الولايات المتّحدة تسجّل لليوم الثاني ألفي وفاة بكورونا وترامب يهاجم منظمة الصحة العالمية ويهدد بخطوات مالية ضدها
سجّلت الولايات المتحدة الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، وفاة حوالى ألفي شخص من جرّاء فيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، في أعلى حصيلة يومية على الإطلاق يسجّلها بلد في العالم منذ ظهور الوباء، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ أنّ الوباء حصد في الولايات المتّحدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة أرواح 1973 مصاباً بالفيروس (مقابل 1939 في اليوم السابق)، ليصل بذلك العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في هذا البلد إلى 14.695 حالة وفاة.
وبهذه الحصيلة الجديدة، أصبحت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس إذ إنّها تخطّت إسبانيا (14.555 وفاة) لكنّها لا تزال خلف إيطاليا التي سجّلت لغاية اليوم 17.669 وفاة.
بدوره قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن منظمة الصحة العالمية “أخطأت الحكم” على تفشي فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19)، مشيرا إلى إن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من عشرة أضعاف ما وفرته الصين للمنظمة العام الماضي.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ترامب في المؤتمر الصحفي اليومي حول أزمة فيروس كورونا، بحضور عدد من المسؤولين من بينهم، وزير الخارجية، مايك بومبيو.
وأضاف ترامب في السياق ذاته قائلا إن المنظمة “قللت من التهديد الذي شكله الفيروس” حول العالم.
وأوضح أن بلاده قدمت 452 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية العام الماضي، وأن هذا “أكبر بعشرة أضعاف” من التمويل الذي قدمته الصين للمنظمة والبالغ 40 مليونا، وفقا لترامب.
وفي سياق آخر أشار ترامب إلى أن إدارته اقتربت من إعادة فتح البلاد “قريبا”، مشيرًا إلى إنه سيعتمد على آراء خبراء الصحة في اتخاذ قرار كهذا.
وذكر أن حوالي 300 مليون كمامة ستوفر بحلول مايو/آيار المقبل، وسيضاف إليها 200 مليون كمامة احتياطية في وقت لاحق.
وبين ترامب أن عشرة عقاقير تخضع لاختبارات حاليا، بحثا عن علاج للفيروس، وأن إدارته تمكنت من “توفير 30 مليون حبة من عقار هيدروكسي كلوروكوين، ويتم العمل قريبا على توزيعها عبر البلاد”.
وكان ترامب أعلن، الثلاثاء، أنه يدرس “تعليق” المساهمة المالية الأمريكية في المنظمة بعد “فشلها” في دق ناقوس الخطر حول الفيروس، في وقت أبكر.
ويلقي ترامب اللوم على منظمة الصحة ويتهمها بالفشل في “كل جوانب” الوباء العالمي، فضلا عن الانحياز للصين.
والأربعاء، ردّت منظمة الصحة العالمية على تهديد ترامب، بقطع تمويلها ووقف مساهمة بلاده للمنظمة، مشيرة إلى إنه لا ينبغي قطع تمويل المنظمة خلال فترة تفشي وباء كورونا”.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغ “نحن الآن في مرحلة حادة من تفشي الوباء، الآن ليس الوقت المناسب لخفض التمويل”.
وأصاب الفيروس، حتى نهاية الأربعاء، أكثر من مليون و506 آلاف شخص في العالم، توفى منهم ما يزيد عن 88 ألفًا، بينما تعافى أكثر من 319 ألفًا آخرين.
من جهته، قال وزير الخارجية بومبيو، في المؤتمر الصحفي ذاته، بخصوص منظمة الصحة العالمية، إن مهمة الإدارة تكمن في “حماية أموال الضرائب الأمريكية وتوجيهها إلى المنظمات التي من شأنها استغلال التمويل على أكفأ وجه”.
وبخصوص إعادة الأمريكيين للبلاد قال بومبيو، إن السلطات تمكنت من إعادة 50 ألف أمريكي من 90 دولة حول العالم على متن أكثر من 400 رحلة جوية.
وأضاف موضحًا أن كافة الأمريكيين تم إخراجهم من ووهان، بؤرة انتشار فيروس كورونا المستجد، بالصين، وأن عمليات أخرى جارية لإخراج أمريكيين من مناطق نائية في غابات الأمازون.
وأكد أن عددا من الدبلوماسيين الأمريكيين في الصين “تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا”.
وأشار بومبيو إلى أنه “لا يزال هناك عدة آلاف” من المواطنين خارج البلاد وأن السلطات تستخدم “كافة مواردها المتاحة” لإعادتهم، وهي عملية تحتاج إلى الكثير من التنسيق.
وردا على سؤال حول الصين وإخفائها المعلومات قال بومبيو: “نحن لا نود الرد الآن، هذا ليس وقته”، لكنه أوضح أن على كل دولة واجب لتحمل مسؤولية التعامل مع الأرقام والمعلومات “لمشاركتها بكل شفافية وبأسرع وقت مع العالم”.
وفيما يخص العقوبات على إيران، شدد وزير الخارجية على أنه لا توجد عقوبات على أي مساعدات إنسانية، وذلك ردًا على سؤال حول التعامل مع أزمة تفشي فيروس كورونا في إيران.
(أ ف ب)