النباء اليقين

كورونا.. حديث الساعة

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح علي البنوس

فيروس كورونا أضحى حديث الشارع اليمني ، الكل بات كورونا شغلهم الشاغل ، وتحولت شبكات التواصل الاجتماعي إلى منتديات خاصة بهذا الفيروس ، أعين على المشهد العام في البلدان الموبوءة وتطورات الأوضاع فيها والمستجدات الميدانية ، والجهود المبذولة لمحاصرته والحد من انتشاره ، وآخر ما توصل إليه الأطباء في العالم في مهمة البحث عن علاج له ww، ينهي ما عليه العالم من رعب نتيجة انتشاره وتزايد أعداد ضحاياه ، ووصوله إلى مرحلة دفعت بالكثير من الدول الكبرى لإعلان حالة الطوارئ وطلب العون والمساعدة لكبح جماحه ، وأعين على الشأن المحلي وردود الأفعال على الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الحكومة ممثلة باللجنة العليا لمكافحة الأوبئة الهادفة إلى الحيلولة دون انتشار هذا الفيروس وسد كافة المنافذ والثغرات التي قد تكون سببا في تسلله إلى الداخل اليمني.

ردود الأفعال التي عبرت عن الرؤى الشخصية وملكات التفكير والإدراك والفهم والاستيعاب للشارع اليمني ، الذي طغى على نسبة كبيرة منه حالة من الارتياح لهذه القرارات وعبروا عن تفهمهم للوضع وضرورة التعاطي معه بمسؤولية وجدية ، واللافت هنا هي تلكم المنشورات التي ابتعد أصحابها عن القيام بواجب التوعية الصحية الكفيلة بتجنب الإصابة بهذا الوباء ، وذهبوا نحو التفنن في صياغة الطرف والفكاهات المتعلقة بالموضوع وكأنهم على ثقة بأن كورونا لن يصل إلينا ، ومنهم من ذهب لنشر السبق الصحفي الذي عجز عن التوصل إليه العالم حتى هذه اللحظة ، فهذا يقول بأن الأطباء اكتشفوا بأن ( البسباس) الأخضر هو العلاج الناجع لفيروس كورونا ، وذاك يقول بأن مراكز الأبحاث الطبية العالمية توصلت بعد تجارب كثيرة إلى أن الموز هو العلاج المناسب ، وآخر يقول بأن (القات) خير مكافح لكورونا ، وأن شريحة (المخزنين) هم الأقل عرضة للإصابة بهذا الفيروس ، وكلام كثير ، وتحليلات أكثر ، وكل واحد يكتشف العلاج على طريقته ، تحت يافطة اكتشف أطباء ، أعلنت مراكز بحثية طبية ، وأكد باحثون ، وعندما تقول لهم : أين هؤلاء الأطباء ؟! وأي مراكز أبحاث قالت هذا الكلام ؟! يلزموا الصمت ولا تسمع منهم إلا كلمة (قالوا).

قد الكيلو الموز ب400ريال وشكل بعض المفسبكين على تواصل مع بعض أصحاب ثلاجات الموز ، وبائعي البسباس الأخضر وبائعي القات من أجل الترويج لمثل هذه الخبابير الغير صحيحة لخلق أزمات تموينية في هذه السلع والمضاربة بأسعارها ، وهذا نتاج طبيعي لقلة الوعي ، وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه هذا الخطر الداهم الذي يجتاح العالم ويفتك بحياة عشرات الآلاف من البشر حتى الآن ، المسألة أكبر وأخطر مما يتصور هؤلاء ، تعاملاتنا وطبيعة حياتنا اليومية معقدة للغاية ، وإذا لا سمح الله وانتشر كورونا في أوساطنا فإن الخسائر ستكون كبيرة جدا ، لذا علينا أن نتكيف على الوضع الجديد الذي فرضته علينا الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة ، وأن نلتزم بها ، (ما فيش داعي) للتجمعات الفرائحية ومجالس العزاء وغيرها من المناسبات ، ولا للمصافحة والعناق (كلنا نعرف بعضنا) ( السلام تحية) تختصر الوقت والجهد وتجنبك شبهة الإصابة بالفيروس ، و( ما فيش داعي) لمجالس التفرطة النسائية ، تتأجل طبيعي ما منها إلا (فلانة قالت ، فلانة فعلت) ولا تنسوا بأننا في عدوان وما (فيش) مرتبات ، كل واحد يأكل في بيته مع جهاله ، والنظافة (ما تأكل حد) نغسل أيدينا ونهتم بنظافة أطفالنا ومجتمعاتنا ، ونعمل بالأسباب ، ( والله فيه) الله موجود ، وسيكون بنا رحيما ، وسيجنبنا خطر كورونا ، كما جنبنا ما سبقه من فيروسات وأوبئة.

بالمختصر المفيد كورونا وباء الشفاء منه بيد الله ومشيئته ، هو القادر على أن يجعله بردا وسلاما على العالم بأسره ، المسلم منه والكافر ، الأبيض والأسود ، الغني والفقير ، الكبير والصغير ، ومن يدري أن هذا الفيروس اللعين قد يكون رسالة لنا لتصحيح مسارنا والعودة إلى الله ، والتضرع إليه ، ومغادرة حياة الغفلة والضياع والبعد عن الله ، لنطرق أبواب الشافي المعافي ، ولنرفع الأكف إلى السماء طلبا في رحمته ولطفه بعباده ، وأن لا يجمع لنا بين فيروس كورونا وفيروسات آل سعود وآل نهيان وتحالفهم الإجرامي ، ولن يخيب الله من ظن ووثق به واعتمد وتوكل عليه ، وسلم أمره له ، فلا قوة فوق قوته ، ولا إرادة ومشيئة طاغية على إرادته ومشيئته ، هو المسير والمتحكم في نواميس هذا الكون الفسيح ، وما علينا إلا الوقاية وأن نقول يا الله.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.