بقلم /زيد أحمد الغرسي “اليمن مقابل سوريا”
هذا ما يجري خلف الكواليس بين دول الاستكبار فبعد افشال روسيا لشروط امريكا في مؤتمر جنيف 3 الخاص بسوريا ، ضغطت امريكا بما اعلنته السعودية بارسال قوات برية الى سوريا وتحركت لذلك ..
روسيا ترد على ذلك بالملف اليمني حيث انطلقت لتعلن عن مبادرة روسية في اليمن لتضغط بها على امريكا ودعت لاجتماع مجلس الامن الذي سيجتمع غدا من باب الضغط على امريكا والسعودية والتلويح بقرارات جديدة تدين العدوان على اليمن ..
تحركات روسيا في اليمن ليس لصالح اليمنيين وانما لمصالحها والمقايضة عليها في سوريا حيث انها محسوبة عليها واليمن محسوب للساحة الامريكية والسعودية ولذلك فالتطورات الميدانية في اليمن من حيث محاولة السيطرة على مضيق باب المندب وساحل ميدي والحديدة ومحاولة الاختراق للوصول الى صنعاء عبر نهم كلها محاولات لفرض امر واقع لصالح امريكا والسعودية ليتحسن بذلك شروطهم في المفاوضات التي تجري تحت الكواليس ولتضمن امريكا تواجد لها في اليمن لما بعد اي اتفاق قد يأتي وتدخل فيه روسيا بحكم توسعها المتسارع في المنطقة .
وكذلك ما يجري في الجنوب من تسليم امريكا والسعودية للمدن الجنوبية بشكل متسارع وفي اقل من اسبوعين تعلن ثلاث محافظات ولايات اسلامية تابعة لما يسمى داعش والقاعدة يأتي ايضا في سياق فرض امر واقع وجعل هذه المنطقة تحت سيطرة امريكا لانها منطقة استراتيجية تطل على باب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي وياتي ما اعلن عن احتلال سقطرى من قبل امريكا عبر عبيدها في الامارات في هذا السياق وكان المخطط ان تضمن امريكا المنفذ البحري الغربي لليمن من ميدي الى باب المندب وميناء عدن ثم جزيرة سقطرى وصولا الى سواحل المكلا الا ان المتغيرات الميدانية والانتصارات الكبيرة والغير متوقعة التي حقق فيها ابطال الجيش واللجان الشعبية انتصارات في نهم وميدي والسيطرة على العمري وذوباب وتأمين الساحل الغربي لليمن افشل هذا المخطط الامريكي …
بالمقابل وفي ظل الصراع العالمي على اليمن وموارده وموقعه الاستراتيجي ارسلت الصين قطع بحرية الى خليج عدن بعد اسبوع من اعلانها عن بداية بناء قاعدة عسكرية في جيبوتي كما اعلنت تركيا عن تمديد تواجد قواتها الموجودة هناك لمدة عام اضافي وفي نفس الاسبوع اعلن عن احتلال سقطرى من قبل الامريكان عبر ادواتهم الامارات والمسرحية المزعومة بعقد ايجار بينها وبين هادي …
تصاعد المعارك بشكل كبير وتحقيق الانتصارات واتخاذ سياسة الهجوم مؤخرا من قبل الجيش واللجان الشعبية خلط الاوراق والمؤامرات وفرض امرا مهما وهو ان الرد على العدوان في اليمن والمواجهات تتم بقرار يمني مائة بالمائة ولن يستطيع احد فرض اي املاءات من اي طرف دولي وان القيادة للثورة الشعبية تخوض المعركة لصالح اليمن واليمن فقط وترد على العدوان بما يناسبه وتفشل كثير من المؤامرات التي يحاول الاعداء حياكتها وتسجيل اي انتصارات لهم على مستوى الميدان والسياسة ..
وبالمؤامرات الكبيرة التي تحالك ضد اليمن ومع مرور الوقت تتضح اهمية الخيارات الاستراتيجية الكبرى لوقف العدوان ولا رهان الا على الله وعليها وبجهود يمنية خالصة من اولئك الابطال الحفاة الذين يرسمون وجها جديدا للمنطقة . فالمؤامرات على اليمن اكبر من وعي بعض ابناءه كما ذكر قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في احد خطاباته خلال العدوان وبالفعل فقد اصبح اليمن عنصرا اساسيا في كل الأحداث والتغييرات مهما حاول الاعلام تجاهل ذلك لكن الخيارات الاستراتيجية ستغير وجه المنطقة وعندها سيعرف الجميع ثورة اليمن الاستراتيجية.