الدورُ القادم لليمن
الهدهد / مقالات
عبدُالله هاشم السياني
العالمُ اليومَ يعيشُ المستقبلَ المجهولَ الذي لا أحد قادر على تصور القادم كيف سيكون ليس في مجال واحد بل في كُـلّ المجالات.
كثيرٌ من المفكرين الاستراتيجيين يؤكّـدون أن المتغير القادم سيكون كبيراً، وبعضهم قال: إن آثارَه ستمتدُّ إلى أجيال قادمة..، بمعنى أن العالم الذي نعيش فيه وتعايشنا معه لن يبقَ كما هو على مستوى كُـلّ الثوابت التي استقرت في أذهان البشر خلالَ أكثرَ من سبعين عاماً أي بعد الحرب العالمية الثانية.
وعلينا كأُمَّةٍ مسلمة أن نهيئَ أنفسَنا لأدوارٍ جديدةٍ في هذا العالم إذَا فقهنا طبيعةَ التحولات القادمة ورصدنا بدقة اليوم المتغيراتِ القائمةَ، ولعل اليمنَ المقاوِمَ سيكون له دورٌ أكبرُ في الإقليم الذي هو جزءٌ منه، وهي المرة الأولى التي سيكون لليمن دورٌ يتجاوز حدودَه الجغرافية بفكره وسياسته وثقافته وتراثه وعاداته وتقاليده.
وكُلُّ المؤشراتِ الداخلية بمختلف أبعادها، والتي آخرها الانتصارات في نهم والجوف والتي ستتوج في مرحلتها هذه بتحرير مأرب، وكذا المؤشرات والتداعيات القائمة في دول الخليج والمحيط العربي والواقع الدولي كلها ستؤدي قطعاً إلى متغيرات سيكون لكثير من الدول دورُها في محيطها ومنها اليمن، وعلى الناس أن يفكروا بجدية اليوم، وخَاصَّة قيادات مسيرة أنصار الله، بالمستقبل القادم والمسؤوليات التي على اليمن أن يقومَ بها في محيطه بقيادة هذه المسيرة المباركة.
ربما البعضُ يتصوَّرُ أن حديثي نوعٌ من تمجيد الذات، لكنها الحقيقَة التي لن يؤمنَ بها الناسُ إلا عند وقوعها، وعندها سيضطرون أن يكونوا جزءاً منها ومن انتصاراتها، وينسون أنهم كانوا يوماً يشكّلون عائقاً أمامها.