تضاعف الغضب الشعبي للأمة ومشروعية الرد على الجرائم الأمريكية
منير اسماعيل الشامي
ليست المرة الأولى التي يرى العالم فيها الحشود الشعبية المليونية الغاضبة إزاء الجرائم الأمريكية البشعة، غير أن الحشود الشعبية التي خرجت الأيام الماضية في المدن الايرانية والباكستانية وفي العراق ولبنان وحشود اليوم المشيعة في ايران والحشود التي خرجت اليوم في صعده وفي صنعاء وكذلك الحشود التي ستواصل خروجها في مدن وعواصم مختلفة من الدول العربية والاسلامية احتجاجا وتنديدا بجريمة الاغتيال البشعة التي طالت القائد المجاهد اللواء قاسم سليماني والقائد المجاهد ابو المهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي ومرافقيهم، والتي ارتكبها النظام الصهيوامريكي قبل ايام في مطار بغداد بطيرانه المسير منتهكا سيادة العراق، ومتجاوزا كل الخطوط الحمراء وخارقا لكل القوانين والاعراف الدولية وهو ما جعل هذه الحشود متميزة عما سبقها ومختلفة عنها في صدق موقفها، ومستوى وعيها.
فالصخب الشعبي هذه المرة يتعاظم يوما عن يوم ويعكس تنامي الوعي الشعبي العربي والاسلامي ويؤكد توسع دائرته بإستمرار، وهو ما يعني أن هناك صحوة حقيقية بدأت تتنامى في المنطقة وبدأت تتحرك نحو وحدة الموقف ضد الوجود العسكري الامريكي بها وضد جرائم هذا النظام المتغطرس والمستكبر
ووحدة الموقف الشعبي القوي هذا المتباعد والمستمر هو ايضا تحرك عملي ضد الباطل وسلوك حقيقي يثير قواه ويرعب قياداته وانظمته، ويغيض قوى الكفر والطاغوت وانظمة الشر العالمية المستكبرة وهو ما تدركه وتعلمه، ومثل هذه المواقف هي ما اشار اليها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه في محاضرته
(لا عذر امام الجميع ) ودعى شعوب الأمة إليها لأن هذا التحرك هو فعلا تحرك محمد ودين محمد واسلام محمد وآل محمد وهو ما يجب على بقية الشعوب العربية والاسلامية ان تنتهج مسارة وتتحرك على دروبه لتصنع مواقفه العظيمة ، و عليها أن تدرك ايضاً ان زمن الخنوع قد ولى، وعهد الصمت قد رحل ولن يعود ثانية ابدا.
فالمتأمل لهذه الحشود المليونية والمتابع لها يجد أنها خرجت وستخرج في اماكن مختلفة ومتباعدة إلا ان موقفها واحد وارادتها واحدة، ووحدة الموقف الشعبي هذا يعبر عن ارادة شعبية واحدة ويفرض على حكومات الدول التي خرجت فيها التحرك بالرد على هذه الجريمة ردا قويا يتناسب مع حجم الحشود ويلبي تطلعاتها، ذلك أن خروج هذه الملايين المستمر هو في حقيقته استفتاء شعبي يمثل الأمة الاسلامية حقيقة لا مجازا لأن اغلب الشعوب العربية والاسلامية تتوق الى إلى الوقوف في مثل هذه المواقف إلا أنها لا زالت تخشى الأنظمة القمعية التي تحكمها والتي تخضع تحت جلابيب الذل والعمالة للنظام الصهيوامريكي ولذلك فهذه الحشود تعبر عن ارادة الأمة كلها المتمثلة بانهاء التواجد الامريكي في المنطقة، وللمطالبة بالرد الفوري على جرائم النظام الامريكي من اولها وحتى جريمته الاخيرة ،وهو ايضا تفويض مطلق منها بذلك لأنه صدر عن ارادة شعبية حقيقية ، وبالتالي فما على الحكومات الا تنفيذ الارادة الشعبية، فلم يعد بإمكانها التراجع عن ذلك او التأخير لإنها في هذه الحالة تكون قد فرطت بإرادة الامة، وتنصلت عن أهم مهمة من مهماتها وهي عدم تلبية الإرادة الشعبية للإمة
ولذلك فإننا على يقين بأن الرد على الجرائم الامريكية قد حان موعده، ودنت ساعته وانه سيكون ردا شافيا لقلوب المستضعفين، ومرعبا لقلوب كل الطغاة والمستكبرين بإذن الله.