اليمن لم تعد بحاجة إلى السلام أكثر من السعودية
منير اسماعيل الشامي
مضت خمسة أعوام من عدوانهم الإجرامي على وطننا الحبيب، قدمت خلالها قيادتنا الثورية والسياسية مبادرات عديدة وكان آخرها مبادرة فخامة الأخ مهدي المشاط التي أعلنها في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة ٢١ سبتمبر الخالدة وهي مبادرة أحادية الجانب لا زالت سارية من جانب قيادتنا حتى اليوم.
فعلى الرغم من دخولها في الشهر الثالث إلا أن النظام السعودي لم يفصح عن رد رسمي تجاه هذه المبادرة إلى هذه اللحظة، وما زال ينتهج اسلوب المراوغة دون ان يدرك عواقب ذلك.
قيادتنا قدمت هذه المبادرة كفرصة أخيرة مطروحة للنظام السعودي، بعد أن تم تلقينه ضربتين قاسيتين بعملية ال١٤ من سبتمر الماضي ، وعملية نصر من الله في محور نجران فكانت المبادرة عرض مغري لنظام الرياض في لحظة مفصلية من عدوانه، إنقلبت فيها موازين المواجهات رأسا على عقب، واصبح الطرف المتحكم والمسيطر على ميدان المعركة هم اليمنيون.
التزام قيادتنا بهذه المبادرة يجب أن يفهمه نظام الرياض ، في ظل عدم تجاوبه معها كإنذار نهائي مفاده إذا سحبت المبادرة ستكون اسلحتنا نحوكم مغادرة
قائد الثورة في خطابه بمناسبة ذكرى المولد النبوي كرر دعوته لنظام الرياض بوقف العدوان وحذره من مغبة الاستمرار فيه والاعراض عن مبادرة الرئيس المشاط، كما أنه وجه رسالة لنظام الرياض خلال تحذيره للكيان الصهيوني مفادة لم تعودوا بعد اليوم حجر عثرة امام الشعب اليمني ولن تستطيعوا إعاقته بعد أن أيده الله وضاعف في بأسه.
تصريح عادل الجبير يوم امس الذي أقر فيه أن الحوثيين سيكون لهم دور في رسم مستقبل اليمن، وكذلك تصريحه الكاذب بأن الحوثيين هم من بدأوا الحرب على السعودية وانهم بدأوها قبل تسعة اشهر من بداية العدوان، فكل ذلك يعكس حالة الضعف التي وصل إليها نظام الرياض فتصريحه الأول هو اعتراف صريح منه بقوة اليمن، اما تصريحه الثاني فهو لا يعدو سوى اقرار بالهزيمة العسكرية بتبرير كاذب لعدوانهم الغاشم لأن العالم يعلم علم اليقين أن اليمنيين لم يردوا على عدوانهم إلا بعد مضي اربعون يوما من اعلانه.
الانجاز النوعي الذي تمثل بمنظومة الدفاع الجوي الجديدة التي انتجتها وحدة التصنيع بالدفاع الجوي ونجاحها الموثق باسقاط طائرة الأباتشي، ثم طائرة وينق لونق الصينية المتطورة، ثم ثلاث طائرات رصد واستطلاع وخلال اربعة ايام، هو الآخر مؤشر خطير وكرت احمر لتحييد ٩٠٪ من الطيران الحربي لتحالف العدوان
محاولة النظام السعودي الالتفاف على التفوق العسكري الذي أحرزته قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبية وأصبح مفروضا على ارض الواقع كحقيقة ثابتة لا مناص من للرياض من الاقرار بها عاجلا او آجلا، ما يعني أن محاولته في الإلتفاف على التفوق العسكري الذي بلغته قواتنا المسلحة بإحراز انجاز سياسي يحسب له حتى ولو كان وهميا او كان مجرد تصريح إعلامي لن ينجح وهو ما يدركه نظام الرياض
كل ما سبق يثبت ويؤكد أن الشعب اليمني وبعد أن حقق بفضل الله ووصل إلى هذا المستوى من التفوق العسكري لم يعد بحاجة للسلام أكثر من حاجة نظام الرياض إليه ،
فالسلام العادل والندي والمشرف كان وما يزال هدف الشعب اليمني الذي يطمح إليه وستظل اليد اليمنية ممدودة لتحقيقه، لكن اليد اليمنية الأخرى ستظل ماسكة على الزناد وفي خط المواجهات للدفاع عن الوطن ارضا وشعبا
وفي حال استمرار نظام الرياض في مراوغته عن الجنوح للسلام العادل فإن الشعب اليمني قيادة وشعبا لن يقفوا مكتوفي الأيدي بل سيتمسكوا بحق الرد على العدوان وسيكون الرد بعد هذا الصبر الطويل فوق ما يتوقعون وأقسى مما كانوا يظنون، وأوسع مما كانوا يتوهمون ومن انذر فقد اعذر .