” فأمكن منهم ” الجوف تتحرر
الهدهد / مقالات
زيد البعوة
” فأمكن منهم ” عملية عسكرية واسعة نفذها رجال الجيش واللجان الشعبية عملية استراتيجية أسفرت عن تحرير كافة مديريات محافظة الجوف ما عدى بعض المناطق في خب والشعف وصحراء الحزم، هذه العملية لا تزال مستمرة وسوف تكمل مشوارها حتى تحرير آخر ذرة من تراب محافظة الجوف، وتعتبر هذه العملية من أوسع العمليات العسكرية من حيث المساحة الجغرافية، وعلى الرغم من حجم إمكانيات العدو إلا أنها لم تستطع حماية العدوان ومرتزقته من بأس الله وقوته الذي منحها لرجاله الأبطال المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية ورجال الجوف الشرفاء وأبناء القبائل الأحرار.
لم يستوعب العدوان ومرتزقته الدرس الذي حصل لهم في عملية “البنيان المرصوص” في جبهة نهم، ولم يأخذوا العبرة من ذلك حتى لا يتكرر كما حصل لهم في عملية “فأمكن منهم” في محافظة الجوف لأنهم لو كانوا لا يزالون يفكرون تفكيراً سليماً لما جرهم غباؤهم وحماقتهم على اعتراض طريق عملية فأمكن منهم في الجوف بعد الذي حصل لهم في نهم، ولكن لأن العدوان اعتاد على الهزائم ويعيش حالة تخبط غير عادية يستمر في السقوط والفشل رغم محاولات مرتزقته البائسة التي تمنحه المزيد من الخسارة والمزيد من الهلاك.
تحرير محافظة الجوف من الغزو والخيانة كان هدفاً للجيش واللجان الشعبية وليس مجرد ظروف فرضتها أحداث عسكرية في محيط جغرافي يضم الجوف، وهكذا هو الحال بالنسبة لكل شبر من ارض اليمن يرزح تحت الاحتلال هو ضمن مشروع ومخطط تحرير رسمته القيادة وهدف يسعى إلى تحقيقه رجال الجيش واللجان الشعبية، وقد بدأ هذا المشروع وتحققت بعض أهدافه وتحررت محافظة الجوف وكان لا بد لها أن تتحرر، مما يدل على أن معركة التحرير تشق طريقها ولن تقتصر فقط على الجوف.
ما حصل في الجوف هي معركة بين معركتين ونصر بعد نصر ولا تزال الأيام القادمة حافلة بالمزيد من الإنجازات والانتصارات، وما حصل في معركة تحرير محافظة الجوف عملية “فأمكن منهم” التي لم يستغرق تحريرها وقتاً كثيراً بعد تحرير نهم وبما أن العملية هي استكمال لمشروع تحرري واحد فقد كان لزاماً على الجوف أن تتحرر من العدوان والعملاء كما تحررت نهم، وبما أن المعركة لا تزال قائمة ومستمرة فهذا يعني أن تحرير الجوف ليس إلا مهمة من مهام الجيش واللجان الشعبية لأن أفقهم واسع ونفسهم طويل ومداهم بعيد وهذا ما على العدوان أن يدركه جيداً، فمعركة نهم ومعركة الجوف من حيث الميدان الجغرافي ليست معارك منفصلة عن بعضها من حيث الهدف الاستراتيجي للجيش واللجان الشعبية والذي يسعى إلى تحرير مارب أيضا وتحرير اليمن بشكل عام وهذا ليس مستحيلاً بل ممكنا وما حصل إلى الآن هو بداية المشوار المستمر.
عملية فامكن منهم من حيث الأهمية الجغرافية والاستراتيجية لمحافظة الجوف نجد أن تحريرها وعودتها لحضن اليمن الصامد يمثل نصراً كبيراً لليمن وهزيمة نكراء للعدوان ومرتزقته، ويؤكد على أن الشعب اليمني بثقته بالله وببسالة جيشه ولجانه الشعبية وقبائله الحرة قادر على تحرير اليمن جميعاً وليس فقط محافظة الجوف من الغزو والارتزاق والذي مكن رجاله وأنصاره من تحرير الجوف سوف يمكنهم بقوته وإراداته على تحرير ما تبقى من ارض الوطن.