جوانب من شخصية الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي
د. تقية فضائل
عندما نريد أن نتحدث عن الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي فأول ما ينبغي قوله عنه -عليه السلام- إنه كان حليفا للقرآن عاش معه واقترن به حتى أصبح متمثلا لقيمه ومبادئه قوﻻ وعملا، خلقا وسلوكا ، ولقد قيم الواقع وأحداثه من خلال القرآن فأدرك الخلل الكامن في واقع الأمة وأسبابه، وقدم معالجات قرآنية عملية من خلال مشروعه القرآني، بغية إخراج الأمة من حالة الضعف والتخلف والانكسار والخنوع أمام الطواغيت المستكبرين .
وبحكم رؤيته القرآنية المتعمقة أدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه الأمة رغم قلة أبنائها الذين يتمتعون بوعي صحيح و يهتمون لواقعها ، بالإضافة إلى انهماك اﻷمة بأمور تافهة تزيدها ضعفا الى ضعفها ،كما أنها غير آبهة للأخطار والتحديات المحدقة بها .وقد انطلق -رضوان الله عليه- بروح المسؤولية خوفا من الله شأنه في ذلك شأن المؤمنين السائرين على نهج الأنبياء والمرسلين في هداية الأمة والحرص عليها ، لقد تملكه شعور الخوف من الله لدرجة أنه لم يعد يخشى اﻻ الله ولم يلق بالا لسطوة المستكبرين وجبروتهم ووسائل القهر والقمع والتعذيب التي يستخدمونها ﻻسكات من يقفون مناهضين لظلمهم.
إن موقفه المناهض للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على الأمة واستنهاهضه للهمم لمواجهتها أكبر دليل على قوة الإيمان وعظيم الارتباط بالله سبحانه وتعالى ، وكان -رضوان الله عليه- كثيرا مايحث في محاضراته على أهمية معرفة الله حق المعرفة والإيمان به كما ينبغي والارتباط به لأن هذا هو وسيلتنا للعزة والقوة والوقوف في وجه الطواغيت……
وقد تجلت في الشهيد القائد الكثير من الصفات والأخلاق التي كانت نتاجا طبيعيا لنشأته على يد والده العالم الرباني المجاهد السيد بدر الدين الحوثي من جانب، وملازمته للقرآن الكريم وتمثله خلقاو معتقدا وسلوكا عمليا في مسيرة حياته الحافلة بالعطاء من جانب آخر، وكان من أخلاقه القرآنية التي اشتهر بها وتمثلت سلوكا فعليا في أرض الواقع هو سلوك الإحسان الى الناس بمفهومه الواسع بدءا بالسعي لتوفير المشاريع الخدمية التي تخفف معاناة المجتمع ، وصوﻻ الى أعلى مستويات الإحسان وهو الاهتمام بأمر الدين وارتباطه الفعلي بحياة الناس، كما أنه توج إحسانه بالجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين.
ومما عرف عن الشهيد القائد شجاعته وحكمته اللتان كانتا تتجسدان في المواقف التي تتطلبهما، وماموقفه وتحركه القرآني القوي والشجاع حين صدع بالحق يوقظ الأمة من سباتها ويخرجها من حياة الخوف والذل الذي ضرب عليها منذ زمن طويل انبطح فيه زعماء الأمة أمام قوى الاستكبار العالمي ، وحرصوا على تدجين الأمة واخضاعها للطواغيت .
ولقد ظهرت شجاعته وحكمته بشكل جلي عندما شنت عليه الحرب الظالمة ، فقد أبدى -سلام الله عليه- صمودا ورباطة جأش واطمئنان بال مكنه من أن يقود أصعب و اشد معركة بكل حكمة واقتدار وكان ذلك ينعكس على صمود المجاهدين وشجاعتهم لأنهم يستمدون شجاعتهم من شجاعته وصمودهم من صموده.
كما أن الشهيد القائدكان كريما سخيا مع كل من حل عليه ضيفا، وكان يستقبل ضيفه بكل حفاوة وبشاشة ويحرص على مجالسته لوقت طويل يتبادل معه الحديث ويشعره باهتمامه الكبير ، وكان هذا سلوكا أصيلا في نفس الشهيد القائد ﻻ تكلف فيه وﻻتصنع .
ومما كان يحرص عليه -سلام الله على روحه الطاهرة- هو القيام على خدمة المجتمع وتوفير ما يحتاجه من مشاريع متنوعة كان في نظر الشهيد القائد من مهام كل من تحرك من منطلق ديني لأن الصورة الحقيقية للدين تتجسد فعليا من خلال خدمة الناس وتخفيف معاناتهم ليكونوا أقوياء أعزاء يدركون الأثر العظيم للدين في حياتهم.
إن الحديث عن الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي ومكارمه وفضله علينا مهما طال لن يفي به مقال أو مقالات أو غير ذلك ويكفينا أن ما نعيشه في هذه الأيام من وعي قرآني صحيح مرتبط بوعي واقعي ، كذلك ما تولد عن هذا الوعي من قوة وعزة ووشجاعة وصمود في وجه طواغيت العالم وانتصارات عظيمة من الله بها علينا ماهو إﻻ ثمرة من ثمار جهاده وتضحياته فصلاة ربي وسلامه عليه.