السعودية واسرائيل توأمتان من رحم بريطاني .. فلِمَ التطبيع؟
منير اسماعيل الشامي
ظلت السعودية خلال العقود الماضية قبل تولي سلمان تخدع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأنها حامية الاسلام وعاصمة المسلمين وحظيت بقداسة عند اغلب الدول الاسلامية نالتها من قداسة الحرمين وضريح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن حرمة البلدين مكة والمدينة، ولذلك مجد اغلب المسلمين بني سعود الذين اطلقوا على ملوكهم لقب ” خادم الحرمين” وهم في حقيقتهم خدام صهيوان والغرب المستكبر وعملائهم المخلصين، فأنخدع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بهم كون عمالتهم لأعداء الأمة كانت طي الكتمان وخدماتهم لهم كانت سرا، وولائهم لليهود والنصارى كان مخفي تحت ستار خداعهم وتضليلهم .
ومع ذلك ومن خلال الشواهد والاحداث والمواقف التي كشفت عنها الأيام، ادرك الكثير من حملة الوعي في الأمة العربية والاسلامية خداعهم واكتشفوا نفاقهم وادركوا ولائهم لليهود والنصارى، وعدائهم المستفحل للأمة ولكل شعوبها، فتحدثوا عن ذلك من كل منبر قدروا الوصول إليه ونشروا ذلك في الكثير من الصحف وبرامج الإذاعات وخط بعضهم المؤلفات التي تكشف حقيقة بني سعود إلا أن الأموال الهائلة التي كان مجرمي سعود ينفوقونها لإخفاء تلك الحقائق ومحاربة تلك الاصوات كانت اقوى منها فلم تصل الى عامة الناس.
وتزامنا مع تولي سلمان زمام الحكم، خرج نظام بني سعود الاجرامي من حالة الولاء السري لليهود والنصارى إلى حالة الولاء العلني والخضوع المفضوح، وبدت مواقف هذا النظام امام العالم الاسلامي اكثر وضوحا وفي انصع صورة لتكشف حقيقة هذه الأسرة الخبيثة، وفي ليلة وضحاها تجردت من عباءة الاسلام التي خدعت المسلمين بها لعقود طويلة من الزمن وهي مستترة خلفها واظهرت عباءتها الحقيقية وكشفت عن وجهها الحقيقي بلا قناع ولا مكياج
وفي ليلة وضحاها ايضا تحولت السعودية من الدولة الإسلامية المتشددة وفق مذهبها الوهابي إلى دولة تجري سريعا نحو الانحطاط والانحلال وتحت مسمى الانفتاح، فألغت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستبدلتها بهيئة الترفيه وبمهمة عكسية تماما لمهمة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث والمهمة الرئيسية لهيئة الترفيه هي افتتاح المراقص والكبريهات، والترويج للخمور والسفور، والتبرج والاختلاط والاشراف على حفلات المجون الغنائية واستجلاب المغنيين والمغنيات من مختلف الجنسيات وإدارة حفلاتهم ورعايتها.
وكل ذلك كان بمثابة الخطوات الأولى لإعلان صفقة القرن المبرمة بين نظام بني سعود واليهود والنصارى والتي تضمنت التحرك العلني لنظام الرياض في دعم وتأييد اسرائيل واعلان القدس عاصمة لها، والكشف العلني عن العلاقة الوطيدة لهذا النظام المجرم مع الكيان الصهيوني، وكشف العمالة والخضوع له، تحت عنوان الشراكة والتعاون بينهما وتوضيح المصالح المشتركة للنظامين المجرمين والمتمثلة بجعل المنطقة في حالة صراع دائم مع بعضها البعض، ونشر الفرقة والخلاف بين الشعوب العربية وتأجيجها في كل شعب عربي، واستهداف كل شعب مناهض لقيام اسرائيل، ومقاوم للتواجد العسكري الامريكي بإشعال الحرب عليه وتمويلها وتغذيتها كما حدث في سوريا او بالإعتداء عليه والعدوان العسكري على أرضه كما يحدث في وطننا منذ خمسة أعوام، او بإثارة الفتن عبر مؤامرات غربية وتمويلها كما حدث في العراق ولبنان.
وهذا كله خدمة لإسرائيل التي يعبدها بني سعود من قبل نشأتها ودفاعا عن وجودها، وما دعوات النظام السعودي والنظام الاماراتي للتطبيع مع اسرائيل ونشاط المدعو زيفا بأمين عام رابطة العالم الاسلامي وزير العدل السعودي السابق إلا مجرد اسطوانة مشروخة لخداع شعوبهم المغلوبة على أمرها إذ أن علاقة النظامين بإسرائيل هي علاقة تبعية وخضوع لها منذ نشأتهما وما بني سعود واولاد زايد إلا جنود أذلاء لسلطتها وخدام تحت اقدامها، وجباة تحصيل لثروات الأمة وتسليمها لأمريكا واسرائيل . فبريطانيا الام الشرعية لإسرائيل هي الأم الشرعية ايضا لنظام بني سعود وهما ايضا (اسرائيل والسعودية) توأمتان ولدتا في مخاض واحد من الرحم البريطاني، اما بالنسبة للإمارات فهي ابنة سفاح ولدتاها السعودية عن معاشرة بني صهيون
وهذا ما تؤكده احداث الماضي التي ظهرت وما ستثبته الوقائع الماضية التي ستظهر.
لقد فضحوا انفسهم وظهروا على حقيقتهم الواضحة لكل المسلمين، واصبح المسلمين اليوم انظمة وشعوب معنيون بوضع حد لصهاينة العرب وايقافهم عند حدهم، بل واصبحوا ايضا متحملين المسؤولية أمام الله في حماية مقدساتهم وتطهيرها من دنس ورجس صهاينة الجزيرة العربية ، فهل سيتحركون أم سيظلوا متفرجين حتى يتصهينوا او تقضي الصهيونية عليهم ؟