلقون صواريخ باليستية إلى قرى ومدن آهلة بالسكان كما يتهمكم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية؟
محمد عبدالسلام:
دعني أقول لك، لسنا محرجين، نحن في ظل عدوان كبير وغاشم، نحن لن نتوقف أن نحصل على السلاح، هذا شيء طبيعي، ماذا يريدون؟ أن يحاصرونا ويقتلونا فنرميهم بالأحجار! لكن أنا ما تحدثت به في المبالغة في إعطاء إيران دور أكبر في اليمن خطأ فادح يرتكبه التحالف بقيادة السعودية والإمارات لأنهم ليس فقط يعظمون من هذا الدور، بل هم يحاولون أن يهربون من العجز والفشل العسكري في اليمن إلى الذهاب أن هناك إيران قادمة، طيب هم شنوا الحرب والحصار في اليمن لأن هناك أسلحة أو لأن لا تذهب إيران إلى اليمن، ما الذي جرى؟ يجري الآن تتعاظم القوة الصاروخية، اليمن مليء بالرجال والقدرات والخبرات، وعندما فرض عليه العدوان وجد نفسه مضطرا لأن يتطور وهذا شيء طبيعي، ثم استهداف المدن أو استهداف المناطق العسكرية حق مكفول لنا لأن السعودية بدأت بالعدوان، والإمارات بدأت بالعدوان وهي تمارس دور أسوأ حتى من النظام السعودي في اليمن، ونحن قمنا بهذه الأعمال العسكرية وهم يتحدثون ولو فيما بعد، هذا شيء طبيعي من حقنا نحن، وسنستمر في هذا الحق لاستهداف كل من يعتدي علينا، هل دماؤنا حلال لهم ودماؤهم حرام علينا، لا يجوز، نحن لا الذي لا يريد أن يكون للشعب اليمني أي حرمة وانتهكها وفرض حصارا جائرا، عليه أن يتحمل النتائج مهما كانت.
قناة الجزيرة:
يعني هل كانت مكة المكرمة هدفا لصواريخكم الباليستية؟
محمد عبدالسلام:
يا أخي العزيز مكة المكرمة مدينة مقدسة، لا أحد يستهدفها، هذا الكلام وهذا الاستغلال هو استغلال قذر، مكة المكرمة لا أحد يستهدفها على الاطلاق، وما أحد استهدفها، حتى المواقع المدنية، النظام السعودي هو يسعى حتى إلى زج مقاتلين من المناطق الإسلامية والدولية ليقول مكة في خطر، ليست في خطر، مكة ندافع عنها بدمائنا، مكة نتوجه إليها، قبلتنا، هي المكان الذي لا يستطيع أحد من المسلمين أن يناقش فيه، لكن أن يأتي النظام السعودي ليقول أنتم قصفتم مكة، لكنه لا يعترف أنكم تقصفون الرياض يؤكد أنه يستغل المقدسات الإسلامية كما استغلها في مناسبة الحج، منع الحجاج من كل مكان بما فيهم من قطر، منعهم، هل استهدفت قطر مكة المكرمة، خلاف سياسي، منعوهم من أداء المناسك والمشاعر المقدسة، هذا شيء طبيعي، هم يستغلون المشاعر المقدسة وسيستغلونها أكثر، لكن أؤكد لك، لا أحد، نحن أكدنا مرارا، مكة المكرمة مدينة مقدسة، المدينة المنورة مدينة مقدسة، المشاعر مقدسة ولا يمكن أن تستهدف، نحن مسلمون يمنيون، واليمنيون معروفون أنهم أهل الحكمة والإيمان، كيف نذهب لاستهداف مكة! هذا كلام مضحك وغير صحيح على الإطلاق.
قناة الجزيرة:
لأختم ملف الصواريخ، هل تملكون القدرة الصاروخية لجعل أبو ظبي هدفا لصواريخكم سيد عبدالسلام؟
نمتلك القدرة وقد قمنا بتجربة مبدئية لاستهداف أبو ظبي، ولدينا التوثيق المصور والكامل، نحن في حرب ليست كلامية، نحن في حرب عملية على الأرض، نحن نواجه حرب طائرات تأن الآن فوق سمائنا، نحو جبهات تشتعل بالنيران، نحن في حرب ليس لنا مصلحة أن نتحدث عن كلام ولا فعل، نحن نعمل نشتغل، القوة الصاروخية تشتغل ليلا ونهارا، القوة البحرية تشتغل ليلا ونهارا، اللجان الشعبية والقوات المسلحة تعمل ليلا ونهارا، تدريب في آخر الأيام أكثر من 10 آلاف متدرب من أبناء الجيش، بعضهم من المناطق الجنوبية جاءوا إلى مناطقنا والتحقوا بالجيش، نحن في حرب حقيقية، أبو ظبي والمناطق التي تستهدف اليمن هي هدف عسكري صريح للصواريخ الباليستية ولأي عمل أمني أوعسكري يجب أن يستهدف، أي منطقة تستهدف اليمن بأي شكل من الأشكال سواء كانت أمنية أو عسكرية هي هدف للصواريخ، وهذا شيء نحن لا نقوله للاستهلاك والشعب اليمني قد سمع والعالم يسمع هذا أيضا ويرى.
