مجزرة سوق الرقو ومبادرة السلام !!
الهدهد / مقالات
عبدالفتاح علي البنوس
قرابة 20 شهيداً بينهم 12من اللاجئين الأفارقة ، ونحو 18جريحا ضحايا مجزرة جديدة ارتكبها الكيان السعودي خلال استهدافه بالقصف الصاروخي والمدفعي سوق الرقو في مديرية منبه الحدودية بمحافظة صعدة الأربعاء الماضي، في إصرار سعودي على المضي في وحشيته وإجرامه ، وعدم رغبته في السلام ووضع نهاية للحرب التي يشنها على بلادنا وشعبنا منذ ما يقارب الخمس سنوات..
لتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة جرائم التحالف العدواني الإجرامي السعودي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي بدم بارد رغم مبادرة السلام التي أعلنها الرئيس مهدي المشاط والتي قضت بإيقاف كافة عمليات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر اليمني على الكيان السعودي من باب إقامة الحُجَّة ، وفتح المجال أمام فرص تحقيق السلام ، لكن العنجهية والغرور والكبر السعودي المعزز والمساند للتوجيهات والأوامر الأمريكية التي من مصلحتها استمرار ومواصلة العدوان تأبى إلا الاستمرار في ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح البشعة التي تطال المدنيين الأبرياء في الأسواق ، ليؤكد آل سعود من خلال مضيهم في عدوانهم وحربهم الظالمة الغاشمة أنهم غير متفاعلين مع مبادرة السلام اليمنية وأنهم ماضون في تصعيدهم وهمجيتهم وصلفهم وإجرامهم الذي وصل إلى مستويات بات السكوت عليها تفريطا بدماء الضحايا الأبرياء الذين يقتلون مع سبق الإصرار والترصد..
ومع جريمة سوق الرقو باتت مبادرة السلام اليمنية ( في خبر كان ) ولم تعد سارية المفعول ولم يعد هناك ما يلزم القيادة الثورية والسياسية بها ، فهي مبادرة من طرف واحد تجاهلها الطرف الآخر ، وأصرَّ على غيه وإجرامه ، ولذا صار لزاما الرد وبقوة على كل هذه المجازر والمذابح الوحشية.. لقد حان وقت الرد على العربدة السعودية ، اشتقنا كثيرا للبراكين الصاروخية البالستية ، والقواصف الطائرة المسيرَّة الكفيلة بتأديب الغِر السعودي ومن يقف خلفه ، خصوصا أن السنوات الخمس التي مضت من عمر العدوان أثبتت أن السعودية (حق صميل ) ولا يمكن أن يرعوي المهفوف السعودي ويعود إلى رشده إلا بتلقيه المزيد من الضربات الموجعة على غرار عملية خريص وبقيق ، ليعرف حجمه ويراجع حساباته.
المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن يحيى سريع أكد معلَّقا على جريمة سوق الرقو أن القوات المسلحة واللجان الشعبية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجريمة ، وأن كل الجرائم السعودية لن تمر مرور الكرام وأن العقاب والرد سبكون مؤلما وموجعا للعدو السعودي ، وأن دماء شعبنا ليست رخيصة أو مستباحة، وهي رسالة واضحة وصلت إلى مسامع الكيان السعودي الذي يتعامل بسخف وتجاهل مع مبادرة السلام اليمنية ، في الوقت الذي يغرق في الدم اليمني من خلال ارتكابه المجازر والمذابح البشعة ، ظنا منه أنه سيجبر جيشنا ولجاننا على الخنوع والخضوع ، وأن مبادرة السلام اليمنية أحادية الجانب ستظل سارية المفعول ، ليواصل إجرامه دون رد ، وهذا هو المستحيل الذي لا قبول به على الإطلاق.
بالمختصر المفيد،حان وقت الرد ، وتصريحات رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبدالسلام تشير إلى أن هذا الرد لن يطول ، وأن الأيام القادمة تحمل معها ما يشفي غليلنا ، وينتصر لمظلوميتنا ، ويقتص للضحايا المدنيين الأبرياء الذين يتعرضون لجرائم حرب و إبادة جماعية ، فقد طال صبرنا ، وفاض الكيل ، وبلغ السيل الزبى ، ولا مجال للسكوت على مجازرهم ومذابحهم في حق أبناء شعبنا ، تحملنا ما لا يحتمل ( وما بش فايدة ) وصار الرد حتميا وعاجلا.