هكذا تحاول السعودية إنقاذ نفسها من مستنقع اليمن
الهدهد / متابعات
في ظل استمراره في العدوان والجرائم وفرض الحصار على الشعب اليمني الاعزل يحاول تحالف العدوان بقيادة السعودية وبشتى الطرق الخروج من المأزق اليمني والتقليص من هزائمه العسكرية في الجبهات عبر اللجوء الى الخيار السياسي والتفاوض مع حركة أنصار الله اليمنية.
في وقت يواصل العدوان السعودي، شن غاراته على المحافظات اليمنية مخلفا ضحايا ومحدثا دمارا في الممتلكات العامة والخاصة، مع استمرار الغزاة ومرتزقة العدوان بخروقاتهم لاتفاق وقف اطلاق النار في الحديدة، كشفت مصادر اعلامية عن اتصالات رفيعة المستوى تجريها الرياض مع المسؤولين في حركة انصار الله اليمنية لبحث التهدئة ووقف اطلاق النار على الحدود وذلك عقب العملية النوعية لطيران اليمني المسير التي استهدفت في ايلول/سبتمبر الماضي شركة “آرامكو” النفطية العملاقة في المنطقة الشرقية بالسعودية.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن مسؤول يمني رفيع، قوله إن الرياض بدأت بالتواصل مع الحركة عقب حادثة استهداف منشآت شركة “أرامكو” النفطية بالمملكة. وأضافت أن “الاتصالات كانت تسير وفق أعلى مستوى، وبينها اتصال هاتفي بين خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، لبحث التهدئة ووقف إطلاق النار على الحدود”.
وأوضح المسؤول للوكالة أن “الاتصالات تجرى بين الطرفين منذ أكثر من شهر، وتوجد لجنتان عسكرية وسياسية، تبحث الأولى الوقف الشامل لإطلاق النار بين الجانبين ورفع الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء، بينما ترتب الأخرى لوضع سياسي جديد”. متابعا، أن “من بين الملفات السياسية المطروحة، طي صفحة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، والترتيب لتسوية سياسية شاملة”.
وسبق ان، أفادت وكالة “رويترز”، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، الخميس الماضي، أن السعودية كثفت “محادثات غير رسمية” مع حركة أنصار الله بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن.
ونقلت عن ثلاثة مصادر، قولها إن “المحادثات بدأت في أواخر سبتمبر/ أيلول في الأردن في الوقت الذي تتحمل فيه الرياض بمفردها مسؤولية العدوان العسكري ضد اليمن بعد خروج الإمارات حليفتها الرئيسية”.
وقال مصدر رابع إن “المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات، لكن الرياض ما زال لديها مخاوف بشأن حدودها”.
وقال مسؤول سعودي “لدينا قناة مفتوحة مع انصار الله منذ 2016. ونواصل هذه الاتصالات لإقرار السلام في اليمن”.
كما أفادت وكالة “أسوشيتد برس”، بأن السعودية حركة أنصار الله تخوضان مفاوضات غير مباشرة وراء الكواليس بغية إنهاء الحرب في اليمن.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين من كلا الطرفين طلب معظمهم عدم الكشف عن أسمائهم تأكيدهم أن سلطنة عمان تستضيف هذه المفاوضات السرية، مشيرة إلى أن زيارة نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى مسقط الاثنين الماضي قد تكون مؤشرا على تكثيف التفاوض مع انصار الله عبر قنوات اتصال سرية، حسب وصف الوكالة.
وأكد القيادي والمفاوض اليمني جمال عامر للوكالة، أن الطرفين تواصلا خلال الشهرين الماضيين بواسطة مداولات الفيديو، كما نقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين يمنيين آخرين قولهم، إن التفاوض جار أيضا عبر وسطاء أوروبيين.
وذكرت مصادر الوكالة، أن المفاوضات بوساطة عمان انطلقت في سبتمبر الماضي، في أعقاب الهجوم على شركة “أرامكو” السعودية، لافتة إلى أن المباحثات تتمحور على أهداف مرحلية، مثل استئناف عمل مطار صنعاء الدولي وإنشاء منطقة “عازلة” عند الحدود السعودية-اليمنية.
ويرى المحللون أن الاستدارة السعودية نحو التفاوض مع أنصار الله تأتي أولا، نتيجة لاستهداف “آرامكو” الذي قضّ مضاجع السعودية وغير موازين المعادلة بالكامل، حيث أصبحت السعودية أمام منافس قوي يمتلك امكانيات وتقنيات متطورة لم تكن بحسبانها بتاتا، ما أجبرها على إعادة حساباتها من جديد.
وثانيا، تأتي استجابة لمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط الذي كان قد اعلن في كلمة له بمناسبة ثورة 21 سبتمبر المنصرم عن “مبادرة سلام” تتمحور حول وقف الهجمات على السعودية بالطيران المسير والصواريخ البالستية وكافة أشكال الاستهداف. والذي أعلن “ننتظر رد التحية بمثلها أو بأحسن منها”.
وثالثا، نتيجة لتقليص الإمارات من وجودها العسكري في اليمن، الأمر الذي ترك السعودية نوعا ما وحيدة في المستنقع اليمني الذي بات ينهك الجسد السعودي ويكلفه أعباء كثيرة، دون جدوى.
مهما تكون الحوافز والدوافع وراء لجوء السعودية الى المفاوضات مع حركة أنصار الله اليمنية، سواء الحد من هزائمها في اليمن أو خفض انفاقها العسكري الباهظ الذي ادى الى اثقال كاهل النظام السعودي واستنزاف اموال المملكة، فيعتبرها المراقبون خطوة ايجابية، كون الحوار يمثل الحل الأمثل لحل الازمة في اليمن بشكل عام وهو بمثابة طوق نجاة لإنقاذ السعودية من الغرق في المستنقع اليمني، بشكل خاص.