العدوان على اليمن الخسائر والأضرار
الهدهد / مقالات
عبدالفتاح علي البنوس
أكثر من مائة يوم تفصلنا عن دخول العام السادس للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني على بلادنا الذي بدأ في 26مارس 2015م ، العدوان الذي أعقبه الحصار الجائر الذي فرضه الأعداء على بلادنا وشعبنا برا وبحرا وجوا ، أكثر من نصف مليون غارة جوية شنتها طائرات التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي منذ بداية العدوان وحتى اليوم ، بالإضافة إلى مئات الآلاف من عمليات القصف البحري والبري التي أطلقت على الأراضي والسواحل والمدن اليمنية ، وعشرات الآلاف من الزحوفات والعمليات الهجومية ، واستحداث وفتح أكثر من 40جبهة داخلية وحدودية سخرت لها ملايين الدولارات بهدف احتلال اليمن والهيمنة عليه ، وإخضاعه من جديد لنظام الوصاية والتبعية للسعودية.
هذا العدوان الغاشم الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء كبد بلادنا خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة حيث رصد مركز عين الإنسانية في تقرير له بمناسبة مرور 1700يوم من العدوان استشهاد وجرح 42135 مدنيا سقطوا جراء القصف والاستهداف المباشر لقوى العدوان ، حيث سقط قرابة 16447 شهيدا مدنيا، منهم 3672 طفلا، و2337 امرأة، فيما بلغ إجمالي الجرحى من المدنيين 25688 جريحاً ومعاقاً، منهم 3856 طفلا و2689 امرأة ، وبحسب التقرير بلغ إجمالي المنشآت التي تم استهدافها 461460 منشاة خدمية، منها 451684 منزلاً، و 1052 مدرسة، و 383 مستشفى ومرفقاً صحياً ،و 172 منشاة جامعية وتعليمية عليا، 6112 حقلا زراعيا، و 1294 مسجدا، و 46 منشاة إعلامية، و 240 موقعاً أثرياً، و 349 منشاة سياحية ، و 15 مطارا، و16 ميناء، و 1856 خزان مياه و 294محطة مياه وكهرباء، و 3575 طريقاً وجسراً، و514 شبكة ومحطة اتصال، و 1908 مبان حكومية ، وأظهر التقرير أن إجمالي المنشآت الاقتصادية المستهدفة ذات الطابع الصناعي والتجاري 20819 منشاة اقتصادية، شملت 346 مصنعاً متنوعاً، 10601 منشأة تجارية، 660 سوقاً، 390 مزرعة دجاج، 857 مخزن غذاء، 384 محطة وقود ،6127 وسيلة نقل، 283 ناقلة وقود، 717 قافلة غذاء، 454 قارب صيد.
هذه الأرقام والإحصائيات التقديرية التقريبية التي لا تقل عن الخسائر والأضرار الفعلية ، تأتي في الوقت الذي تكبد العدوان خسائر كبيرة في العدة والعتاد والاقتصاد ، حيث تكبد العدو السعودي والإماراتي خسائر كبرى في عدد الجنود والضباط لم يسبق لكل من الامارات والسعودية أن خسرتا النصف منها منذ تأسيسهما، ، علاوة على الخسائر الاقتصادية المكلفة جدا والتي تسببت في حدوث عجز كبير غير مسبوق في موازنة الدولتين ، فإذا كانت مجلة فورين بوليسي الأمريكية قد أشارت في تقرير لها إلى أن إجمالي تكلفة الحرب السعودية على اليمن منذ بداية الحرب حتى هذه اللحظة، وصل إلى ٧٢٥ مليار دولار ، إلا أن هذا المبلغ ورغم ضخامته يقل بكثير عن المبلغ الحقيقي والخسارة الفعلية التي تكبدتها السعودية وما تزال تتكبدها ، والأمر ذاته ينطبق على الإمارات التي أقحمت نفسها في مستنقع اليمن من باب العنجهية والتعالي والكبر والغرور والانبطاح للتوجيهات الأمريكية فخسائرها كبيرة جدا ، والاقتصاد الإماراتي بات مهددا بالسقوط في ظل مخاوف المستثمرين الأجانب وانسحاب العديد من الشركات من دبي وإفلاس بعضها ضمن تداعيات الأزمة التي أدخلت نفسها فيها نتيجة السياسة الصبيانية التي تدار بها البلاد.
بالمختصر المفيد، الخسائر والأضرار التي تكبدتها السعودية والإمارات حتى اليوم خلال عدوانهما على بلادنا كارثية ومدمرة وهي طبيعية قياسا على حجم الإنفاق المهول الذي تقدمه وتنفقه عبثا والأموال التي تصرفها مقابل شراء الذمم وكسب الولاءات ، ورغم كل هذه الخسائر إلا أن ذلك لم يفت في عضد اليمنيين ، ولم يؤثر على معنويات أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وصمود وثبات الشعب اليمني ، ولم يخفت بريق انتصارات أبطالنا في الجبهات ، وإنجازات وحدة التصنيع الحربي التي تمضي قدما في تعزيز قوة الردع اليمنية ، وما يسطره أبطال الدفاع الجوي هذه الأيام خير مثال على ذلك ، وما يزال ينتظر الأعداء الكثير والكثير من المفاجآت والضربات الموجعة الكفيلة بتركيعهم وإذلالهم وإجبارهم على رفع الراية البيضاء ، والبحث عن مخرج من المأزق الذي أوقعوا أنفسهم فيه من باب العناد والتسلط والغطرسة وادعاء العظمة.