بقلم:صلاح العزي”الاحتلال يدشن المرحلة الثانية من مشروع الاحتلال”
بقلم/صلاح العزي
استمرارا للمشهد غير المستغرب وغير المفاجئ الذي تشهده محافظة عدن لأنها سنة البلاد التي يتم يغزوها ويحتلها الأجانب ، شيعت اليوم أسرة المواطن رويس العزيبي التي استشهدت بأكملها فجر اليوم في غارة لطيران العدوان الأمريكي السعودي على منزلها بالمنصورة بعد أحداث كبيرة شهدتها المديرية وانفجارات واشتباكات بين من كانوا شركاء الأمس تحت مسمى التحالف والمقاومة الشعبية قبل أن ينفرد كل فصيل منهم بمسمى خاص وسلاح خاص ومناطق جغرافية خاصة.
على العموم صدقوني بأن مايسمى العملية الأمنية التي تنفذها قوات الاحتلال متعددة الجنسيات اليوم في عدن ليست الا مرحلة ثانية لعملية الاغتيالات التي شهدتها ولازالت تشهدها عدن والمحافظات الجنوبية.
المرحلة الأولى كان هدفها تصفية كل القيادات والشخصيات القوية والمقبولة مجتمعيا من حملة المشروع السياسي الذين يعلم الغزاة أنهم في يوم ما سيشكلون خطرا عليهم وعلى وجودهم ومصالحهم التي يؤسسون لها اليوم في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى والتي ماجاءوا أصلا الا من أجلها.
الغزاة والمحتلون لديهم تصنيفات موسعة لكل المرتزقة والعملاء الذين تحالفوا معهم وسهلوا لهم غزو اليمن واحتلالها ، يعلمون أن منهم من لم يتحالف معهم الا لمشروع يحمله ويرغب في الوصول اليه وتحقيقه عبرهم وانه يعتقد أنهم بالفعل لم يأتوا الا لخدمته وتحقيق مشروعه ، يعلمون أن منهم من لم يتحالف معهم الا لأنه عميل لهم منذ يومه الأول وأنه بذرتهم وصنيعتهم ومشروعه مشروعهم ، يعلمون أن منهم من لم يتحالف معهم إلا لأنه مرتزق تميل به الأموال والنقود عن يمين وشمال.
ولذلك فإن الغزاة والمحتلين ينظرون إلى حملة المشروع وبالذات قيادات الحراك الجنوبي بمختلف تقسيماتهم العسكرية والسياسية والدينية والاجتماعية كخطر على مشروع الاحتلال بقدر ربما لا يفرق كثيرا عن نظرتهم إلى أنصار الله وكل الوطنيين الشرفاء من شتى التوجهات الذين لم ولن يقبلوا باحتلال أو وصاية ،وبالفعل بمجرد تمكنهم وتثبيت وجودهم في عدن بدأوا في تصفية كبار القيادات الحراكية ولازال المسلسل مستمرا الى اليوم.
المرحلة الثانية التي بدأت يوم أمس وهي توطين البديل لحملة المشروع وقد بدأت المصانع في انتاج البديل الذي سيقبل باحتلال طويل الأمد ولو صوريآ عبر سلطة عميلة ، فقد يكون البديل مثلا من جماعة الإخوان العميلة التي تعتبر العمالة وانعدام الغيرة الوطنية سمة أساسية من ثقافتها وفكرها وسياستها ، أو قد يكون من عبدة الدرهم والدينار الذين يدورون مع الريال السعودي حيث دار ، أو يكونون من مستجدي العمالة الذين لا مشروع لهم الا الأكل والشرب والتمسح بأحذية الزعماء الذين يجري اليوم انتاج العشرات بل المئات منهم يوميا ، أو من عشاق السلطة الذين لديهم استعداد كامل للتخلي عن كل المبادئ والقيم مقابل أن يدعمهم العالم سياسيا وماليا ليبقوا في رأس السلطة.
أما في حال وجد الغزاة والمحتلون صعوبة في توطين أحد تلك الأصناف فإن الخيار الناجح والمضمون موجود جلبوه معهم ودعموه بمالهم وهو تنظيم القاعدة وداعش الذي نؤمن بأنه ليس تنظيما مستقلا بل ذراعا استخباراتية لا يتواجد الا حيث تريد أمريكا وهو البوابة الأوسع لاحتلال أي منطقة يتواجد فيها ، وان حصل وتمردت بعض عناصره من الطبقة السطحية الدنيا التي غرر بها دينيا وعاطفيا ومذهبيا وتعتقد أنها بالفعل جزء من مشروع اسلامي ، فحينها سيكون قرار التدخل باسم مكافحة الارهاب جاهزا ولن يعترض عليه أحد ، كما في سوريا الآن بعدما فشلت كل محاولاتهم السابقة لتشريع اجتياح خارجي لأراضيها بقيادة أمريكا واسرائيل وحلفائهما ،هاهم اليوم يحضرون لاجتياح متعدد الجنسيات وبجيوش نظامية بمبرر محاربة داعش التي دعموها بالأمس باسم الجيش الحر والثورة والثوار ولن يجدوا من يمنعهم أو يعارضهم.