عدن عاصمة الاغتيالات
الهدهد / مقالات
عبدالفتاح علي البنوس
أكثر من 20جريمة اغتيال شهدتها مدينة عدن المحتلة خلال العشرة الأيام الماضية ، في تدشين لمرحلة جديدة لمسلسل الاغتيالات التي تشهدها مدينة عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة ، حيث تتواصل جرائم الاغتيالات بوتيرة عالية من قبل من تصفهم ما تسمى بالأجهزة الأمنية التابعة لقوى الغزو والاحتلال وحكومة الفنادق بالعناصر المجهولة ، ليستمر نزيف الدم اليمني الجنوبي ، في محصلة لصراع النفوذ والهيمنة بين المحتل السعودي والإماراتي .
في الأيام الماضية وقبل أن تعلن الإمارات عن سحب قواتها من عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة ، كانت مدينة عدن مسرحا للاغتيالات الممنهجة الموجهة من قبل المحتل الإماراتي والتي تستهدف القيادات والكوادر الإصلاحية المناهضة والمعارضة للتواجد الإماراتي في الجنوب ، وهي جرائم استخدم فيها المحتل الإماراتي شركات أجنبية متخصصة في الاغتيالات والتصفية الجسدية ، وجند لتنفيذها لاحقا مليشيات عميلة موالية لها تابعة لما يسمى بالحزام الأمني ، وكنا حينها نسمع عويل السعودية والإصلاح وبقية مرتزقتها ، ونشاهد الحملات الإعلامية الموجهة ضد المحتل الإماراتي والمنددة بجرائم الاغتيالات التي تستهدف أدواتهم وأذرعهم .
واليوم ومع تصاعد وتيرة الاغتيالات في عدن والتي يبدو من خلال الأسماء التي يتم استهدافها أنها تستهدف العناصر والشخصيات المحسوبة على المحتل الإماراتي والموالية له ، حيث تشير أصابع الاتهام إلى المحتل السعودي وأدواته الرخيصة والمبتذلة التي باتت المهيمنة على الأوضاع في عدن ، ويبدو أن السعودية تقوم بتصفية حساباتها مع المحتل الإماراتي وأذنابه من باب الثأر لما حصل لمرتزقتها خلال فترة الهيمنة الإماراتية ، وهو ما ينذر بمواجهات وصراعات دامية تنتظر عدن وسكانها خاصة والمحافظات الجنوبية المحتلة عامة بين مرتزقة الإمارات ومرتزقة السعودية ، خصوصا في ظل التوترات القائمة بين الطرفين والتي تفاقمت عقب التوقيع على اتفاق جدة الذي كان الهدف الظاهر منه احتواء الخلاف الجنوبي – الجنوبي ، ووضع حد للصراعات الدموية بينهما ، في حين أن السعودي والإماراتي هما من يقفان خلف هذا الصراع ويعمدان إلى تأجيجه من خلال قيامهما بتسليح ودعم الأطراف الموالية لهما ، ليخلو لهما الجو للاستفراد بالجنوب والجنوبيين ونهب واستغلال ثرواتهم ومقدراتهم ..
بالمختصر المفيد: عدن التي أعلنها الدنبوع هادي عاصمة مؤقتة لجمهوريته الفندقية ، والتي وعدت وأهلها من قبل المحتل السعودي والإماراتي بالحرية والتحرر والحياة الكريمة والمستقبل الأفضل ، تحولت إلى عاصمة للاغتيالات ضحيتها ومن يقومون بتنفيذها هم مرتزقة السعودية ومرتزقة الإمارات ، وهو ما يهدد الجنوب بحرب أهلية تحاكي ما شهده الجنوب في 13يناير من العام 1986م، وهو ما يتطلب من أبناء الجنوب الشرفاء الأحرار التحرك الجاد والعاجل لمواجهة الخطر الداهم عليهم الذي يتهدد وجودهم ويغرقهم في دوامة لا نهاية لها من نزيف الدم والفوضى التي سيكتوي بنيرانها الجميع دون استثناء .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .