خذلان امريكا احرج محمد بن سلمان في المنطقة!
الهدهد / متابعات
تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير أعده ديكلان وولش وبن هبارد التحول الجديد في الموقف السعودي من ما اسمتهم بـ”اعداء الرياض” بعد اكتشافها أن أمريكا لن تسارع للدفاع عنها.
وقالت الصحيفة: “فبعد أشهر من الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة على المنشآت النفطية والذي اتهمت بتنفيذه إيران، قرر ولي العهد السعودي تبني موقف غير معهود في الدبلوماسية يهدف لترطيب العلاقات وتخفيف التوترات مع الأعداء بالمنطقة”
واشارت الصحيفة الى ماقام به ولي العهد السعودي من تكثيف المحادثات مع انصار الله في اليمن بالرغم انه شن مع عدد من حلفائه حربا عليهم قبل أربعة أعوام . كما تحرك نحو تخفيف الحصار الخانق وليس إنهاؤه على الجارة قطر. بل وتحركت السعودية نحو إيران وبحثت عن طرق للمحادثات معها، نظرا لخوف السعوديين من الدفاع عن أنفسهم بدون الغطاء الأمريكي، بدأت الرياض بالتواصل مع أعدائها لتخفيف التوتر.
ويرى المحللون أن التحول من المواجهة إلى التفاوض هو نتيجة اكتشاف السعوديين أن السعودية لا يمكنها الاعتماد على الدعم الأمريكي كأمر مؤكد، وهو ما قامت عليه السياسة الخارجية الأمريكية ولعقود طويلة.
ونقل الكاتبان عن ديفيد روبرتس، الباحث في يونيفرستي كوليج بجامعة لندن: “أن السعوديين اكتشفوا أن عليهم البحث عن طرق للتقارب في ظل انهيار فكرة دفاع الولايات المتحدة عنهم. ويظل التحول بالنسبة للولايات المتحدة تناقضا ظاهريا غير مريح؛ فلطالما ضغطت إدارة ترامب والكونغرس على السعوديين لوقف الحرب في اليمن وإنهاء حصار قطر بدون نتيجة”.
وقالت الكاتب ان محمد بن سلمان ادخل بلاده في حرب مدمرة مع اليمن وفرض حصارا على قطر بتهم دعم الإرهاب والتقرب من إيران التي تعهد بمواجهتها. وقال النقاد إن الأمير الشاب كان متهورا وعنيدا وفشل في عدوانه على اليمن وقطر، مشيرا الى تحول الحرب مع انصار الله إلى حالة من الجمود بات فيها الانتصار مستحيلا، أما قطر فقد استخدمت ثروتها وعلاقاتها الدولية لتجاوز آثار الحصار. ثم جاء الهجوم على منشآت النفط والذي كشف عن ضعف الصناعة النفطية السعودية، التي تعتبر جوهرة المملكة.
وقادت هذه الأحداث كما يقول روبرت مالي، المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما، إلى “إعادة نظر من نوع ما” للسياسة السعودية. فالتحول المفاجئ للدبلوماسية مع قطر واليمن “يعكس رغبة سعودية لتقوية موقفها الإقليمي في وقت من عدم اليقين وحالة ضعف”.
ويقول ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: “طوال المدة التي عملت فيها بشؤون الشرق الأوسط، كان هذا سبب وجودنا هناك: حماية تدفق النفط”. وبعد الهجمات (على ارامكو) أرسل ترامب القوات الأمريكية إلى السعودية لتشغيل أنظمة باتريوت الدفاعية، وهو رد أقل من المتوقع.
وقال كوك: “ما لم يفهمه السعوديون” هو أن “ترامب قريب من رؤية باراك أوباما أكثر مما يعرفون، فكل شيء حول الخروج من الشرق الأوسط”.
وتقول نيويورك تايمز: “تدهورت سمعة السعوديين في الكونغرس بسبب حرب اليمن وحصار قطر ثم قتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول العام الماضي. وظل ترامب يدعم السعودية رغم الغضب في الكونغرس وفي دوائر من حكومته كحليف عربي مهم ومشتر للسلاح الأمريكي. لكن مع قرب الانتخابات الأمريكية العام المقبل، اكتشف السعوديون أن ترامب قد يجد موقفه الداعم لهم كتهمة أمام الناخبين الأمريكيين وربما وجد الرئيس الجديد، إن لم ينتخب ترامب مرة ثانية، موقفا مختلفا منهم”.
ويقول إيميل هوكاييم من المعهد الدولي للدراسات الدولية والإستراتيجية:” إن دفاع ترامب عن السعوديين في كل لفتة وحركة أمر صعب ولهذا قرروا تخفيف سياساتهم في الوقت الحالي. كما أن العلاقة بين السعودية وحليفتها الإمارات كشفت بعدما قررت الأخيرة سحب قواتها من اليمن في حزيران (يونيو). وفي تموز (يوليو) قامت الإمارات بعقد لقاء مع إيران حول الأمن البحري في الخليج (الفارسي) في محاولة منها لتخفيف التوتر في المنطقة وتأمين أراضيها وحماية سمعتها. ولم يرد المسؤولون السعوديون على أسئلة تتعلق بالدبلوماسية الحالية، إلا أنها لم تثمر بعد. ففي اليمن تم تبادل سجناء بين الطرفين كبادرة حسن نية”.
وتتابع نيويورك تايمز: “في الشهر الماضي قال المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث إن الغارات قلت بنسبة 80% من التحالف الذي تقوده السعودية. ولم يقتل مدنيون في الهجمات منذ ذلك الوقت كما تقول راضية المتوكل من منظمة مواطنة الحقوقية اليمنية. ولكنها قالت إن السعوديين لم يكونوا ليختاروا تخفيف التوتر لو كانت الحرب تسير في صالحهم وقت الضربة على أبقيق، ولم يكونوا ليتحدثوا مع الحوثيين (انصار الله) ولواصلوا التصعيد كما تقول. وبالنسبة للمواجهة مع قطر لم يحدث إلا تخفيف بسيط رغم حديث المسؤولين بين البلدين. وما يلحظ هو أن الهجمات والإهانات على وسائل التواصل الاجتماعي ضد قطر وأميرها قد خفت في الفترة الأخيرة، ولم تغلق الدوحة قناة الجزيرة التي طالبت دول الحصار بوقفها. ويسود هدوء في الفترة الأخيرة لنقد قطر بالوسائل الإعلامية المؤيدة للحكومة السعودية”، مضيفة: “وبدلا من نشر انتقادات للمواطنين السعوديين الذين سافروا إلى قطر، تتجاهل الحكومة الأمر بل وأرسلت فريقها لكرة القدم للمشاركة في مباريات كأس دول الخليج (الفارسي) التي عقدت بالدوحة، كما التقى وزير الخارجية القطري مع مسؤولين سعوديين. وحققت قطر تقدما في واشنطن؛ ففي الوقت الذي دعم فيه ترامب الحصار إلا أنه رحب العام الماضي بأمير قطر في واشنطن وأرسل هذا الشهر ابنته إيفانكا للمشاركة في مؤتمر مهم عقد بالدوحة”.