ما بين اغتيال الشيخ أحمد ياسين (مؤسس حماس) في مارس 2004، وحتى اغتيال بهاء أبو العطا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في نوفمبر 2019 خمس عشرة سنة، لا تزال سياسة القادة الاسرائيليين الدموية كما هي لم تتغير قيد أنملة، لا فرق عندهم بين شيخ قعيد، أو محارب عنيد.
بعد كل اغتيال يأتي تصعيد هنا وهناك، فما الجديد هذه المرة بعد أن بات رجال المقاومة الفلسطينية وحدهم في ميدان المعركة المصيرية .
في الأمس البعيد كانت الشوارع العربية تنتفض ضد سياسة الدماء التي انتهجها صقور الحكومات “الاسرائيلية” المتعاقبة، وكان الشارع العربي آنذاك بقادر على تحريك حكوماته وإرغامها على اتخاذ موقف من الانتهاكات “الاسرائيلية” الدموية التي لم تفرق بين طفل وشيخ.
الآن صمت صوت الشارع، فلم نعد نسمع له إلا همسا، وعاث قادة العدو فسادا وقتلا بعد أن أغراهم صمت الشعوب العربية والإسلامية.
فماذا وراء عودة سياسة الاغتيالات، وتصفية الرؤوس الكبيرة؟ وما أثرها في معاملة الصراع الأبدي؟!
برأي المؤرخ الفلسطيني الكبير عبد القادر ياسين فإن عودة “إسرائيل” إلى سياسة الاغتيالات تؤكد مجددا أن الدم الفلسطيني يصب في صندوق اقتراع أي انتخابات “إسرائيل”ية.
وصب ياسين جام غضبه على التنصل العربي حكومات وشعوبا من قضية فلسطين.
وأضاف أن “إسرائيل” لا تأبه لأي رد فعل عربي أو فلسطيني على ما قامت به من اغتيالات.
وردا على سؤال عن الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية من غزة على اسرائيل، قال ياسين إن رجال المقاومة لا يملكون غيرها وهي جهدهم، مشيرا إلى أنها بلا شك تسبب إرباكا للاسرائيليين.
وقال ياسين إن معادلة الصراع مع الصهاينة ستظل كما هي ما دامت هناك هرولة من الحكومات العربية نحو “إسرائيل”، وهي الهرولة التي تغري ال”إسرائيل”يين بمزيد من المجازر الدموية.
وعن رد فعل المسئولين الفلسطينيين في رام الله، قال ياسين هؤلاء لا يعنيهم الدماء الفلسطينية المراقة من قريب أو بعيد.
وأنهى عبد القادر ياسين مؤكدا أن غالبية الحروب والمجازر التي ارتُكبت بحق الفلسطينيين شنها حزب العمل المصنف عند بعض السذج بأنه يساري!
الجواسيس
أما الأديب المصري عباس منصور، فقد تساءل: ما كل هؤلاء الجواسيس؟ كيف اهتدت “إسرائيل” الى غرف نوم رجال المقاومة الفلسطينية في غزة ودمشق؟
وانتقد منصور موقف النظام المصري قائلا: “مصر التي أرسلت طائراتها لإطفاء حريق في “إسرائيل” حزينة على إغلاق مدارس تل أبيب وتضغط على رجال غزة للقبول بالظلم”.