الإعلام ووسائل التواصل وكورونا
الهدهد / مقالات
عبدالفتاح علي البنوس
وعي كافة أفراد المجتمع اليمني بالمخاطر التي يمثلها فيروس كورونا ، وطرق انتقاله ، والأعراض التي تصاحبه ، وطرق الوقاية والاحتراز منه ليست مهمة منوطة بالدولة ومؤسساتها الحكومية فحسب ، وإنما هي مهمة مشتركة على الجميع القيام بها وفي مقدمة ذلك وسائل الإعلام وكافة العاملين فيها ، وكافة الناشطين والناشطات على شبكات التواصل الاجتماعي ، فالمرحلة تتطلب مضاعفة الجهود وتضافرها من أجل خلق ثورة وعي في أوساط المجتمع تنقلهم من حالة (اللا مبالاة) والتساهل (والزبج) و( الفكاهة) إلى مرحلة الجد والشعور بالمسؤولية.
يجب اليوم أن تُسخِّر وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها ، وكافة الإعلاميين في مختلف وسائل الإعلام رسالتهم الإعلامية في جانب التوعية والتثقيف الصحي لمواجهة هذا الوباء العالمي الخطير الذي عجزت كبريات الدول عن مواجهته ، البرامج التلفزيونية والإذاعية ، والكتابات والمواد الصحفية ، والفلاشات الدعائية ومختلف فنون العمل الصحفي والإعلامي ، كلها يجب أن تسلِّط الضوء على هذا الفيروس والخطر الذي يمثله ، وتحث كافة المواطنين على مغادرة السلبية المفرطة التي هم عليها في تعاطيهم مع الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها الحكومة عبر اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة.
والأمر ذاته ينطبق على الناشطين والناشطات على شبكات التواصل الاجتماعي ، فهم مطالبون بتسخير كافة منشوراتهم في الفيسبوك ، وتغريداتهم على تويتر ، ومشاركاتهم عبر الواتس ، والتليجرام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي لتصب مجملها في جانب التوعية والتثقيف الصحي لأفراد المجتمع ، بضرورة البدء في تطبيق الإجراءات الاحترازية والالتزام بكل ما يرد من نصائح وإرشادات وتوجيهات من شأنها تحصين المجتمع من هذا الفيروس للحيلولة دون انتشاره ، والتطرق إلى خطورة التمادي في (البرودة واللا مبالاة) وأخذ التحذيرات الحكومية بصورة غير جدية ، فالقضية خطيرة وإذا ما قدر الله وانتشر كورونا ونحن بهذه السلبية المفرطة فإننا سنكون أمام كارثة كبرى ، قد لا نستطيع محاصرتها أو الحد من تأثيراتها وتداعياتها.
يوميا نقرأ منشورات فتنوية ، وساذجة وغير مفيدة ، وهناك من يهدروا الوقت والجهد في نشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمضللة ، والبعض مشغولون بمتابعة أخبار الفنانين والفنانات ومتابعة المباريات وغيرها من المواضيع غير الهامة والتي لا تجدي نفعا ، وكان الأحرى بهؤلاء أن يعملوا على تسخير هذه الطاقة في جانب التوعية بمخاطر كورونا ، وخلق وعي عام في إطار قائمة الأصدقاء الخاصة بهم ، للإسهام في مواجهة هذا الوباء ، فيكسبوا الأجر والثواب ، ويلمسوا ثمرة ذلك في صحتهم وأسرهم وذويهم وجيرانهم والمحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه.
اتحاد الإعلاميين اليمنيين دعا في بيان له جميع وسائل الإعلام الوطنية إلى مساندة القطاع الصحي في مواجهة جائحة كورونا ، والتجاوب مع الحكومة فيما يتعلق بالخطة الإعلامية المتكاملة التي تشترك في تنفيذها جميع المؤسسات الإعلامية الوطنية “صحف، إذاعات، قنوات، صحافة إلكترونية” والتي تهدف إلى زيادة وعي المواطنين بخطورة هذا الفيروس وكيفية التعرف عليه ومواجهته ، ولعل اللافت في بيان الاتحاد- والذي يلزم كافة الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية الحُجَّة – التأكيد على ( أن من أسباب انتشار فيروس كورونا في عدد من بلدان العالم بشكل كبير هو عدم استيعاب قطاع الإعلام في تلك الدول حجم الكارثة الصحية وتهاونها للحيلولة دون انتشار الفيروس في تلك الدول ) لذا علينا أن نكون جميعا عند مستوى الثقة والمسؤولية فالخطر يتهددنا جميعا ، وبوعينا والتزامنا سنسهم في منع تسلل هذا الفيروس الخطير.
بالمختصر المفيد: لنشعل منصات التواصل الاجتماعي بمنشوراتنا و فلاشاتنا التوعوية بمخاطر كورونا وخطورة عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية ، وهي دعوة نوجهها لوسائل الإعلام الوطنية بأن تسهم في إنجاح الحملة الإعلامية الموسعة للتثقيف والتوعية بمخاطر وأضرار فيروس كورونا ، وطرق الوقاية منه ، وكيفية التعامل مع الحالات المصابة أو المشتبهة، فهذا هو دورها وهذه هي الرسالة التي يجب أن تقدمها في هذا الظرف العصيب ، الوعي مطلوب ، والتوعية باتت ضرورة وطنية ودينية وإنسانية ، كل شخص يجعل من نفسه قدوة للآخرين وسنلمس أثر ذلك في أوساطنا بإذن الله، وسيجنبنا الله هذا الوباء ونخرج منه سالمين.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.