قناة الجزيرة:
طيب للتأكيد، سيناريو التصعيد العسكري هذا ضد أبو ظبي هو خيار وارد لديكم كما هدد السيد الحوثي؟
محمد عبدالسلام:
خيار وارد بل أصبح رئيسي، اليوم الإمارات تمارس دور أقذر، تحتل الجنوب، تحتل الجزر، تعتقل اليمنيين، تقتل، تخيل أن الإمارات بدأت تنشئ شبكة اتصالات كأنك في أبو ظبي، الإمارات الآن بدأت تعمل استئجار لعقود أجنبية للممرات الدولية في اليمن، الإمارات تقوم بدور إلى جانب نشر الفوضى والقاعدة والإرهاب وما يسمى بداعش، وإلى جانب استئجار الجزر، تقوم بدور قذر لاستهداف المجتمع اليمني، والفرز الطائفي والمذهبي، ثم الإمارات العربية تعلن أنها تقاتلنا تقصفنا، هذا شيء طبيعي، نحن ما لنا مصلحة أن نستهدف أحدا لا يستهدفنا، ولذلك هي هدف أساسي وأولوي بلا نقاش في هذا الجانب.
قناة الجزيرة:
فيما يتعلق بحربكم على السعودية، ما هي استراتيجيتكم فيما يتعلق بالحد الجنوبي سيد عبدالسلام؟
محمد عبدالسلام:
النظام السعودي بدأ الحرب والعدوان والحصار، والأحداث التي جاءت في الحدود هي رد طبيعي وحق مشروع وستستمر وتتصاعد، سواء على مستوى التدخل إلى العمق السعودي واستهداف الوجود العسكري في الحدود وما وراء الحدود، أو من خلال استهداف المواقع والمعسكرات والثكنات والتجمعات العسكرية داخل الحدود وما وراء الحدود وحتى في عمق المدن التي تنطلق منها الطائرات، هذا خيار لم نذهب إليه إلا بعد ما يقارب الشهر والعدوان في أوج تقدمه وأوج تصعيده في اليمن، جاء الرد على الحدود باعتبار أن هذا العدوان الذي جعل اليمن يتطلب منا أن نذهب، النظام السعودي لا يهمه، يموت ألف، الفين، عشرة آلاف يمني من أين كانوا، من طرفنا أو من طرف اليمنيين الآخرين الذين نختلف نحن وهم سياسيا، لكنه يهمه أن يقتل جندي سعودي، ولا يهمه أن يقتل جندي أو مواطن يمني، هذا شيء أصبح معروف، ولذلك ذهب إلى السودانيين وذهب إلى الذين استطاع أن يستجلبهم بالمال ليجعلهم في الصفوف الأمامية ليدافعوا عن الحدود السعودية حتى لا يقتل الجندي السعودي، نحن نعرف هذا الخيار، ونحن نتجنب أن نستهدف مباشرة اليمنيين، ونذهب إلى مناطق أخرى، لكن للأسف الطرف الآخر حاول أن يجلب مستغلا الوضع الاقتصادي في اليمن ليجلب أشخاص يمنيين يكونون في الواجهة ومنهم جنوبيون، بل بعض الجنوبيين في مناطق البقع غادروا عندما وجدوا أنهم محرقة يتم وضعهم في الأمام ليقتلوا من الأمام ويقتلوا أحيانا من الخلف، ولا تعطى لهم الحقوق، الحرب التي جاءت على الحدود مع النظام السعودي هو الذي افتعلها بافتعاله الحرب على اليمن، هل يظن النظام السعودي أنه سيشن حربه العشوائية على اليمن ونحن نظل مكتوفي الأيدي، ونجد جنوده يتجولون على الحدود، هذا غير وارد، هذا غير ممكن، وما زالت المعركة على الحدود خيار استراتيجي ذات أولوية مطلقة لمواجهة العدوان السعودي الغاشم على اليمن.
