الدروس التي تعلّمها تحالف العدوان السعودي من هزيمته في اليمن.. هل في ذلك عبرة لأولي الألباب ؟
قررت السعودية قبل حوالي خمس سنوات وبالتحديد في 25 مارس/آذار 2015، إنشاء تحالف عسكري للدخول في عملية عسكرية حملت اسم “عاصفة الحزم” تهدف لشن حرب عبثية على أبناء الشعب اليمني وذلك من أجل السيطرة على أبار النفط اليمنية متذرعة بأنها تسعى لإعادة شرعية الرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور هادي” وبالفعل تمكنت قوات تحالف العدوان السعودي من بسط سيطرتها على الكثير من المحافظات والمدن الجنوبية والشرقية وتمكنت أيضا من فرض حصار بري وجوي وبحري على كل المناطق اليمنية لإجبار أبناء الشعب اليمني على الاستسلام لمطامع الرياض ومرتزقتها.
وفي هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية بأن تحالف العدوان السعودي الإماراتي ارتكب الكثير من المجازر في حق أبناء الشعب اليمني ولفتت تلك التقارير أن الحصار الجائر التي فرضته قوات تحالف العدوان على اليمن تسبب في حدوث أكبر مجاعة إنسانية في العالم وتسبب أيضا في انتشار العديد من الأمراض التي قتلت الكثير من الاطفال والنساء وكبار السن. وأشارت تلك التقارير أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي لم يتمكن خلال السنوات الماضية من تحقيق انتصارات واقعية على مستوى الساحة اليمنية سوى ارتكاب المجازر في حق أبناء الشعب اليمني ولفتت تلك التقارير أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال السنوات الماضية من الصمود وتمكنوا من تحرير الكثير من الأراضي اليمنية التي كانت قابعة تحت احتلال قوات تحالف العدوان.
وعلى صعيد متصل، كشف العميد “يحيي سريع”، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية عصر يوم الاثنين الماضي عن خسائر تحالف العدوان السعودي البشرية والمادية وتفاصيل أخرى خلال 5 سنوات من الصمود، مستعرضاً بعض الأرقام والمعلومات رغم الفارق الهائل في العدد والعتاد بين اليمن وأعدائه. وأوضح العميد “سريع” أن القوات المسلحة اليمنية نجحت بعون الله في التصدي للهجمة العدوانية الشرسة مع أنها كانت خارج الجاهزية العسكرية والقتالية بداية العدوان، وقال، إن “غارات العدوان المعلنة من قبلنا تقتصر على ما تم رصده وهناك غارات لم ترصد لا سيما خلال السنوات الأولى للعدوان”، مشيرا إلى أن أكثر من 257 ألف غارة إجمالي ما رصدته الجهات المختصة في القوات المسلحة حتى تاريخ 14 مارس آذار الجاري، وأن 6657 غارة شنها طيران العدو خلال العام الخامس من العدوان منها 1225 غارة خلال الثلاث أشهر الماضية.
وأضاف العميد “سريع” قائلا: “استشهد الآلاف من أبناء شعبنا العزيز وجرح عشرات الآلاف منهم جراء العدوان الغاشم إضافة إلى خسائر كبيرة جدًا في المنشآت الخدمية العامة”، فيما تضرر ملايين اليمنيين بشكل مباشر وغير مباشر فمن لم يتضرر من الغارات والقصف الهمجي والعشوائي تضرر من الحصار والحرب الاقتصادية. وحول العمليات العسكرية أفاد العميد “سريع” أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية نجحت في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة ونوعية فرضت معادلات جديدة في المعركة وأدت الى خسائر كبيرة في صفوف وعتاد قوات العدو، لافتا إلى أن من أبرز نتائج تلك العمليات تحرير مناطق واسعة في جبهات نهم والجوف ومأرب والضالع وجبهات الحدود وقوع آلاف القتلى والأسرى والمصابين من العدو، مضيفا أن من “ضمن العمليات النوعية لقواتنا عمليات الردع الإستراتيجي للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التي استهدفت عدداً من الأهداف المعادية ضمن بنك أهداف قواتنا“.
وأردف العميد “سريع”، أن القوة الصاروخية أطلقت خلال الأعوام الماضية من العدوان أكثر من 1067 صاروخًا باليستيًا، مؤكدا أن أكثر من 410 صواريخ بالستية قصفت أهدافًا عسكرية حيوية ومنشآت وغيره في العمقين السعودي والإماراتي خلال خمس أعوام من العدوان، وأن أكثر من 630 صاروخًا باليستيًا أطلقت على أهداف عسكرية معادية في الداخل منذ بداية العدوان. وأضاف متحدث القوات المسلحة أنه خلال 2019م بلغ عدد عمليات القوة الصاروخية 110 عمليات إضافة لـ64 صاروخًا بالستيًا خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، لافتا إلى أن هذه الصواريخ أطلقت منها ما هو بشكل منفرد ومنها على دفعات كان أبرزها إطلاق 10 صواريخ باليستية دفعة واحدة خلال عملية نصر من الله.
