قمة كوالالمبور نهاية العربدة السعودية
الهدهد / مقالات
عبدالله الأحمدي
رفض رئيس الوزراء الماليزي د. مهاتير محمد كل شروط واملاءات مملكة داعش الوهابية النجدية لحضور مؤتمر كوالالمبور، ورد على كل ذلك بالقول : نحن دولة مستقلة لا نقبل الاملاءات من أحد.
لم تكتف مملكة داعش السعودي بالاملاءات والشروط التي رفضتها ماليزيا، بل قامت بالضغوط والتحريض على دول كانت ترغب بحضور المؤتمر كالباكستان وإندونيسيا وغيرها.
والامر كذلك بالنسبة للإمارات عيال زائد الإرهابية التي مارست نفس الدور السعودي ضد حضور المؤتمر.
كان من ضمن شروط بني سعود ان يترأسوا المؤتمر لينحرفوا بجدول اعماله، وليعطلوا قراراته وتوصياته بشأن القضايا الحيوية للأمة، ومنها قضية فلسطين التي يحاول بنو سعود وعيال زائد طمسها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.
كان امراء النفط يحلمون ان يتربعوا على قيادة العالم الاسلامي وبدون رؤية أو تجربة يقدمونها للعالم الإسلامي، فقط لخدمة الغرب والصهيونية.
ماذا ستقدم مملكة داعش غير الإرهاب وتشجيع الفتن والحرب. يشاركها عيال زائد بتوع المباني الزجاجية وبول الإبل.
يجمع الكثر من رجال الفكر والثقافة والاعلام في طول العالم الإسلامي وعرضه على القول : إنه منذ تولى محمد بن سلمان الحكم في مملكة داعش أصبحت سياسة المملكة موجهة في الدرجة الأولى ضد المسلمين، وأصبحت تعمل بقوة على إفشال كل ما يمكن ان يشكل بارقة أمل أو خيراً لهم في الخروج من اشكاليات الحروب والتبعية. زد على ذلك انها اصبحت تعاديهم وتعمل على ايذائهم والعدوان عليهم. فالمملكة وإلى جانبها إمارات عيال زائد متورطة في العدوان على اليمن والحروب على وسوريا وليبيا والعراق وكثير بلدان.
تقبع منظمة المؤتمر الإسلامي مقيدة في جدة، بل وفاشلة كأختها جامعة الدول العبرية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، بل ان هاتين المنظمتين تعملان لصالح العدوان على الشعوب العربية.
ولا غرابة في ذلك فهاتان المنظمتان هما من صنيعة المستعمر الغربي مع مملكة داعش وإمارات عيال زائد وبقية محطات النفط والكيان الصهيوني، وكل هذه الادوات تؤدي دورا وظيفيا في خدمة المستعمر والرأسمالية المتوحشة.
أعتقد أن قمة كوالالمبورستشكل بداية النهاية لعربدة المال السعودي والإرهاب الوهابي والعدوان على الأمة.
المدلل بن سلمان يحسب ان باستطاعته شراء الناس والأنظمة بماله والأمر لم يعد كذلك، فالأمة محتاجة الى مشروع إنقاذ من التخلف والحروب التي صنعاها الغرب وأدواته القذرة في المنطقة.
منذ حادثة 11 سبتمبر تكشفت الكثير من فضائح مملكة داعش الإرهابية ومعها امارات عيال زائد.
مؤخرا في حادثة فلوريدا بأمريكا التي قتل فيها أحد الإرهابيين السعوديين ثلاثة من عسكر أمريكا أوقف الأمريكان 175 متدربا سعوديا بتهمة التواطؤ مع القاتل، بعضهم كانوا يصورون الجريمة عند التنفيذ.
مملكة بني سعود هي أداة بيد المستعمر الذي انشأها، مثلها مثل اسرائيل ومحطات نفط الخليج، فالمستعمر قبل ان يرحل صنع له وكلاء ينوبون عنه في تنفيذ مخططاته وحماية مصالحه، فقد صنع هذه الأدوات وصنع لها قوى وحركات مثل الوهابية النجدية والإخوان المتأسلمين، ثم جاء الأمريكي وريث البريطاني ليطور صناعة الأدوات، ويحمي الانظمة العميلة، فصنع القاعدة وداعش من جبة الإخوان والوهابية النجدية وبتمويل البترو/دولار.
مؤتمر كوالالمبور انبثاق محور إسلامي جاد ينبذ التطرف والإرهاب والتبعية له ثقله الحضاري والعلمي والاقتصادي على رأسه تركيا وماليزيا وايران وقطر ومن ورائه كثير دول إسلامية ترفض التبعية والهيمنة الغربية. إنه تأسيس لمشروع، أو تكتل إسلامي وازن في عالم التكتلات الاقتصادية والسياسية وربما يكون له ما بعده.