قناة الجزيرة:
سيد محمد عبدالسلام، تحدثت أنت عن التوغل أيضا داخل الأراضي السعودية استراتيجي أم مرتبط لربما بحسابات معينة؟
محمد عبدالسلام:
التوغل هو موجود حاليا، الجيش واللجان يتواجدون في عشرات من القرى بل والمدن داخل الحدود السعودية، لكن التوغل الأكبر، هذا تحدده القدرات العسكرية، ليس مربوطا بأي حسابات سياسية على الإطلاق، وغير صحيح أن يقال هذا، القدرات العسكرية للجيش والأمن واللجان الشعبية يفرضها الواقع والدعم اللوجيستي ويفرضها واقع العركة الموجودة في اليمن في كل الجبهات، هناك قيادة عسكرية هي تحدد الأولويات بمحاذاة التصعيد الذي يقوم به العدو في أي جبة أخرى، هذا الكلام مؤكد، الجيش واللجان الشعبية الآن لما يقارب الشهر كان التصعيد على الحدود بشكل كبير جدا، ما يذهب يوم إلا وتطلع اللقطات من الإعلام الحربي عن استهداف العشرات من الجنود، وهناك تكتم إعلامي غير عادي من النظام السعودي عن قتلاه الذين يأتون على الحدود لأنه لا يريد أن يظهر للشعب داخل الجزيرة العربية ولا في المنطقة أنه يسقط منه القتلى بالعشرات بل بالمئات، وأحيانا في بعض الأيام يسقطون العشرون والثلاثون وأكثر، ولذلك هو خيار استراتيجي، وعلى الجيش والأمن واللجان الشعبية أن يدركوا أن الحرب الحقيقية هي في هذه المسارات مع الحدود مع النظام السعودي لا يمكن أن يتوقف مهما استمرت حرب أهلية داخل اليمن، سيدعمها بكل ما أوتي من قوة، لكنها لن يدعم استمرار الحرب وهو يلتسع بالنار كما هو جارٍ ومستمر الآن على الحدود السعودي المعتدي على اليمن.
قناة الجزيرة:
أريد أن أتحدث قليلا عن الشق الداخلي، وعن تحالفاتكم الداخلية، يبدو أنكم تخوضون حربا مع التحالف وحربا داخلية أيضا مع الرئيس علي عبد الله صالح، ما أصل التصدع في العلاقة مع الرئيس المخلوع؟
محمد عبدالسلام:
أولا، العلاقة الداخلية فرضتها المصالح المشتركة، حزب المؤتمر الشعبي العام لديه أهدافه ومشاريعه، ولكن في الفترة الأخيرة أو منذ أن جاء العدوان تصدى ووقف ضد العدوان وهذا شيء يحسب له، بلا شك تحصل خلافات وتباينات في وجهات النظر أو ما شابه ذلك، لكنها لا تصل إلى مرحلة أن يكون هناك تصدع لأن الجميع يدرك في الداخل أن أي استهداف للبنية الداخلية أو للصف الوطني هو يخدم بشكل أساس المعتدين وعلى رأسهم النظام السعودي والإماراتي الذين عجزوا عن تقدم في الجانب العسكري في الجبهات، ونتيجة هذا الفشل يحاولون أن يخترقوا هذه الجبهة، ولهذا نحن نؤكد أن القيادات العليا التي تفهم وتدرك الأبعاد بشكل شامل هي يمكن أن تصل إلى هذه المرحلة، الاختلاف في وجهات النظر، التباينات، نتيجة للعدوان، نتيجة للحصار، الانتقاد لأداء حكومة الإنقاذ الوطني من هنا أو من هناك، هذا شيء طبيعي في بلد يعيش حالة من الديمقراطية والتنوع السياسي والتنوع الشعبي، لكنه لم يصل إلى التصادم مهما كان الأمر.
