عندما نزع اللهُ سُلطانَهم
الهدهد / مقالات
إبراهيم عبدالله الرحبي
أولئك الخونةُ المرتهنون لسفارات الهيمنة على اليمن، لطالما راهنوا على ماضيهم المنحرف، منذُ أن كانوا لقطاء على أبواب سفارات وقنصليات الدول الأجنبية والخليجية في صنعاءَ وعدن، فكانوا وما زالوا أحذيةً صنعتها أجهزةُ مخابرات تلك السفارات بمواصفات ومعايير الارتزاق والخيانة، وعلى مبادئِ السمعِ والطاعة وتنفيذ أجندات ومخطّطات قذرة على اليمن، وكان الدورُ الرئيسُ لتجنيد أولئك الخونة منوطاً على تنفيذه في اليمن على سفارات (صهاينة العرب) بشكلٍ خاصٍّ وَمباشرٍ.
باسم الديموقراطية، وصلوا بعدَ أن صنعتَ أجهزةُ المخابرات من هؤلاء الخونة أعداءً (مرَدُوا على النفاق) والعداء غير المعلَن على الشعبِ اليمنيِّ، أصبحوا يتملّكون القرارَ في هذا البلد وَوصلوا إلى سدة الحكم، وحكموا اليمنَ باستخدامهم جميع التوجّـهات والأجندات والأيدولوجيات، والنفخة الكاذبة كانت جليةً على وجوههم أمامَ المواطن، وتلبّسوا بلباسِ الدين تارةً، وتارةً بالحرية وَالوطنية، وَأُخرى بالليبرالية وَالعسكرية والقومية والفاشية والديموقراطية وتصفير العداد وحمران العيون… إلخ.
مع كُـلِّ تلك الأقنعة الكاذبة التي لا حصرَ لها، المهـمُّ تنفيذُ ذلك المخطّط الخبيث الذي دأبوا على تنفيذِه خلال أكثر من أربعة عقود، ألا وهو إدخالُ اليمن بيت الطاعة الصهيوأمريكي، ولكنَّ إرادةَ الله كانت فوقَ إرادتهم (وَلا يَحِيْقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بَأَهْلِه).
طعنةُ ديسمبر لن تتكرّرَ، كانت ورقةَ التوت الأخيرة التي سقطت وسقط بعدها الخائنُ عفاش حين حاول تنفيذَ جريمة الغدر وَالخيانة بحقِّ الشعب اليمني، وتحويل العاصمة صنعاء إلى تعز أُخرى، لكنَّ مشيئةَ الله ورحمته كانت هي العليا، وأُخمدت فتنةُ ديسمبر سريعاً وتنفّس اليمنيون الصعداء، وعاد الأمنُ والأمانُ إلى صنعاء والمحافظات التي لا تقبع تحت وطأة الاحتلال، وعادت الحياةُ لحظة انتهاء الفتنة، بعد مرارة الخوف والرعب خلال الأيّام الثلاثة، تلك الأحداثُ المؤلمة التي كانت ستأكلُ الأخضرَ واليابسَ، لولا تدخّل العناية الإلهيّة والموقف المشرّف الذي سطّره رجالاتُ اليمن وقبائلُه والجيشُ واللجانُ الشعبيةُ، يومها تجلّت آياتُ الله ووعده وَوعيده وَنزع اللهُ سلطانهم.
أما حقيقةُ الهر العفاشي، فيعرف اليمنيون حقيقةَ المرتزِق طارق عفاش هو صنيعة مَنْ، ويعلمون أن أبرزَ سمة في شخصية طارق، هي أنه خائنٌ وجبانٌ باع مَن وثق فيه ولا يحملُ الشرفَ العسكريَّ، والشواهدُ كثيرةٌ.
أذكرُ منها على سبيلِ المثال لا الحصر: استغلاله لما يُسمّى لواء العمالقة في الحديدة وَاستخدامهم وقوداً لصناعة انتصارات مزعومة، وكيف حَرَفَ بوصلةَ البعض منهم إلى الحدِّ الجنوبي مقابلَ استلامه ما يُقدّر بـ 10,000 دولار أمريكي، يأخذه على كُـلِّ رأس، وهذه العمليةُ للأسف تمَّت عن طريق وسطاء جنوبيين، وكذلك خيانة لما تُسمّى قوات الشرعية في شبوة وبيعهم بثمن بخس ليكونوا أهدافاً سهلة، استهدفهم طيرانُ التحالف وراح ضحيّةُ تلك الصفقة أكثر من 300 قتيل مقابل تحالفه الهش وغير المعلن مع عيدروس الزبيدي، وكذلك خيانة لما تُسمّى قوات العمالقة وبيعه إحداثيات مواقعهم وَعتادهم ومواقع مخازن أسلحتهم عبر وسطاء مقابل ثمن زهيد من المال.
فحقيقةُ هذا المنافق هو كبقية صعاليك الارتزاق، وأما ذلك الدنبوع فحدّث ولا حرج، فالحمدُ لله الذي خيّب مساعيَهم وَنزع سلطانَهم.