النباء اليقين

تصهين البرهان وثورة الإخوان

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح علي البنوس

يبدو أن الإمارات باتت الأداة الإسرائيلية في المنطقة للترويج للتطبيع والتصهين مع الكيان الصهيوني والاعتراف بإسرائيل بالتزامن مع الإعلان الأمريكي لما يسمى بصفقة ترامب ، حيث بدى واضحا بأن أنور قرقاش وضاحي خلفان هما من يقومان بهذه المهمة وبهذا الدور المشبوه من الجانب الإماراتي ، وهو ذات الدور الذي تقوم به السعودية عبر عشقي والعيسى وبقية المطبعين الذين يعملون ليلا ونهارا على تهيئة المنطقة وشعوبها من أجل تقبل صفقة ترامب والتماهي مع سياسة التطبيع والتصهين السعودية والإمارات ، بعد أن صدرت لهما التوجيهات من خليفتهم المفدى (دونالد ترامب) ومولاهم ( بنيامين نتنياهو) بإعلان التولي لهم والتسليم لهم والعمل تحت إدارتهم والسير وفق أوامرهم وتنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم ومؤامراتهم.

بالأمس تحرك وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش صوب العاصمة السودانية الخرطوم وهناك التقى برئيس المجلس السيادي الانتقالي الحاكم في السودان المدعو عبدالفتاح البرهان وهو اللقاء الذي كان مقدمة ممهدة لتطبيع البرهان وإعلان تصهينه ، حيث أعقبه اجتماع نتنياهو مع البرهان في العاصمة الأوغندية كمبالا برعاية إماراتية وهو الاجتماع الذي رسم الخطوط العريضة لملامح المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية على السودان والثورة السودانية التي فجرها الثوار ضد حكم الديكتاتور عمر البشير ، وأراد العسكر بقيادة البرهان السطو عليها ومصادرتها لحساباتهم ومصالحهم الخاصة قبل أن يتدخل الثوار مجددا ليؤكدوا على المضي في درب النضال والحرية وإسقاط كافة رموز النظام السابق من العسكر الذين أرادوا التسلق والظهور على أكتاف الثوار ودماء وأرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل الحرية والاستقلال.

البرهان قدم أوراق يهودته وتصهينه للنتن الإسرائيلي في كمبالا ، كعربون صداقة ومقدم للدعم والإسناد الأمريكوصهيوني المشترك للمؤامرة القادمة على ثورة السودان والتي تهدف إلى تمكين العسكر من الهيمنة على السلطة في السودان والانقلاب على المجلس السيادي الانتقالي السوداني ، والمثير للسخرية في هذا الموقف المخزي والمذل للمتصهين البرهان ما ورد على لسان رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو والذي وصف ما قام به البرهان بالخطوة الجيدة التي يريد من خلالها حسب زعمه (مساعدة دولته في الدخول في عملية حداثة، وذلك بإخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم ) ، وهذا ما يثير الضحك ، إسرائيل الكيان المحتل الذي يعاني من عزلة واسعة في الشرق الأوسط والتي لا مكان لها على خريطة العالم بحسب القوانين والمواثيق الدولية ، ترى في السودان الدولة العربية المستقلة ذات السيادة والمكانة والتي تتبوأ موقعا متميزا في خارطة العالم ، بأنها ستخرج من عزلتها وأنها ستوضع على خريطة العالم لمجرد إعلانها التصهين والتطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف بصفقة ترامب.

منتهى الخسة والنذالة أن ينبطح البرهان الذي صعد لرئاسة المجلس السيادي الحاكم في السودان على جماجم وتضحيات الثوار للكيان الإسرائيلي الذي كان السبب الرئيسي وراء مؤامرة تقسيم السودان وإعلان انفصال جنوب السودان والاعتراف بها كدولة مستقلة ، في سياق مشروعها الاستعماري الواسع النطاق الذي يحمل شعار (من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل) ، وكأنه يستقوي بالأمريكان والصهاينة ويرى بأن الأجواء المصاحبة لإعلان ترامب مؤامرته الكبرى ضد القضية الفلسطينية بأنها الأكثر ملاءمة لإعلان تقاربه مع الكيان الإسرائيلي والذهاب نحو التطبيع والتصهين ، تحت إغراء المال الإماراتي الذي يبدو أنه بات مسخرا لإغراء الدول والأنظمة العربية لإعلان القبول بصفقة ترامب والتطبيع مع إسرائيل وبيع القضية الفلسطينية.

بالمختصر المفيد، نتنياهو يسعى من وراء هذا اللقاء إلى لعب دور الوسيط لدى أمريكا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب ، ورفع الحظر المفروض على المواطنين السودانيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، في الوقت الذي تقوم فيه السودان بالسماح للطائرات الإسرائيلية المتجهة إلى دول أمريكا الجنوبية بالتحليق في الأجواء السودانية بهدف اختصار المسافة ، وأمريكا تحرك الإماراتي والسعودي وتدفع بهما نحو جر الأنظمة العربية نحو مستنقع التطبيع ، وأمام ذلك فإن على الشعب السوداني التحرك الجاد لإظهار موقف السودان من عمالة ويهودة وتصهين البرهان والإنتصار للقضية الفلسطينية ، وللسودان الدولة العربية المعروفة بمواقفها العربية القومية المشهودة غير القابلة للبيع والشراء والمزايدة ، ومن العار السكوت على عمالة هذا المسخ الذي يمثل نفسه ومن على شاكلته و لا يمثل قطعيا السودان ولا الشعب السوداني الحر الأبي.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.