قناة الجزيرة:
في الشق السياسي، سيد عبدالسلام، اتهامات توجه إليكم بأنكم لا تتجاوبون مع مبادرات ولد الشيخ أحد، لماذا؟
محمد عبدالسلام:
يا أخي العزيز، إسماعيل ولد الشيخ أحمد لم يعد يملك قراره ولم يعد يملك رؤية، النظام السعودي والنظام الإماراتي هما يتحركان بمسارات أخرى، ويعطون الأمم المتحدة دورا شكليا، المشكلة لم تعد اليوم يمنية يمنية، المشكلة اليوم أصبحت يمنية سعودية أمريكية إماراتية، المشكلة اليمنية سنحلها نحن اليمنيون، نحن اليمنيين قادرين على حلها، يتوقف الدعم العسكري والدعم المادي لإثارة المشاكل والقلاقل داخل الوطن ونحن قادرون على حلها، أثبت الوضع اليوم أن النظام السعودي مشكلته مع اليمن ليست إيران ولا حزب الله، مشكلته أنه يريد أن يسلنا القرار، ما الذي جرى مع قطر، قطر دولة ليس لها علاقة مع إيران، قطر كانت رأس حربة لمواجهة ما يسمى بالمشروع الإيراني، قطر كانت في سوريا، حتى في اليمن كانت إعلاميا عسكريا تتحرك معهم، لكنها في الأخير ووجهت بحرب شرسة اقتصادية وحصار وقطيعة غير عادية لماذا؟ لأنه بقي للسياسة الخارجية القطرية نوع من الاستقلال، واجهوها بالاتهامات، الإرهاب، واجهوها باتهامات إيران، والمشكلة هي ليست كذلك، نحن كذلك في اليمن مشكلتنا مع النظام السعودي أنه يتحرك ليسلنا القرار، يريد أنه إذا قال أيها اليمنيون قاطعوا إيران ومنعوا طائراتها ألا تصل إلى صنعاء أن نفعل، فيما هو لا يمنع الطائرات الإيرانية ولا اللقاءات والوفود أن تصل ما بين طهران والرياض، هو يريد أن نكون منفذين لما يريد، وهذا دونه خرط القتاد، لا يمكن أن نقبل أن يأتي النظام السعودي ليحركنا بالريموت كنترول، ولا يمكن أن نقبل لا للنظام السعودي ولا لأي نظام في المنطقة، أي يكن هذا، من المنطقة أو من خارجها، المشكلة اليمنية نحن مستعدون أن نتنازل، في الأخير نحن يمنيون قادرون على الحل، فقط لأنه للأسف الوجود المجاور لا يدعم، مثلا عندما يأتي اليوم النظام السعودي والإماراتي يدفق اليوم المليارات داخل اليمن من أجل ماذا؟ من أجل الانفصال، من أجل ماذا؟ من أجل أن يستمر له الوجود الاقتصادي.
قناة الجزيرة:
سيد عبدالسلام، قلت أن ولد الشيخ أحمد فقد مصداقيته أو شرعيته كما تفضلت، إذن ما هي رؤية أنصار الله لحل سياسي لهذه الحرب الدائرة في اليمن؟
محمد عبدالسلام:
نحن نعتقد أن الوضع في الداخل، نعم نحن بحاجة إلى حل سياسي لأنه كانت هناك أزمة سياسية قبل هذا العدوان، فيما يخص الرئاسة، فيما يخص الحكومة، حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، وتوافق على مسألة الرئاسة، ثم السلاح يذهب بيد الدولة، لا يوجد لدينا مشكلة أن يكون هناك شراكة وفقا لمخرجات لمؤتمر الحوار الوطني، أن نتشارك جميعا نحن لم نأت إلى صنعاء ثم قلنا للجميع اذهبوا، حدثت إشكالات نحن قادرون على حلها، تبقى مشكلة يمنية داخلية، ماذا يريد النظام السعودي من اليمن؟ نحن حريصون على حسن الجوار، نحن مستعدون على جوار إيجابي ذات أولوية مع النظام السعودي، ومستعدون أن أي حكومة قادمة أن تكون لها علاقة يسودها الاحترام والندية الكاملة مع النظام السعودي، مع الإمارات، مع سلطنة عمان، مع دول الخليج، مع قطر، مع الكويت، مع كل المنطقة، لكن يترك هذا الوضع بالنسبة لليمنيين ويساعد من قبل الأمم المتحدة، ويساعد من قبل النظام السعودي، سلطنة عمان بلدين مجاورين لليمن، نحن نرحب بأي جهود إيجابية تجمع اليمنيين للحوار، لكن اليوم المشكلة لم تعد يمنية يمنية، المشكلة يمنية خارجية، محمد بن سلمان أعلنها صراحة، لا نريد أن تكون هناك قوات عسكرية وأعطى للصراع بعدا عسكريا إقليميا، بعدا صهيونيا بصريح العبارة عندما قال لا يريد حزب الله وكأنه إسرائيل.
