العربدة الإسرائيلية والخذلان العربي
الهدهد / مقالات
عبدالفتاح علي البنوس
يواصل الكيان الإسرائيلي الصهيوني المحتل عربدته وإجرامه وعدوانه على أبناء قطاع غزة بعد إقدامه على ارتكاب جريمته الوحشية التي استهدفت القيادي في سرايا القدس القائد المجاهد بهاء أبو العطاء وزوجته بقصف جوي لمنزلهما في القطاع مما أسفر عن استشهادهما على الفور ، والتي سبقتها جريمة مماثلة في العاصمة السورية دمشق حيث استهدف طيران الكيان الإسرائيلي فجر الثلاثاء منزل القيادي في حركة الجهاد أكرم العجوري ما اسفر عن استشهاد ابنه إضافة لشخص آخر وإصابة 10 آخرين بينهم حفيدته ، في تصعيد إسرائيلي خطير دفع بحركات المقاومة الفلسطينية إلى إعلان حالة الطوارئ وتوحيد جبهة المقاومة للرد على هاتين الجريمتين وما أعقبهما من عدوان صهيوني سافر خلف عشرات الشهداء والجرحى.
جريمة اغتيال ابو العطاء وزوجته ، واستهداف منزل القيادي العجوري في دمشق فجرت نيران الغضب لدى حركات المقاومة الفلسطينية التي باشرت بالرد القاسي والمرعب عليها بإطلاق عشرات الصواريخ صوب الأراضي المحتلة ، في الوقت الذي تعهدت حركات المقاومة الفلسطينية مجتمعة بتأديب وردع الكيان الإسرائيلي والثأر للشهداء ، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية خالد الأزبط أكد في تصريح لقناة المسيرة على أن الحدث لم ينته بعد وأن المقاومة موحدة ولا يمكن الاستفراد بفصيل فلسطيني في مواجهة العدو ، مؤكدا على أن الرد النوعي للمقاومة لم يأت بعد ، وأنه سيكون مفتوحا على كل الأوجه وعودة العدو للاغتيالات كسرت كل الخطوط الحمر وكل الأراضي الفلسطينية باتت مفتوحة للمقاومة ، مشيرا إلى أنه لا يمكن القبول بأي من الوساطات لأن الدم الفلسطيني ليس رخيصاً ، من جهته أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم بأن الساعات القادمة تحمل معها الوفاء للشهداء وما يشفي صدور الشعب الفلسطيني ، فيما أكد خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن المقاومة الفلسطينية ستبقى رافعة سيوفها حتى يزول الاحتلال وسنضع حدًا لعربدة العدو بعون الله عز وجل ، مشددا على أن سرايا القدس ليست وحدها في المعركة بل معها كل الشرفاء في خندق واحد ضد العدو الإسرائيلي ، وأن المقاومة في جعبتها الكثير من الرجال والصواريخ التي سنحمي بها مشروع المقاومة حتى تحقيق النصر والتحرير. هذه المواقف الرجولية والبطولية التي أظهرتها حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية حظيت بتأييد ومباركة محور المقاومة الممتد من إيران ولبنان وسوريا والعراق إلى اليمن ، حيث عبرت البيانات الصادرة عنها عن إدانتها للعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة وعبرت عن وقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية في حقها بالرد على هذه الانتهاكات السافرة والرد على العربدة الإسرائيلية التي ما كان لها أن تمارسها لولا حصولها على دعم وتأييد الأنظمة العربية العميلة التي باتت المشرعنة للإجرام والوحشية الإسرائيلية ، هذه الأنظمة والكيانات المريضة والمأزومة التي جبنت عن إدانة واستنكار هذا العدوان الغاشم ولزمت الصمت خوفا من أمريكا وطاعة لها ، خذلان وهوان عربي غير مسبوق ، ولا غرابة فمن يتودد لإسرائيل ويسعى بكل طاقات وإمكانياته من أجل التطبيع معها وكسب ودها من خلال تمرير ما يسمى بصفقة القرن ، من المستحيل أن يدين العدوان على قطاع غزة ، كونه بات جزءا منه.
بالمختصر المفيد، العدوان الإسرائيلي الصهيوني على قطاع غزة وعودة مسلسل الاغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينية حماقة إسرائيلية يجب الرد عليها وردعها بكل قوة ، والضرب بيد من حديد ، وتلقين هذا العدو المتغطرس درسا مؤلما يكون من الصعب عليه نسيانه ، والحذر كل الحذر من الانصياع للوساطات المصرية أو الأردنية وغيرها من الوساطات العربية التي تأتي بطلب من الصهاينة والأمريكان للحد من الخسائر التي يتكبدها العدو الإسرائيلي ، ووضع نهاية الرعب والقلق الصهيوني جراء الضربات المسددة لصواريخ حركات المقاومة الفلسطينية التي أثبتت فاعليتها وقدرتها على تهديد أمن واستقرار هذا الكيان الغاصب.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.