ماذا تبقَّى في جعبة العدوان؟
الهدهد / مقالات
منير إسماعيل الشامي
اجتاز شعبنا اليمني العام الخامس من زمن العدوان الإجرامي بصموده الذي يتضاعف مع مرور الأيام ويتجدد مع مرور الشهور، ويتعاظم مع مرور السنوات، وأعلنها قائد الثورة في نهاية خطابه بالذكرى الخامسة ليوم الصمود الوطني قائلا كما عودنا “قادمون في العام السادس بـ مفاجأة لم تكن في حسبان تحالف العدوان وبقدرات عسكرية متطورة وانتصارات عظيمة ” خاتما بها خطابه ومقتحما بالشعب اليمني من خلالها عتبات العام السادس .
ولم تكد تمضي ثلاثة أيام على ذلك إلا ودشنت القوة الصاروخية والطيران المسيَّر العام السادس تنفيذا ووفاء لوعده بأول عملية عسكرية في العام السادس وصفت بالعملية العسكرية الأكبر منذ بداية العدوان على أهداف عسكرية في عمق الرياض عاصمة تحالف العدوان.
وحقيقة القول أن تلك العملية كانت شديدة القساوة وعظيمة الوجع لنظام الرياض فقد أصابته في مقتل بسبب أهمية أهدافها وحساسيتها حسب تحليلات المختصين وهو ما أكده مغرِّدون سعوديون بوصفهم لها أهدافاً عسكرية بحتة، ليس ذلك فحسب بل إنها أهداف استراتيجية وحيوية وحساسة جدا، وهذا ما جعل الكثير من الخبراء المختصين يعتبرون أن الاختراق المخابراتي للجيش اليمني الذي سبق العملية أخطر بكثير من نتائج العملية نفسها، ما يعني أن نظام الرياض أصبح في موقف لا يحسد عليه خصوصا في بنك أهداف الجيش اليمني، وبالذات أن نظام الرياض لم يعد في جعبته بعد خمسة أعوام من قصف طائراته أي هدف في اليمن يمكن أن يشفي له صدرا أو يجبر له قلبا لا عسكرياً ولا حيوياً ولا اقتصادياً ولا حتى مدنياً فحتى دار المعاقين لم تسلم من قصف طيرانه.
من جانب آخر فإن العمليات العسكرية التي حققها الجيش اليمني آواخر العام الخامس من العدوان وألتي تمخضت عن دحر أكبر قوة عسكرية لمرتزقة تحالف العدوان من جبهة نهم والقضاء على أي تهديد مستقبلي للعاصمة صنعاء من جانب التحالف العدواني ، وكذلك ما تلاها من استعادة محافظة الجوف وأجزاء واسعة من محافظة مارب التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بأيدي اللجان الشعبية فكل ذلك زاد موقف تحالف العدوان سوءاً وضعفا وهوانا على الأرض أو على طاولة التفاوض وفي ذات الوقت فقد ضاعف موقف القيادة اليمنية وجيشه قوة على كل الاصعدة.
وعلى نحو هذه النتائج الواقعية فلم يعد بيد نظام الرياض في بداية العام السادس من عدوانه أي نقطة ضعف أو ورقة رابحة يستطيع من خلالها تهديد القيادة اليمنية أو ممارسة الضغط عليها، فكل رهاناتها أصبحت خاسرة وكل كروتها باتت حارقة.
وهذا هو ما أكده نظام الرياض برده الهيستيري على تلك العملية بقصف أهداف لم تعد ذات أهمية سبق له قصفها مرارا وتكرارا ولم يجن منها سوى قتل وجرح 100 حصان يمني من أجود الخيول العربية وأعظمها أصالة وأعرقها أنسابا، وخسارة هذه الخيول لا تخص اليمن فقط بل هي خسارة لليمن وللعرب وللعالم.
فهل يعي هذا النظام أن استمراره في العدوان يجعله الخاسر الأكبر، أم سيظل مُصِّرا على نهج الاستحمار؟