قناة الجزيرة:
أنت تعلم أن الحوار يتطلب تنازلات وهذا ما قاله ولد الشيخ أحمد، دعا كل الأطراف إلى تقديم تنازلات، إطلاق معتقلين سياسيين، إعلاميين ناشطين مختطفين لديكم كبذرة حسن نية، هل هو سيناريو وارد من قبلكم؟
محمد عبدالسلام:
دعني أقول لك أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لم يقدم مبادرة، للأسف، ربما الرأي العام لا يصدق ما أقول، الرأي العام لا يفهم، إسماعيل ولد الشيخ يذهب مجلس الأمن ويقول لدينا مبادرة، لم يسلمنا نحن أي شيء، نحن المعنيون بالتفاوض، نحن والأطراف الوطنية لم نستلم شيء، يقول مبادرة إنسانية، أين هذه المبادرة؟ يذهب إلى الرياض، إلى أبو ظبي، ثم يذهب إلى مجلس الأمن ويقول قدمنا وهناك تبادل، لا يوجد أفكار، لا يوجد مبادرات، أحيانا فيما قبل هذه الأزمة مع الأمم المتحدة كان يقدم مبادرات أشبه ما تكون بحلول عسكرية، بحلول أمنية، سلموا السلاح، انسحبوا، قدموا تنازلات، فيما يخص المعتقلين أو الأسرى من أي طرف نحن لدينا كما لدى الطرف الآخر، نحن مستعدون، لكن مشكلتنا أن الأطراف اليمنية سلمت أسرانا إلى الإماراتي والسعودي، وهذا شيء خطير، لأن المفترض أن الأطراف اليمنية حافظت على جزء من القرار، حافظت على جزء من القوة، لأن يكون لديها أسرى، نحن لدينا أسرى لكن لدينا رأي عام لديه أسرى يطالب بأسراه، لدينا مغيبين في الجنوب، اليوم الإمارات أخذت مئات كثيرة بل ربما يفوقون الألف ووزعتهم في موقع عصب الإرتيري التابع للإمارات المتحدة ونقلت البعض إلى أبو ظبي ونقلت البعض إلى جزيرة ميون اليمنية، من سيبادلنا؟ هل نذهب نحن إلى الأطراف المحلية أم نذهب إلى السعودي والإماراتي، الأمم المتحدة قدمنا ملف للأسرى، نحن مستعدون سواء كانوا أسرى، كان متحفظ عليهم أمنيا، نحن نريد أن نحل هذا الملف ويفرج عن الجميع، للأسف المشكلة تفاقمت وتعقدت بسبب أن بعض الأطراف المحلية سلمت القرار للخارج ونحن بين أمرين إما أن نقدم تنازل لداخل لا يملك من أمره شيء، أو أن نذهب للخارج وهو ما زال يطمع في الاستمرار في الحرب والاستمرار في الحصول على كثير من المكاسب الاقتصادية والعسكرية، الآن الإمارات لديها مشروع العظمة، تريد أن تسيطر على جنوب الوطن، والسعودية لديها مشروع أن يقولوا القرار في الرياض، وتريد أن تقدم المنطقة عرابين للأمريكيين، اليوم ما يجري في اليمن، ما يجري على مناطق أخرى هو يعني أن يُسلب القرار اليمني وأن يكون تابعا، هذا هو بيت القصيد، الأزمة في اليمن مع الخارج أنه مطلوب حكومة بالتفصيل للنظام السعودي والإماراتي والأمريكي، ضعوا فلان، هذا ليكون رئيسا، هذا رئيس وزراء، لا يستطيع حتى أن يحتفل بعيد الأضحى أو بعيد الفطر إلا بإذن من النظام السعودي، لماذا نحن نتغافل عن هذه المسألة، ماذا يجري في مناطق أخرى، هو يراد منها سلب القرار.
قناة الجزيرة:
وضحت هذه النقطة، تحدثت أن الإمارات تمارس تجاوزات في اليمن، أنتم أيضا تمارسون تجاوزات في اليمن، لماذا لا ترفعون الحصار عن تعز مثلا؟
محمد عبدالسلام:
يا أخي الكريم، لا مقارنة، الإماراتي أجنبي جاء إلى اليمن، ماذا يريد؟ ثم نحن نؤكد أن المشكلة في تعز، نحن قدمنا الكثير من التنازلات على ألا يكون فيها أي معركة على الإطلاق، وأنا أؤكد اليوم مجددا، هناك ورقة وقعها الأستاذ صالح الصماد قبل عام تقريبا بوساطة محلية لأحد مشايخ محافظة تعز، نحن جاهزون أن نذهب للحل، لكل الفرقاء اليمنيين في الداخل، تعالوا إلى الحل، الخارج لم يأت من أجل سواد عيونكم، لم يقاتل في اليمن من أجل أحد على الإطلاق، هو يأتي من أجل مصالحه، نحن مستعدون أن نذهب إلى الحل في تعز، في مأرب، في الجوف، في أي مناطق داخلية، وأن ينهى هذا الصراع، لكن على الأقل أن يكون هناك تبادل أيضا من الطرف الآخر وأن لا ينتظر القرار أن يأتي من أبو ظبي ولا من السعودية.
