صيد تورنيدو
الهدهد / مقالات
فهمي اليوسفي
الانتصار الذي حققه الجيش ولجانه الشعبية المتمثل بإسقاط طائرة تورنيدو في سماء محافظة الجوف قبل أيام عبر صواريخ محلية الصنع مضادة للطيران المعادي من دول العدوان يعد انتصارا نوعيا محسوبا للقوى المناهضة للعدوان مع أن هذا النوع من الطائرات يعتبر فخر الصناعات العسكرية الغربية.
فإسقاط هذه الطائرة المعادية يعد انتصارا لوحدة التصنيع الحربي المضادة للعدوان كما يعد انتصارا للمسيرة القرآنية. ومشروعها الجهادي
ويعد تدشينا لأول بروفة تجريبية لفاعلية الصواريخ المصنعة محليا التي خصصت لصيد الطيران المعادي ومن اليوم فصاعدا لم تعد اجواء اليمن مباحة لمثل هذا النوع من سلاح العدوان من f 16 أو ترنيديو أو غيره بل سيكون صيده سهلا
هذا الانتصار كذلك يعد تدشينا أوليّاً لتوجيه رسائل تأديبية لدول الاستكبار العالمي يرسلها محور المقاومة من مختلف المواقع على مستوى المنطقة برمتها لمواجهة خطر المد الصهيوني والأمريكي على كافة الأصعدة.
كما يعد أول رسالة تحمل ردا من واقع الميدان على ضجيج الإعلام الإمبريالي الذي يروج لمزيد من تشويه الوعي الجمعي والذي هو كعادته يصنع من الحبة قبة لخدمة المشاريع الصهيونية كما هو الحال قبل 4 أيام عندما كان يروج لاتهامات كاذبة طبخت بواشنطن ويروجها إعلامه أنهم تمكنوا من اعترض زورق بحري إيراني محمل بأسلحة للحوثيين في بحر العرب هذا على حد هذيان الأمريكان مع أن هذه الاتهامات هي وهمية 100 % هدفها في الأول والأخير التبرير لتواجد الأساطيل الأمريكية في المياه الإقليمية اليمنية وصناعة قضايا وهمية تجعل العامة تتناسى خطر العديد من القضايا البالغة الأهمية منها على سبيل المثال صفقة القرن.
هذا الانتصار يشكل نكسة كبيرة لمحور الناتو ودول تحالف العدوان على كافة الأصعدة
( عسكريا. اقتصاديا. سياسيا. إعلاميا وووو الخ )
على رأسها واشنطن ولندن والرياض وأبو ظبي على اعتبار أن هذا الانتصار دليل على فاعلية الأسلحة الحديثة المصنعة محليا في اليمن لمواجهة طيران العدوان والذي يعد سقوطا لسمعة شركات السلاح الغربية المصنعة للطيران العسكري وهذا بلا شك يعكس ذاته سلبا على مشاريع الناتو سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وعلى الاستراتيجيات الغربية برمتها التي تحمل في طياتها مطامع توسعية في المنطقة
ومن يغوص بعمق سوف يتوصل لاستنتاج منطقي أن ذلك يترتب عليه تبعات منها، إسقاط لأهم مرتكز اقتصادي للغرب وهي شركات السلاح لكونها هي من تصنع الاستريجيات الغربية.
هي من تصنع القرارات السياسية الاقتصادية والعسكرية والإعلامية للناتو وأدواته المتصهينة في الشرق الأوسط.
سقوط سمعة هذه الأسلحة الذي ظل الإعلام الإمبريالي يروج لها لعقود من الزمن سيكون عاملا لتراجع الدول المستوردة من شراء هذا السلاح.
هذا الانتصار ليس الأول من نوعه بل سبقه انتصارات متعددة خصوصا خلال العامين المنصرمين حيث تمكنت وحدة التصنيع الحربي المناهضة للعدوان تصنيع طيران مسير وصواريخ بالستية بلغ مداها الى أكثر من 1000 كم ودخلت حيز الخدمة وعجزت الصواريخ الاعتراضية للغرب( باتريوت ) إسقاطها أو اعتراضها فكانت عاملا لسقوط سمعة البتريوت فمثل انتصارا لصنعاء ونكسة لشركات السلاح المصنعة للبتريوت ولسمعة الغرب وللدول المستوردة على كافة الأصعدة وبالتالي كما كان الانتصار السابق بإسقاط سمعة الباتريوت وإلحاقه اليوم بانتصار جديد وطازج المتمثل بإسقاط طائرة ترنيديو يعني سقوطا لسمعة بقية شركات السلاح الغربية وهذا سوف يترتب عليه تحول محوري في مجرى المعركة القتالية مع دول العدوان عسكريا واقتصاديا وسياسيا وإعلاميا ووو الخ..
فضلا على أن هذا الانتصار لا يعد فقط نكسة للغرب ودول العدوان بقدر ما يمثل نكسة أيضا لأجندات دول العدوان من العمق اليمني أي أن المبالغ التي نهبتها تلك الأجندات ربما تستحوذ عليها دول العدوان والناتو كجزء من العقاب لهذه الأجندات جراء إخفاقهم وفشلهم في حسم المعركة وقد تكون تكراراً لنفس تجربة فتنام كيف كانت نهاية المرتزقة الفتناميين وهنا ضاعت نقودك يا صابر.
وبحكم ازدياد لغة التهديد والوعيد من قبل الغرب ضد محور المقاومة فإن إسقاط هذه الطائرة المعادية يعد جزءاً من الانتصار لمحور المقاومة واستمرارا للانتصارات العظيمة التي تحققها القوى المناهضة للعدوان في العمق اليمني من خلال هذه المعركة المستمرة على كافة الأصعدة.
