أول دفعة من اسرانا ناقصة ..لكننا سنتفائل
منير الشامي
يقال اول الغيث قطرة، وأول قطرة وصلت مطار صنعاء بعد طول انتظار فعلى ما يبدو ان الايام القادمة ستكون بإذن الله حافلة بالمفاجأت السعيدة للشعب اليمني.
وأول المفاجأت التي اسعدت قلوبنا رغم نقصانها هي مفاجأة عودة (١٢٨) من ابطالنا الأسرى، اضافة إلى(٧٠) آخرين ليسوا من ضمن اسرى الحرب وربما يكونون من المغتربين او ممن ذهبوا لأداء الحج او العمرة واحتجزتهم السلطات السعودية وصلوا على متن طائرتين للصليب الاحمر الى مطار صنعاء الدولي، بعد تعنت نظام الرياض ومراوغته ومماطلته في تنفيذ اي عملية تبادل خلال خمس سنوات من عدوانه، وتهربه المتعمد من تنفيذ اتفاق استوكهولم .
افراج نظام الرياض عن دفعه أولى غير مكتملة حسب التزاماته ودون ان يفي بوعده الذي اعلن فيه انه سيطلق (٢٠٠) تجاوبا منه مع مبادرة السيد القائد التي اطلق فيها ( ٣٤٠) اسير من مرتزقة العدوان اضافة إلى ثلاثة اسرى سعوديين في وقت سابق خلال الفترة الماضية ، بلا قيد ولا شرط، وممن شملتهم كشوفاتهم المقدمة في مباحثات استوكهولم، ما يؤكد أنه اطلقهم مجبرا لا مخيرا وهو ما يجعلنا نتفائل بهذه الخطوة رغم مغالطة نظام الرياض علينا التي يصر فيها على تعنته ويؤكد فيها سوء نيته بعدم تجاوبه في حل ملف الأسرى حل نهائي، حسب اتفاق استوكهولم الكل مقابل الكل بإعتباره ملف انساني بحت،
وبقدر فرحتنا بعودة هذا العدد كانت صدمتنا من حالهم الذي رأيناه حال وصولهم.
وصلوا وهم في حالة صحية صعبة لا يحسد عليها تؤكد سوء معاملة قوى العدوان لهم وتعكس تعرضهم للتعذيب بشكل مستمر، حتى ان بعضهم لم يقوى على الوقوف من سوء حالتهم وفضاعة التعذيب الذي لاقوه فشتان بين معاملتنا لأسراهم ومعاملتهم لأسرانا
الأمر الذي يجعل قيادتنا اكثر عزما واصرارا على تحرير كل اسرانا من قبضة العدوان ومجرميه، هذا الحال يؤكد أن نظام الرياض المجرم يعذب بسقوطه وبشاعة اجرامه اسرانا بشكل مستمر ولا غرابه فهو لا يكترث حتى بأسراه، ولا يهمه شأنهم حتى الأسرى من افراد جيشه لا حق لهم عنده ولا قيمة، وقد تخلى عن واجبه كنظام حاكم تجاههم، وفرط في حقوقهم كمواطنين سعوديين وكجنود تابعين لجيش رسمي خرجوا تنفيذا لأوامره ووقعوا في الأسر وهم يخوضون في غمار حماقته دفاعا عن طيشه وجرائمه وغروره .
فلا قيمة للأسرى عند هذا النظام المستبد من جنوده ومرتزقته على حد سواء وهم بنظر مجرد عبيد لا حق لهم في الحياة ولا انسانية وكأنه اشتراهم كما اشترى قطع السلاح التي حملوها وتوجهوا بها للدفاع عنه، فهل يستحق هذا النظام تضحية من يدافع عنه ؟
أما قيادتنا الحكيمة، فلم يشغلها أمرا خلال الحرب اكثر من ملف الأسرى، ولم تعاني من مشكلة مثلما عانت وتعاني في البحث عن حل مشكلة الأسرى، ولم تهتم بموضوع خلال فترة العدوان اكثر من اهتمامها بموضوع تحرير الأسرى من الطرفين، لأنها تنظر إلى أسرانا من الزاوية الحقيقية التي يجب أن ينظر إليهم منها بإعتبارهم اغلى من نفوسنا، ورموزا وطنية، وابطال عظماء لهذا الشعب ، وقعوا في الأسر خلال المواجهات وهم يخوضون ملاحم تاريخية مقدسة، دفاعا عن الدين وعن الارض والعرض وعن سيادة الوطن وشعبه، انطلقوا جهادا في سبيل الله وتحركوا بأمره وفي مرضاته، وواجهوا بقلة عددهم وعتادهم جيوشا جراره وحشودا لا حصر لهم ولا لعتادهم، فلم يهابوا كثرتهم ولم يخشوا قوة اسلحتهم فواجهوا قوى العدوان بثبات الجبال، وشجاعة البواسل الأبطال حتى وقعوا في الأسر
نتعذب جميعا قيادة وشعبا من اسرهم ونتألم من تعذيبهم، ونحزن لغيابهم،ونبكي شوقا لعودتهم لهم العهد منا والوفاء، وجاهزين للتضحية بدماءنا وارواحنا واولادنا واموالنا في سبيل تحريرهم وكل ذلك قليل في حقهم علينا