قناة الجزيرة:
ما دخل أهالي تعز بهذه المقاربة طالما أن مشكلتكم مع الإمارات ومع السعودية، لماذا تحاصرون أهالي تعز؟ الموفدون الرسميون لا يستطيعون الدخول إلى تعز، المساعدات لا تدخل، لماذا لا تفتحون لهم المجال؟
محمد عبدالسلام:
يا أخي الكريم، اليوم تستهدف تعز من قبل الإمارات أكثر، اليوم تستهدف عسكريا، تستهدف سياسيا، تستهدف بالاغتيالات، نحن نقول المشكلة هي في اليمن، اليمن بكله محاصر، ونحن لا نقول أن تعز محاصرة، هذا كلام غير دقيق، المنظمات الأممية التي تصل تدخل إلى تعز وتمارس الكثير من أعمالها في توزيع الإغاثات، لكن لنقل، لنكن أكثر وضوحا، تعالوا لتشكيل لجنة محلية، لا يتدخل فيها أحد من أبناء تعز، المحسوبين على الطرف (أ)، والمحسوبين على الطرف (ب) وتحل المشكلة، وإذا كان ثمة أي صراع آخر يتبعد عن المدينة، يبتعد عن الأحياء السكنية، هذا مطلبنا من اليوم الأول، نحن لا نقول أننا نرد على الإماراتي بحصار تعز، وأبناء تعز هم أبناء اليمن، ومن شرفاء اليمن، ومن ثوار اليمن، ويعنيهم ما يعنينا، لكن أن يعطى الصراع في اليمن بعدا مناطقيا هذا غير صحيح، المشكلة في تعز، المشكلة في صعدة، المشكلة في مأرب، المشكلة في الجوف خلقها التدخل الخارجي، هذا الذي نقوله، ونحن مستعدون أن تنزل لجان محلية بمراقبة من الأمم المتحدة لتتأكد بكل هذا الكلام الذي يثار حول ما يقال حصار تعز وما إلى ذلك.
قناة الجزيرة:
تشدد كثيرا أن المشكلة الآن يمنية سعودية أمريكية إلى آخره، هل هناك تواصل مع المملكة العربية السعودية بعد لقاء ظهران الجنوب سيد محمد عبدالسلام؟
نحن تواصلنا مع النظام السعودي لم ينقطع، وهو مستمر، لكنه لم يعد تواصلا لبحث أفكار على الأقل متقدمة، لكنه تواصل طبيعي واعتيادي كدورنا كمفاوضين، نتواصل مع الأشقاء في سلطنة عمان، نتواصل مع أطراف دولية كثيرة في المنطقة، مع الدولة التي استضافت الحوار كالكويت، نتواصل أيضا مع النظام السعودي، هذا واجبنا، وهو جهدنا أن نستمر في توضيح الكثير من المواقف السياسية والأخذ والرد عن الدور الذي ممكن أن تقوم به الأمم المتحدة، لكن نحن نقول إن الأمم المتحدة في ظل هكذا رؤية أن الحرب في اليمن بات لها صراعا أكبر، وبات تستهلك الداخل من أجل رغبات الخارج، لم تعد حرب شرعية، لم تعد حرب قرارات أممية، بل حرب لأهداف أخرى، ما هي المشكلة لدى النظام السعودي؟ نحن مستعدون نحن وبقية القوى الوطنية أن نذهب إلى حوار سعودي يمني، وأن نذهب إلى حوار سعودي إماراتي يمني، وأن نذهب إلى حوار يمني مع دول الخليج، وأن نذهب إلى حوار مع أي طرف دولي آخر، على أساس ما هي مشكلتكم، اليمن يريد أن يعيش بأمن واستقرار، ثم إذا لدينا مواقف مناهضة هي تأتي في إطار التعبير السلمي والشعبي تجاه ما تتعرض له فلسطين المحتلة، تجاه ما يتعرض له قضايا هي قضايا الأمة، لم تعد قضايا سنة شيعة، هي قضايا كل المسلمين، ما يجري في فلسطين من دعم يجب أن يكون للمقاومة كحماس وكغيرها واجب على كل المسلمين والعرب، لكن استطاع النظام السعودي للأسف أن يجعل شرخ، ويجعل من يتبنى مثل هذه المواقف مشروعا إيرانيا، المشروع في اليمن الأمم المتحدة تريد أن تتمسك بحلول عدمية غير صحيحة، بل أحيانا لا توجد لدينا، كل يوم تعلن عن مبادرة للتطويل والتضليل لأن السعودي يحرج أمام الرأي العام الدولي، وكذلك الإماراتي والأمريكي، فقط مسار عسكري في اليمن، لا يوجد مسار سياسي، فيتحرك المبعوث ليوهم أن هناك تحرك سياسي.
