النباء اليقين

التغييرات الجذرية

الهدهد / مقالات

العلامة/ سهل إبراهيم بن عقيل

إن الأحداث الواقعة الآن، وبعد المعارك الشرسة التي يطول ذكرها، وآخرها من “حقل الشيبة إلى البنيان المرصوص” وما ورائها من معارك حادثة في الوقت والحاضر لتحرير “مارب وشبوة والجوف” والسلسلة المرتبطة بكل المناطق التي تحت الاحتلال، وكذلك الخسائر الفادحة التي تلقاها الحلفاء من الأراذل وأسيادهم الصهاينة واعوانهم ممن لا يعيشون إلا “كالجُعَلْ” التي لا تعيش إلا على فضلات الناس والحيوانات، ضاربين بكرامة أمتهم واستقلالها تحت أقدام اسيادهم في سبيل “فتات الفتات” وقد أظهرت الكاميرات التلفزيونية الوثائق من الارشيف منذ سنة 2005 و2012م وما أعقبتها، وما سبقتها من أحداث يندى لها الجبين، وقصة الصواريخ المدمرة تحت أقدام المومس الأمريكية التي جاءت للإشراف على تدمير الدفاعات الجوية في اليمن تعطينا الرؤية الواضحة التي لا تقبل الشك أن هؤلاء الحكام السابقين لا يصلحون إلا أن يكونوا أحذية يستخدمون أحذية الأحذية.

وهنا نقول: إن “الجوف ومارب وشبوة” والسلسلة المرتبطة بهذه المناطق وغيرها لا بد أن تتحرَّر.

لقد دفعنا الثمن الغالي بمئات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من الجرحى ومئات الآلاف من الثكالى واليتامى والأرامل، وغيرها.. حتى الحيوانات والمصانع والمراكز والمساكن والطرقات والأسواق، وإن ذلك لن يمحوه زمن من الأزمان في نفوسنا، فإن في كل بيت على الأقل شهيدين وعشرات الثكالى والأرامل، وإن التغيير الجذري في كل مناحي الحياة في صنوف الدولة ومكاتبها وبكل ما يختص بهذا الشعب من مقدرات وإدارة وجيش ولجان شعبية وغيره لا بد أن تكون هناك ” نخالة” تخرج الخبيث وتبقي الطيب، وأنها والله كلمة حق، والتغيير الجذري قادم شاء من شاء وأبى من أبى.

وإنه هنا لن يخدع الشعب بأي قناع يلبسه المتسلقون للوصول إلى أهداف شخصية مريضة قذرة لن يكون في الحاضر ولا في المستقبل، لأن الثمن باهظ وحفره وأثره في النفوس عميق، ولن يمحوه مرور أجيال وأجيال مستقبلية.. وإن التغيير الجذري سيكون على مستوى الجزيرة العربية خاصة قريباً في كل مناحي الحياة، وستتغير الجغرافيا السياسية التي يعتمد عليها الأحذية وأحذية الأحذية مع أسيادهم الذين نصبوهم على كراسي حكم الشعوب المستضعفة، فقد مضى هذا الزمان إلى غير رجعة، وإن “التجهيل المستدام” قد انقضى أجله وصانعوه إلى مزبلة التاريخ، وقد نفخ الله الصور في هذه الأمة بالدرر الخمس التي أقضت مضاجع الاستكبار العالمي، فإنه لا مجال، الشعوب مكلومة والدماء أنهار، والتخريب شاهد، والفتن والعفانات التي زرعوها سيحصدون ثمارها حقيقة لا خيال.

* مفتي محافظة تعز