وحول عمليات سلاح الجو المسير أكد العميد “سريع” أنه نفذت 4116 عملية عسكرية توزعت بين 669 عملية هجومية و3490 عملية استطلاعية، فيما ذكر أن العمليات المشتركة بين المسير والمدفعية 73 عملية ومع القوة الصاروخية 11 عملية وعملية واحدة مشتركة بين المسير والصاروخية والمدفعية. وأوضح أن قوات الدفاع الجوي نفذت منذ بداية العدوان أكثر من 721 عملية تنوعت بين إسقاط طائرات وتصدي وإجبار على المغادرة، مشيرا إلى أنه تم إسقاط أكثر من 371 طائرة للعدوان منها 53 طائرة مقاتلة ومروحيات أباتشي و318 طائرة استطلاعية وتجسسية. وأردف أن منظومات جديدة للدفاع الجوي دخلت خط المعركة وجاري تطوير منظومات أخرى لتصبح أكثر فاعلية على أرض المعركة، وأنه خلال الأشهر الماضية نفذت دفاعاتنا الجوية 64 عملية منها عملية إسقاط طائرة تورنيدو وعمليات تصدي وإجبار على المغادرة.
وأضاف العميد “سريع” أن أكثر من 29 عملية للقوات البحرية والدفاع الساحلي استهدفت سفن وبوارج وفرقاطات وزوارق واستهداف أرصفة موانئ تابعة للعدو وإفشال عمليات إنزال، مشيرا إلى أن من أبرز السفن والفرقاطات التي تم استهدافها فرقاطة المدينة وفرقاطة الدمام السعوديتين والسفينة الحربية الإماراتية “سويفت” وعدد آخر من السفن الحربية للعدوان. وأوضح متحدث القوات المسلحة أن وحدتي ضد الدروع والهندسة تمكنتا من تدمير وإعطاب أكثر من 8487 دبابة ومدرعة وآلية وناقلة جند وعربة وجرافة أثناء المواجهات معظمها صناعات أميركية وبريطانية وفرنسية، مؤكدا بالقول أن اليمن الشهير بمقبرة الغزاة صار اليوم إلى جانب ذلك، مقبرة حقيقية للمدرعات والآليات الأجنبية.
وأكد العميد “سريع” مقتل وإصابة أكثر من 10 آلاف جندي وضابط سعودي منذ بداية العدوان، بينهم أكثر من 4200 قتيل من الضباط والجنود السعوديين، مشيرا إلى أن الخسائر في عتاد وصفوف الجيش السعودي هي الأكبر من بين الجيوش المشاركة في العدوان. وذكر متحدث القوات المسلحة أن القوات الإماراتية تكبدت أكثر من 1240 قتيل ومصاب منذ بداية العدوان، اعترف بـ120 منهم فقط، في حين بلغت الخسائر البشرية لمرتزقة السودان أكثر من 8000 قتيل ومصاب، حيث بلغ عدد القتلى 4253 قتيلًا. ولفت العميد “سريع” إلى أن القطاع الاقتصادي لقوى العدوان تضرر جراء الضربات الصاروخية وضربات سلاح الجو المسير، مشيرا إلى أن التداعيات والأضرار الاقتصادية على العدو جراء بعض عمليات قواتنا منها عملية توازن الردع الأولى والثانية ما تزال مستمرة وفي ارتفاع، وأن العمليات أدت الى الإضرار بالقطاع النفطي السعودي على وجه التحديد وكذلك قطاعات حيوية أخرى.
وقال إن “القوات المسلحة تفخر القوات المسلحة بكوادرها ومنتسبيها في مختلف الوحدات العسكرية الذين صنعوا بجهودهم التحول الإستراتيجي في معركة التحرر والاستقلال، وإن قواتنا تؤكد عزمها الصادق على المضي في تنفيذ واجباتها الدينية والوطنية بالدفاع عن الشعب والوطن وتحرير كل أراضي الجمهورية.” وبناءً على هذه الحقائق الميدانية، هناك بعض الدروس التي يمكن أن تكون مفيدة ليتعلم منها تحالف العدوان السعودي الإماراتي وأي معتدي آخر:
أولاً، لا يمكن بسط النفوذ من خلال شن حرب أو القيام بعمل عسكري.
ثانياً، لا توجد دولة ترحب بالمحتلين ولا توجد دولة ترغب في ترك مصيرها للأجانب.
ثالثًا، على الرغم من أن الأدوات العسكرية المتقدمة تعد من الامور الضرورية في الحرب، إلا أنها ليست كافية لكسب تلك الحرب.
رابعاً، إن الفشل سيكون نهاية لأي عدوان عسكري .
المصدر: الوقت التحليلي