قناة الجزيرة:
بالحديث عن مشروع وكمحور أخير في هذه الحلقة، بتقدير أنصار الله، ما هو السيناريو الذي يرسم للجنوب اليمني من التحالف العربي أو بعض الدول في هذا التحالف؟
محمد عبدالسلام:
أخطر مشروع يستهدف المنطقة اليوم كالجزيرة العربية هو الانفصال في الجنوب، الإماراتي يتحرك بشكل صريح بل هيمن على القرار العسكري، إذا كان هناك قوتان عسكريتان وهناك مليشيات متنوعة، وهناك قرارات لما تسمى بالحكومة الشرعية، وهناك قرارات للمجلس الانتقالي، الإماراتي يتحرك بشكل واضح وصريح، سقطرى تم تأجيرها بعد مطول لـ99 عام، اليوم الإمارات تعمل على استيراد الموارد الطبيعية من تلك الجزيرة من أسماك وأشجار ونباتات وأيد عاملة، فتحت طيران مباشر ما بين أبو ظبي وسقطرى، لماذا؟ هل من أجل الجنوبيين؟ أكيد لا، هي فتحت عقود، أخذت الآن جزيرة ميون بتنسيق مع الأمريكيين ولدينا المعلومات الكاملة، الآن في عدن أنشأت مجالس عسكرية تطورت وصلت إلى شبوة ووصلت إلى أبين، سيطرت على المكلا، اليوم لديها عقود لاستئجار لميناء المكلا وميناء في المهرة.
المشروع الذي يوجد اليوم في الجنوب مشروع يستهدف المنطقة، يستهدف سلطنة عمان، ويستهدف مستقبلا حتى النظام السعودي، ويمزق اليمنيين ويمزق العرب ويمزق المسلمين لصالح من؟ لصالح المشروع الإسرائيلي الصهيوني فقط.
قناة الجزيرة:
الجنوبيون سيد عبدالسلام يقولون أيضا أنكم جزء من هذا المشروع بدخولكم إلى عدن والجنوب بقوة السلاح، وأنت تعلم ما حصل بعدها، ما هي استراتيجيتكم أو كيف ستواجهون هذا المشروع في جنوب اليمن؟
محمد عبدالسلام:
لم يقدم أحد تنازلات كما قدمناها نحن، المشكلة في الجنوب كانت من أجل أن لا يحصل هذا الذي يحصل اليوم، كانت من أجل ألا تحصل الدعوات للانفصال، لدينا رؤية قدمناها في مخرجات الحوار الوطني لمعالجة القضية الجنوبية، الرؤية، يجب أن يحافظ على اليمن موحدا، وألا يتم أي تدخل تحت عنوان التحالف لاستغلال ربع اليمنيين، لا بأخذ الجزر والموانئ والمعسكرات والهاتف والأمن والجيش والقرار السياسي، هذا شيء خطأ، نحن رؤيتنا أن نذهب إلى حوار يمني يمني يشارك فيه الجنوبيون وكل الأحزاب السياسية، من الإخوة في حزب الإصلاح، وكذلك في حزب المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك وأنصار الله والمكونات السياسية التي شاركت في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ونحن مستعدون أن نذهب إلى الحل، وأن نقطع اليد الخارجية التي تستهدف وتمزق اليمن، ثم إذا كانت ثمة مشكلة مع اليمن كما يتصورها الخارج، نحن مستعدون أن نذهب للحل، وأن نطرح النقاش على طاولة مفتوحة، ما هي الأبعاد التي يعطيها النظام السعودي للأزمة الموجودة في اليمن ومحاولة إيهام المجتمع الدولي بأن إيران وإيران وإيران كله كلام كذب، من هم الذين في اليمن يقتلون، يمنيون، والموارد التي تدمر في اليمن يمنية، والحصار على يمنيين والمطارات المغلقة هي مطارات يمنية وليس مطار مهر أباد ولا مطار طهران، هذا الاستهداف خطير، ونحن نقول لإخواننا اليمنيين من كل الأطراف السياسية، نحن مستعدون لحوار يحفظ حقوق الجميع، وفي الأخير سيستهدف الجميع، ألم يستهدفوا في مناطق محتلة، استهدف الجميع وأعتقد أننا اليوم في مرحلة مكشوفة وواضحة، ونحن يجب أن ندرك نحن اليمنيون شعب الحكمة والإيمان، نذهب لاحتواء هذه الأزمة ونذهب إلى الحل الذي يؤدي الحقوق للجميع، وأن نلملم هذه الجراح ثم نذهب إلى حل كامل في كل المسائل الخلافية.
