الصيادون والعدوان والثروة السمكية
الهدهد / مقالات
عبدالفتاح علي البنوس
يمعن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني في استهداف شريحة الصيادين من خلال الاستهداف المباشر لقواربهم ، واحتجازهم ومنعهم من الاصطياد ، وحرمانهم من مصدر عيشهم الوحيد ، تحت ذرائع ومبررات واهية لا تمت للحقيقة بأدنى صلة ، حيث سجلت السنوات الخمس الماضية من عمر العدوان على بلادنا قائمة طويلة بالجرائم التي ارتكبتها طائرات العدوان في حق الصيادين ، والتي خلَّفت مئات الشهداء والجرحى علاوة على الخسائر المادية التي تكبدوها ، والتداعيات الاقتصادية والمعيشية على أسرهم وذويهم جراء هذا الاستهداف الممنهج .
استهداف الصيادين يأتي في سياق مؤامرة قديمة -جديدة تستهدف الثروة السمكية اليمنية ، تشمل الكثير من الممارسات وطرق الصيد غير القانونية ، حيث مارست قوى العدوان سابقا ولاحقا صنوف العبث والإهدار لهذه الثروة من خلال جرف الأحياء البحرية من قبل السفن العملاقة التي تقوم بالصيد ومن ثم تعليب الأسماك وتصديرها ، علاوة على ما تسببه مخلفات السفن من الزيوت وغيرها من تلويث للبيئة البحرية، وهو ما يؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك والأحياء البحرية ، وهي جرائم مخالفة للأنظمة والقوانين والمعاهدات الدولية ذات الصلة .
وزارة الثروة السمكية دقت ناقوس الخطر كاشفة عن الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها قوى العدوان في المياه الإقليمية اليمنية والتي لا تراعي الأنظمة الدولية وتجيز للسفن الاصطياد على مسافة 60 ميلا من الشواطئ و6 أميال من الجزر، وهو ما يؤثر سلبا على الثروة السمكية ويتسبب في تدمير البيئة البحرية ، وحذرت الوزارة من كارثة التدمير الممنهج للبيئة البحرية للجزر اليمنية ، وعلى وجه الخصوص أرخبيل حنيش التي يقوم القراصنة فيها باقتلاع الشعاب المرجانية ومن ثم نقلها إلى الإمارات ، في سياق مخططها التآمري ، على غرار ما قامت به في جزيرة سقطرى من اقتلاع أشجار دم الأخوين ونقلها للإمارات التي تريد بذلك أن تصنع لها تاريخا ، وهي الدولة التي تأسست في بداية السبعينات والتي يتفوق عليها بسكويت “أبو ولد” من حيث الِقدَم ، فجاءت إلى اليمن غازية معتدية باحثة عن تاريخ ومكانة ظنا منها أنها تشترى بالمال .
بالمختصر المفيد: ما تعرض ويتعرض له الصيادون في محافظة الحديدة من اعتداءات وجرائم مصحوبة بجرائم واعتداءات مماثلة تتعرض لها الثروة السمكية والأحياء والبيئة البحرية هي انتهاكات صارخة للقوانين واللوائح المنظمة لعملية الاصطياد يجب أن تقف أمامها الأمم المتحدة والجهات الدولية ذات العلاقة بمسؤولية وأن تتعامل مع قراصنة البحر الذين يتبعون دول العدوان بحزم ، كون مثل هذه الأعمال تهدد الثروة السمكية والبيئة البحرية في المنطقة بأسرها ، وينبغي الإشارة هنا إلى الخطر الهائل الذي يتهدد البيئة البحرية في البحر الأحمر المتمثل في سفينة النفط صافر التي يحول العدوان دون صيانتها وإفراغ حمولتها لتفادي الكارثة المحتملة في حال حدوث أي تسريب نفطي منها ، نتيجة عدم تشغيلها وصيانتها ، حيث يتطلب الأمر معالجات ناجعة ومثمرة ، ومراعاة لظروف الصيادين الذين لا حول لهم ولا قوة والذين يقتلون بدم بارد دونما ذنب سوى أنهم خرجوا يبحثون عن لقمة عيش لهم ولأسرهم ، ومن الإجرام أن يجعل منهم العدوان هدفا لصواريخ طائراتهم الغادرة وبوارجهم الحاقدة التي تعربد في حقهم ، في صورة بشعة من صور الإجرام والوحشية السعودية الإماراتية الأمريكية الإسرائيلية .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .