لماذا هذه الانتصارات؟
الهدهد / مقالات
مقالات ||زيد البعوة
سؤال يجب أن يطرق أذهان الجميع لماذا هذه الانتصارات التي يحققها رجال الجيش واللجان الشعبية في أكثر من جبهة وعلى أكثر من صعيد؟
هل يمتلك الجيش واللجان الشعبية إمكانيات عسكرية ضخمة موازية أو اكبر أو حتى قريبة مما يمتلكه تحالف العدوان ومرتزقته؟
هل عدد أبطال الجيش واللجان الشعبية أكبر بكثير من عدد ضباط وجنود ومرتزقة العدوان؟
هل يملك الجيش واللجان أموالاً طائلة أكثر مما يمتلكه العدوان ومرتزقته وتمكنوا من خلالها شراء مواقف بعض قادة العدوان؟
هل للموضوع علاقة بالاستخبارات والخيانة في أوساط العدو ومرتزقته؟
لو نأتي للواقع والحقائق التي لا غبار عليها سنجد أن الحقيقة تقول أن العدوان ومرتزقته يملكون من الإمكانيات العسكرية والمادية ومن الأسلحة العسكرية اكبر بكثير مما يمتلكه الجيش واللجان الشعبية وان عدد قوات العدوان ومرتزقته يفوق عدد الجيش واللجان بشكل لا يقارن.
إذا ما هو السر وراء هذه الإنجازات والانتصارات؟
هل الجغرافيا والتضاريس المناخية أم التوقيت الزمني أم أن الأمر مجرد صدفة والحرب يوم لك ويوم عليك كما قد يقول البعض؟ أم أن رجال الجيش واللجان الشعبية أشداء وأقوياء وصناديد أم أنهم يملكون خبرة قتالية أكثر من العدو؟
لا ليس الأمر كذلك..
لو كان الأمر هكذا لـ أقتصر الموضوع على عملية عسكرية واحدة أو عمليتين لكن الوقائع والانتصارات تكررت في أكثر من معركة وفي أكثر من مكان وزمان ولا تزال مستمرة.
هناك الكثير من العوامل التي مكنت الجيش واللجان الشعبية من صناعة هذه الانتصارات أولها الثقة بالله والتوكل عليه والثقافة القرآنية والقيادة الربانية المحمدية العلوية وثقافة الجهاد والاستشهاد التي صنعت رجالاً اقوياً بقوة الله ومنحتهم الخبرة والتمكين والغلبة.
أضف إلى ذلك التوحد والاعتصام والقضية والأخذ بالأسباب والعمل وفق توجيهات الله بالصبر والإكثار من الذكر والاستقامة والإعداد العسكري والجاهزية العالية والتكاتف والثقة المطلقة بصدق وعد الله بالنصر للمؤمنين.
وأيضاً القضية المحقة والعادلة والمظلومية ودماء وتضحيات الشهداء الأبرار والعزيمة والإرادة والقوة النفسية والمعنوية والتأييد والرعاية الإلهية.
وفي نفس الوقت هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية عما سبق وهي ان العدو الذي نواجهه على الرغم مما يملكه من قوة باطل محض ومتغطرس ومفسد ومنتهك لحرمات الله ومجرم وطاغية ولا يملك مثقال ذرة من الحق فيما يفعله بالشعب اليمني ومخذول من قبل الله.
هذا ليس كل شيء فهناك عوامل أخرى تسببت في صناعة هذه الانتصارات العظيمة والمتتالية في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
قد يقول البعض وقد قالوا أن اليمن مقبرة الغزاة وان الشعب اليمني شعب قوي ومسلح وان التضاريس الجغرافية تساعد الجيش واللجان أن في المعركة وتمكنهم من التغلب على العدوان ومرتزقته لكن الخمس السنوات التي مضت من العدوان والمعارك التي حصلت أثبتت أن هناك أشياء اكبر وأقوى من هذه المزاعم.
صحيح ان اليمن مقبرة الغزاة وله تاريخ حافل بطرد المستعمرين ولكن المعركة اليوم مختلفة تماماً عما حصل في السابق فالشعب اليمني يخوض معركة الدفاع والهجوم والتحرير في وقت واحد ويخوض الصراع بكل أنواعه ويعاني من حصار اقتصادي وتدمير للبنية التحتية وقصف متواصل وخذلان عالمي ودولي وأممي ومع ذلك لم يكترث لكل هذا وصنع المعجزات، أيضاً هناك مرتزقة عملاء خونة من مختلف المحافظات اليمنية يقاتلون الى جانب العدوان ويخدمونه بما يستطيعون ولديهم خبرة قتالية ويعرفون كيف يتعاملون مع التضاريس الجغرافية ولكنهم يفتقدون للتأييد الإلهي والقضية المحقة والقيادة الصادقة.
الموضوع هو معية الله والمضي على صراطه المستقيم والقيادة الحكيمة والشجاعة والتسليم المطلق للقيادة من قبل الجيش واللجان الشعبية ورص الصفوف ومعرفة من نحن ومن هو العدوان، وهذه هي أهم العوامل التي ساهمت في صناعة هذه الانتصارات والانجازات العظيمة.
أن التسليم المطلق للقيادة ممثلة في السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله والذي يربطنا رأساً بالله على الدوام هي أهم وأقوى الأسباب التي ساهمت في صناعة مثل هذه الانتصارات، ولو لم يكن هناك تسليم والتزام لله والقيادة لكان الفشل هو سيد الموقف ولكانت الهزائم هي التي تسيطر على الجيش واللجان الشعبية.
لهذا من يتوكل على الله فهو حسبه ومن يملك قيادة من أهل البيت عليهم السلام فهو المنتصر والغالب ومن يثق بالله ويعتمد عليه ويعمل وفق ما أمر في كتابه فقد أهل نفسه ليكون جديراً بنصر الله وهذا ما حصل ويحصل بفضل الله.