إبن سلمان بحاجة ملحة لعملية زرع ‘كرامة’
الهدهد / متابعات
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر ميونيخ للأمن إن السعودية لا تريد نزع فتيل التوتر مع إيران نظرا لوجودها بقوة تحت تأثير الحملة الأمريكية للضغط على إيران، فيما رد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على ظريف بتكرار المقولة السعودية الامريكية الاسرائيلية المعروفة، وهي :”إنه على طهران أولا تغيير سلوكها قبل أي محادثات”، والمقصود هنا ان تنبطح ايران مع المنبطحين امام امريكا والكيان الاسرائيلي.
لم يعد خافيا على احد ان ايران كانت ومازالت تمد يد السلام الى جيرانها في الخليج الفارسي، من اجل تجنيب المنطقة ويلات الحروب والكوارث، التي لا تصب الا في صالح مصانع الاسلحة الامريكية وفي صالح الكيان الاسرائيلي الذي يرى ديموميته في احتراب وضعف ودمار البلدان العربية والاسلامية.
السعودية وعلى لسان مسؤوليها اعلنت جهارا نهارا انها ليست في وارد مد يدها الى اليد الايرانية الممدودة، مبررة موقفها هذا بتبريرات، تعتبر تكرارا للاسطوانة الامريكية الصهيونية المشروخة، عن تهديد ايران “الوهمي” للمنطقة وبلدانها، بينما على ارض الواقع لم يُهدد بلد في المنطقة ويتعرض لحصار اقتصادي ارهابي كما تُهدد ايران الذي تفرض عليها امريكا حصارا تشارك فيه كل حلفاء امريكا وفي مقدمتها السعودية.
ليست العقلية الساذجة لزعماء السعودية والامارات، هي التي تدفعهم الى اتخاذ مثل هذه المواقف الرافضة للسلام في المنطقة فقط ، بل ان قرار هؤلاء “الزعماء” ليس بايديهم وان حاولوا الظهور بمظهر اصحاب سيادة وقرار، فقرار مثل هذه الممالك والمشايخ يأتي من واشنطن وليس لهؤلاء “الزعماء” الا الامتثال.
في موقف نادر الحدوث وافق الكونغرس الامريكي بالاغلبية على سلب الرئيس دونالد ترامب صلاحية اعلان الحرب لرعونته التي قد تتسبب بكوارث للجنود والمصالح الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، فيما نرى السعوديين والاماراتيين ينخرطون وبشكل اعمى في سياسته الهوجاء والكارثية هذه ضد ايران، دون اي مبرر منطقي يمكن ان يفسر موقفهم غير المسؤول هذا ضد مصالح شعوبهم وشعوب المنطقة، وهو ما يؤكد ما قلناه من انهم لا يملكون قرارهم.
استمرار الحرب العدمية والكارثية ضد اليمن، والتاييد الاعمى لصفقة القرن، ومناهضة الدول العربية التي تناهض الصهيونية والهيمنة الامريكية وزرع الدمار فيها عبر الجماعات التكفيرية الوهابية، والتطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، ومعاداة كل حركات التحرر العربي ومحور المقاومة، ومعاداة ايران و..، كلها مواقف لا تصب في صالح شعوب المنطقة، الا انها تعتبر من اسس السياسة السعودية الاماراتية، وهي سياسة كتبت في واشنطن وتل ابيب وما على زعماء هذين البلدين الا التنفيذ الاعمى دون نقاش.
دفع قائد فيلق القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني حياته من اجل احلال السلام في المنطقة، عندما اُستهدف بطريقة جبانة من قبل قوات الاحتلال الامريكي في العراق، عندما نزل ضيفا على العراق وهو يحمل الرد الايراني على رسالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي حاول التوسط بين السعودية وايران، ولكن يالبؤس “زعماء”!! السعودية، فقد كانت فرحتهم اكثر من فرح نتنياهو بجريمة الاغتيال الارهابية الجبانة، لرجل كان يريد ان يعيشوا احرارا، الا ان المسؤولين السعوديين وعلى راسهم إبن سلمان جبلوا على العبودية والخنوع وهم بأمس الحاجة الى عملية زرع “كرامة” مستعجلة قبل فوات الاوان.
سعيد محمد