بين محطة كوفل وسجن تعز
الهدهد / مقالات
عبدالله الأحمدي
أصبحت اليمن بفعل العدوان مسرحا لكل الجرائم والمجرمين ، وبعد كل جريمة يرتكبها العدوان وأدواته ينبري أصحاب الأقلام الرخيصة والضمائر الميتة للدفاع عن المجرمين ولتبرير جرائمهم.
هكذا على مدى خمس سنوات من جرائم العدوان تسمع وتقرأ هنا وهناك للمنافقين من يحول الحق إلى باطل، والباطل إلى حق من أجل الفوز بقليل من المال المدنس ، وهذا السلوك اكتسبته بعض الجماعات منذ أن أوجدها المستعمر وأعوانه على هذه الساحة ، ومنذ أن ارتبطت بدين الوهابية النجدية وأموال البترو/دولار.
في العام 1994 قبل حرب الانقلاب على الوحدة شاهدنا على شاشة تلفزيون صنعاء رجلا ملتحيا يدعي أن مخابرات الاشتراكي أدخلت في دبره قارورة زجاجية ، وثبت فيما بعد إن ذلك الادعاء كان مدبرا لكسب المزيد من التعاطف مع تلك الجماعات، وتشويها للاشتراكي.
اليوم ومنذ بداية العدوان نسمع ونشاهد هذه الجماعات الملتحقة بالعدوان تسخر كل الوسائل الإعلامية لخدمة العدوان ، وتبرير جرائمه.
سابقا حين قصف طيران العدوان مدينة العمال في المخا خرج هؤلاء يكذبون ويقولون إنها ضربت بصواريخ «الحوثي» ، وحين ضرب طيران العدوان القاعة الكبرى في صنعاء خرجوا يقولون إنها ضربت بصواريخ من الداخل ، وحين ضرب طيران العدوان حافلة الأطفال في صعدة خرجوا يقولون إن الحافلة كانت تحمل مهندسي الصواريخ.
يعترف ناطق العدوان بأن بعض الضربات كانت بطيران العدوان، لكن عن طريق الخطاء وهؤلاء المنافقون لازالوا مصرين على كذبهم.
العدوان لا يريد أن يترك شيئا قائما في اليمن، يريد أن يدمر كل شيء ويعيد اليمن إلى ما قبل التاريخ ، يهدف العدوان من ضرب محطة ضخ النفط في كوفل إلى تعطيل أي وسيلة لاستخراج، أو ضخ النفط، وهذه سياسة متبعة للنظام السعودي منذ الثمانينيات.
عندما قصف العدوان محطة كوفل سارعت أبواق العدوان المأجورة إلى القول إن انصار الله هم من قصفوا المحطة، وبدون حياء استمروا في تسويق الاكاذيب، لكن الناس شبوا عن الطوق واكتسبوا مزيدا من الوعي، فلم يعودوا يصدقون هذه الأبواق.
العدوان السعودي جن جنونه وفقد الصواب بخسارته لكثير معارك في نهم والجوف ومارب واصبح يستخدم المنشآت النفطية كورقة لإيقاف تقدم الجيش واللجان الشعبية تجاه مدينة مارب، وهذا مسألة معروفة منذ بداية العدوان.
أما في موضوع استهداف سجن النساء بتعز ذهبت الأبواق نفس أسلوبها المبرمجة عليه من قبل العدوان في اتهام الجيش واللجان الشعبية بقصف سجن النساء، وهي كذبة ملفقة بشكل ممنهج من قبل مليشيا الإرهاب التي لفظها الشارع التعزي، وأصبحت تبحث عن تعاطف، ولكن في الأسلوب الدموي والخاطئ.
في الجريمة يقال ابحث عن المستفيد ، الجيش واللجان الشعبية ليست لهم مصلحة في استهداف سجن نساء ، والمستفيد من هذه الجريمة هو من يريد أن يبحث عن تعاطف، ويحشد موالين له بعد أن أصبح الشارع يجاهر بالعداء له جراء الجرائم التي يرتكبها في حق الناس.
الهدف من قصف سجن النساء هو صناعة قضية تشغل الرأي العام عن الجرائم المرتكبة في مدينة تعز ومناطق أخرى في المحافظة.
طبعا الجريمة فيها الكثير من الدناءة والاستهتار والذين ارتكبوها اختاروها عن عمد لاستدرار الكثير من التعاطف بهذا الخصوص.
الجماعة الإرهابية اتخذت من التلفيق والكذب مذهبا لها ، في بداية العدوان في العام 2015 غزوا السجن المركزي في الضباب واطلقوا السجناء وادعوا إن أنصار الله من اطلقوا السجناء ، ثم بعدها بايام قصفوا منشأة الغاز في سد الجبلين واحدثوا حريقا هائلا لطف الله بالناس منه، وقالوا إن اللجان الشعبية هم من قصفوا المنشأة، لكن الناس فضحوهم فقد كانوا يشاهدون القصف من جبل عقاقة.
في كل الأحوال الجريمة مدانة والعزاء لأهالي الضحايا وتضامننا معهم وعليهم أن يطالبوا بلجنة دولية للتحقيق في الجريمة وفضح مرتكبيها.