قناة الجزيرة:
أخيرا أنت أشرت في إجاباتك إلى الأزمة الخليجية، هل تعتقد أن هذه الأزمة الخليجية جاءت لمصلحة أنصار الله سيد عبدالسلام؟
محمد عبدالسلام:
أخي العزيز، نحن من الأزمة الخليجية استفدنا معيارا واحدا ومهما بالنسبة لنا، البعض كان يتصور أن هناك كان ثمة مشكلة بين النظام السعودي واليمن وأنه ربما يكون هناك تداخلات بسبب موقفنا نحن المناهض لأمريكا وإسرائيل وبعض الشعارات وأنه فعلا إيران لها وجود، لكن الأزمة مع قطر ما هو سببها؟ هو نفس السبب، النظام السعودي يريد أنظمة عميلة، أنظمة مستلب منها القرار، ليس فقط مع قطر، مع عمان، مع الكويت، حتى مع دول أخرى، حتى مع مصر، حتى مع دول أخرى، الأزمة الخليجية كشفت النظام السعودي على حقيقته، حاصر اليمن، ربما ما أحد تعاطف معنا، لكن لما وصل الحصار إلى داخل البيت الخليجي وفصلوا العوائل وقسموها نصفين فهموا أن النظام السعودي عدواني وأنه لا يحترم الحقوق ولا الإنسانية، هذا هو معيار مهم بالنسبة لنا، لكن نحن نتمنى أن تتوحد المنطقة، نتمنى أن تكون هناك علاقات طيبة مع الجميع بما فيها إيران، تخيل قطر التي ظلت تتهم، أو قطر كانت واضح، لا أحد يناقش هذا الموضوع، حوصرت، من الذي فتح لها الأجواء إلا إيران، إيران لوحدها حصلت فيها إنسانية وأخلاق، في وقت كانت قادرة على الضغط على القطريين، وكذلك موقف من الأتراك، وكذلك موقف من سلطنة عمان، النظام السعودي يتعرى، النظام السعودي لا يقبل دولة، أي دولة حتى لو كانت خليجية، ليست في حاجته ماديا، لا يوجد خلاف على الشرعية في قطر، ماذا صنعوا؟ الإرهاب، الإرهاب لعبة سمجة وقذرة، سيف مصلت يستخدمه النظام السعودي وهو أصل الإرهاب، الإرهاب كما يقولون أو كما يعلنون هو جاء بالفكر الوهابي السعودي، البقية هم يستخدمون هذا العنوان علينا، هنا في اليمن إيران، في قطر الإرهاب وإيران، في سوريا الإرهاب وإيران وهكذا، لذلك نحن نعتقد أن الأزمة الخليجية بينت النظام السعودي على حقيقته، بل والمشروع الأمريكي والصهيوني أيضا على حقيقته، ونحن لا نريد إلا الخير لقطر وشعب قطر وحكومة قطر، نختلف أو نتفق لكن كان لقطر مسارا سياسيا وعسكريا معروفا، ومع هذا لم يُرد لها الجميل ولم تُشكر على فعلتها، بل أصبحت تسمى عند محمد بن سلمان قضية قصيرة جدا جدا جدا، يعني أنه قادر أن يسمحها في أسبوع، ولا يستبعد حتى العمل العسكري على قطر لأنه اليوم نظام غبي وأهمج وأحمق، لم يعد فيه ذرة حتى من كبر السن ومن التعقل والتفهم، وخلق محيط بجوار السعودية، محيط كله سلبي ومشتعل.
قناة الجزيرة:
محمد عبدالسلام الناطق باسم أنصار الله “الحوثيين” رئيس الوفد المفاوض شكرا لك، نهاية إذن لقاء اليوم مشاهدينا الكرام شكرا لحسن المتابعة، إلى اللقاء، في أمان الله ورعايته.