بقلم/أحمد داود “اليمن .. فيتنام أخرى لأمريكا !”
ليس مبالغة حين نقول إن العدوان على اليمن هو أمريكي بامتياز، كما أن هذا لا يعني غض الطرف عن خطايا السعودية وهفواتها الكبيرة والانحطاط الكبير الذي وصلت إليه في تدخلها السافر في الشأن اليمني.
أمريكا دخلت الحرب هذا المرة في اليمن، ولكنها أعطت القيادة لأطفال الخليج المدللين سلمان وبن زايد وتحالف عربي أرعن لا يستوعب مدى خطورة حشر نفسه في هذه المعمعة، ومن يقول إن التخطيط لهذا العدوان كان بعد دخول أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى محافظة عدن وهروب هادي فهو قاصر الفهم وغير مستوعب لمجريات ما كان يحدث عقب انتصار ثورة 21 سبتمبر.
ومن نافلة القول إن مغادرة السفارة الأمريكية لصنعاء، كانت البداية الحقيقية لتدشين العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، ومغادرة المارينز لقاعدة العند قبل وصول الجيش واللجان الشعبية إلى عدن يعمق هذا المفهوم، وقبله كان السفير الأمريكي يصرح بأن أنصار الله قادرين للوصول إلى عدن في غضون 24 ساعة.
وحيثما تفقد أمريكا مصالحها في أي بلد من العالم، فإنها تتدخل مباشرة للقضاء على أي ثورة أو تغير في الحكم، حتى تعود تلك البلاد إلى وضعها الطبيعي وهي الطاعة العمياء لأمريكا، وما حدث في إيران خير شاهد على ذلك، فإيران أيام الشاة كانت المحبوبة المدللة لأمريكا وإسرائيل ودول الخليج، والأمريكي أيام الشاة كان يتنقل ويجول ويصول في طهران وكأنها ملك أبيه، لكن لما قامت الثورة الإسلامية في إيران تغير كل شيء، وفقدت واشنطن مصالحها في هذا البلد، فدخلت أمريكا حرباً بالوكالة عن طريق العراق استمرت لثمان سنوات.
ما يحدث اليوم في بلادنا هو أن اليمنيين يدفعون ثمن رفضهم للوصاية الأمريكية السعودية الخليجية الصهيونية، وخروجهم في ثورة 21 سبتمبر وتمكنهم من القضاء على كل مراكز النفوذ الموالية لهذا التحالف جعل الأعداء يولولون ويعدون الخطط للقضاء على هذه الثورة في مهدها وإعادة الأمور إلى نصابها، بحيث يكون للسفير الأمريكي الكلمة العليا في كل شيء، وبحيث تكون الحكومة هي من الوزراء والمسؤولين الذين تربطهم علاقة قوية بالسفارة الأمريكية والسعودية، تماماً كحكومة خالد بحاح.
في فيتنام، نتذكر ذلك التدخل الأمريكي المشؤوم، حتى وصل الأمر أن الولايات المتحدة الأمريكية نفد ما كان عندها من قنابل، ولم تستطع مصانعها على كثرتها وسعتها أن تنتج ما يكفي من القنابل التي يحتاجها الجيش الأمريكي ليقذف بها فيتنام وأهلها، فاضطرت إلى البحث عن القنابل والمقذوفات عند الآخرين تشتريها منهم وترسلها إلى فيتنام حتى وإن لم تكن قنابل متطورة، حتى استهلكت كل ما كان قد بقي عندها وعند غيرها من قنابل مختلفة من الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك فإن الشعب الفيتنامي، كما صبر على تلك القنابل فإنه عمر ما كانت قد أحدثته من خراب، والآن من يزور هانوي عاصمة فيتنام يستغرب كونه لا يرى أي أثر من آثار تلك القنابل.
والشعب اليمني أظهر قوة واستبسال وعزيمة وثبات صدم العالم، ووقفت أمريكا والسعودية والمرتزقة وكل الأشرار في العالم في هلوسة وعجز نتيجة الصمود الأسطوري والشجاعة التي لا نظير لها لدى أبطال الجيش واللجان الشعبية، حتى باتت الصحف الغربية والبريطانية تتحدث بأن اليمن أصبحت فيتنام للسعودية، لكنني أقول أن اليمن أصبحت فيتنام أخرى لأمريكا، وستضطر واشنطن ذات يوم للاعتراف بهزيمتها المذلة في اليمن، وسيصبح اليمنيون والجيش واللجان مثلاً يحتذي به شرفاء العالم، وبطولاتهم تدرس في كليات العالم العسكرية، فبورك هذا الشعب، وبورك جيشه ولجانه، والخزي والعار للمرتزقة وسماسرة الرياض واللاهثين وراء الريال السعودية والدولار الأمريكي.