هل يختفي “كوفيد 19″؟
يتزايد خطر فيروس كورونا المستجد مع مرور فصول هذا المرض الفصل تلو الآخر، فيما نسمع يوماً بعد يوم أخباراً عن ازدياد الإصابات والوفيات على مستوى العالم، في وقت تُطرح أسئلة حوله ما زالت الإجابات عنها غامضة، وهذا ليس غريبًا عن وباء “مجهول” بكافة تفاصيله.
لكن هناك سؤال يبدو الأبرز من بين تلك الأسئلة التي تقلق البشر باعتباره “مصيرياً”، وهو “هل يمكن أن يبقى هذا الفيروس إلى فناء البشر؟”.
طرحت مجلة “ديسكفري” العلمية المتخصصة هذا التساؤل، مشيرة إلى أنه قد تتحقق تلك الفرضية، خاصة وأن العالم يوجد فيه تقريبًا 4 فيروسات تاجية “متوطنة” شبيهة بفيروس كورونا يتعايش العالم معها بصورة طبيعية ولا تسبب حالة الخوف التي يعيشها البشر حاليًا.
وتؤكد “ديسكفري” أنه قبل فيروس كورونا المستجد وتفشيه في البشر، كان هناك 4 فيروسات تاجية معدية للبشر أعراضها أشبه بنزلات البرد، مثل “E229” و”NL63″، و”OC43″، و”HKU1″، وعادة ما تكون العدوى بسببها خفيفة إلى حد ما.
ويقول أميش أدالغا، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة التابع للأمن الصحي “أعتقد أن هذا (كورونا) سينضم إلى تلك الفيروسات التاجية الأربعة الأخرى وسيكون له نمط مماثل [للتكرار] بعد هذه الموجة الأولى.”
ويضيف أدالغا “(كورونا) سيبقى معنا لبعض الوقت، أو في المستقبل المنظور، تمامًا مثل الفيروسات التاجية الأخرى، ويتعيّن علينا أن نصنع لقاحًا للقضاء عليه كتهديد، ونبدأ في التكيف والتعايش معه”.
وعن تحول فيروس كورونا إلى فيروس “متوطن”، تقول إميلي توث مارتن، الأستاذة المساعدة في علم المناعة في كلية الصحة العامة في جامعة ميتشيغان: “الشيء الأول الذي نفكّر فيه من حيث ما إذا كان شيء ما سيكون متوطنًا أو ما إذا كان من الممكن القضاء عليه هو ما إذا كانت الحصانة دائمة أو طويلة الأمد”.
وتابعت قائلة “إذا كان لديك فيروس يمكن أن تضعف فيه المناعة بمرور الوقت ويمكن أن يُصاب شخص آخر بالعدوى، فهذا فيروس يصعب القضاء عليه”، وعلى ما يبدو ينطبق هذا الأمر على فيروس “كورونا”.
وتضيف مارتن “يُعدّ معدل طفرة الفيروس عاملاً مهمًا آخر في تحديد شدة ظهور الفيروس المستوطن”، وتوضح “مثلًا الإنفلونزا منتشرة للغاية لأنها تتحول بسهولة، وتتبدل حول البروتينات السطحية التي تعتمد عليها أجهزتنا المناعية للتعرف على الفيروسات”.
ولفتت مارتن إلى أنه “بالنظر إلى المستقبل، ستكون اللقاحات جزءًا مهمًا من استراتيجيتنا طويلة المدى ضد كوفيد 19”.
وتابعت “إذا كان عليّ أن أخمن، أعتقد أن هذا شيء سيصبح جزءًا من القائمة العادية للفيروسات التي نراقبها طوال الوقت”.
ولكن مشكلة فيروس كورونا المستجد، حتى الآن، هي أننا نتعامل مع مجهول، فلا يوجد له لقاح، ولم يتم اكتشاف طريقة لإيقاف العدوى الخاصة به.
ويشير أحد الأبحاث إلى أن فيروس كورونا المستجد قد يكون مميتًا بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وإذا كان الأمر كذلك، فقد يعني ذلك أن كوفيد 19 قد يكون أكثر فتكًا من نزلات البرد أو الأنفلونزا، واحتمال بقاء خطره على البشرية كبير.