فلو نظرنا الى الانتصار الكبير الذي حققته المؤسسة الأمنية برمتها خلال هذه الأيام من خلال نجاحها بالقبض على أخطر الخلايا التي تعمل لصالح الاستخبارات السعودية والإماراتية ونجاح الجهار الأمني في الكشف والقبض على هذه الخلايا وكشف المخطط الذي تزامن مع انتصارات نهم ومارب والجوف وصولا لإسقاط الطائرة ترنيدو يعد جزءاً من الانتصار للقوى المناهضة للعدوان على كافة الأصعدة. وهذا الانتصار نوعي للجهاز الأمني يتزامن مع الانتصارات النوعية في العديد من الجبهات أي بتعبير أدق أن مجمل الأجهزة المضادة للعدوان هي فاعلة وسيستمر نجاحها بإذن الله إلى حين تحقيق كافة أهداف المسيرة الجهادية لثورة 21 سبتمبر التي يتولى قيادتها القائد الملهم. السيد عبدالملك الحوثي.
على هذا الأساس تقاس هذه الانتصارات من بعض الزوايا كالتالي.
- من اليوم لن تستطيع دول العدوان والغرب أن تعربد في الأجواء اليمنية.
- سوف تتمكن القوى المناهضة للعدوان أن تعتمد على ذاتها تصنيعا وتسليحا ولن تبقى مستهلكة لأسلحة الخارج بل مصنعة وهذا بحد ذاته انتصار كبير وكل ذلك سيعكس ذاته إيجابا على هذه القوى المضادة للعدوان وعامل لردع الأساطيل الأمريكية والإسرائيلية المتواجدة في المياه السيادية اليمنية.
- ما تم الإشارة إليه في النقطتين السالفتين سوف يكفل للمسيرة الجهادية الاستمرار بتحقيق انتصارات في مجرى المعركة السياسية والاقتصادية والأمنية والإعلامية كرديف أساسي للمعركة القتالية.
- يعد هذا الانتصار هزيمة نفسية ومعنوية لجيوش الغرب وأدواته الخليجية ونكسة كبرى للأجندات التابعة لهم من مرتزقة ودواعش الداخل وهي نكسة لاستراتيجيات الناتو ودول العدوان ولطمة بين العيون لإعلامهم الذي كل يوم يفقد مصداقيته فأصبح اليوم معظم المجتمع الدولي يتابع الإعلام المناهض للعدوان نظرا لمصداقيته.
- هذا الانتصار كشف زيف ومغالطات دول العدوان بعدم رغبتها في إيقاف التصعيد لكنه جزء من فضح قوى العدوان بخروقاتها المستمرة في الساحل الغربي وكيف تمول نشاط خلايا التخريب وإزعاج السكينة العامة من الداخل.
- هذا الانتصار و الصمود الأسطوري للقوى المناهضة للعدوان هو بوابة الولوج لإحداث تقدم إيجابي في مجرى المعركة التفاوضية أمام الهيئات الأممية وسوف يترتب عليه مزيد من التصدع لدول العدوان ومرتزقتها من الداخل امام كافة المحافل الدولية وهو جزء من ردع الدول التي تسعى للهيمنة على الممر الدولي اليمني باب المندب إذا تم ترجمة المطامع الدولية لواشنطن ولندن وسوف يكون الحلقة الأولى لأحداث تغيير في معادلة المعركة منها، الاصرار على تحرير المحافظات اليمنية الخاضعة للاحتلال السعودي الأمريكي والاستمرار في تطهير المنطقة برمتها من مشاريع التدعيش والدعشنة والمدماك الأول لانهيار الأنظمة الاغتصابية المتصهينة في المعمورة العربية.
هنا ينتصر الحق على الباطل مهما امتلكت دول العدوان المال والسلاح المتطور وإمبراطوريات التضليل الإعلامي.
هنا بداية النهاية لسقوط مافيا اللصوصية والفساد القابعين في الرياض وأبو ظبي.
هنا البداية لتساقط مشاريع الاغتصاب لدول الاستكبار العالمي ( امريكا وأخواتها ) والسعودية ومن معها.
هنا سينتصر محور المقاومة.
إذاً لا غرابة أن يكون رد الفعل من دول العدوان بقيادة السعودية ومن خلفها الغرب بقصف حطام الطائرة ترنيديو بعد سقوطها وارتكاب مجزرة وحشية بحق المدنيين لأن هذا الانتصار ولد هستيريا للشركات الغربية المصنعة لهذا السلاح للأسباب المشار إليها سلفا ولكي لا يتم كشف أسرار هذه الطائرات ولأنها مصابة بجنون البقر.
لا غرابة من دول العدوان أن تنشر خلايا لزعزعة الأمن والاستقرار لأنه ليس لديها قضية بل متورطة من القاع للنخاع بسلخ البلد من الوريد الى الوريد. بنهب ثروات البلد لعقود من الزمن. لأنهم باعوا جزءاً كبيراً من السيادة اليمنية لهذه الجارة المتصهينة بنت سعود ابن صهيون. لأنهم عملاء وخونة، والوطن بالنسبة للعميل والخائن لله وللوطن من يدفع أكثر.
لكن من الآن فصاعدا نقول لا خوف ولا قلق من طائرات العدوان وأساطيل الأمريكان فحتما ستنتصر القوى المناهضة للعدوان لأن لديها قضية وإرادة حديدية لا تعرف الانهزام أو الاستسلام لأنها مع الله ومع الإنسانية ومع كل ما هو جميل ولأن لديها قائد عظيم زاهد ويحمل قيماً إيمانية وإنسانية ووطنية.
إذاً سوف أطلق صرختي وأقول الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل. اللعنة على اليهود. النصر للإسلام.