الرؤية الوطنية لإنهاء العدوان على اليمن .. حرص المنتصر على السلام في زمن كورونا والكرة في ملعب الأمم المتحدة
ما أن جاءت دعوة الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش المتعلقة بوقف إطلاق النار في اليمن والتفرغ لمواجهة كورونا، حتى سارع الوفد الوطني الى تقديم الرؤية الوطنية التي تمحورت حول وقف شامل للحرب ووقف إطلاق النار في كافة الجبهات وإنهاء الوجود الأجنبي في جميع أراضي الجمهورية اليمنية وإنهاء أي وجود عسكري يمني في الأراضي السعودية، وكذا إنهاء كامل للحصار الجوي والبحري والبري ثم وضع التدابير والمعالجات الإنسانية والاقتصادية، إضافة إلى تنفيذ إجراءات بناء الثقة وإعادة الإعمار وجبر الضرر ثم بدأ عملية سياسية ترعاها الأمم المتحدة بما يضمن سلامة اليمن ووحدته واستقلاله ويؤسس لحوار سياسي وفقا لمرحلة انتقالية جديدة.
وتعد هذه الرؤية بمثابة دليل قاطع على حرص الاطراف الوطنية على عملية السلام والخيار السياسي لحل الأزمة ، وذلك في مرحلة قوة وليس ضعف ، سيما في ظل التفوق العسكري الذي باتت تتمتع به قوات الجيش واللجان الشعبية وانتصاراتها النوعية في أكثر من جبهة خلال الفترة الأخيرة.
وقد اعلنت العديد من المكونات السياسية الوطنية والأوساط الرسمية والشعبية في اليمن موقفها من الرؤية .. موقع انصار الله رصد ردود الفعل حول الرؤية كما التقى بالعديد من الشخصيات التي تحدثت عن الرؤية واهميتها وكذلك توقعاتهم عن مستقبل اليمن في ظل هذه الرؤية:
الاهمية والبعد الوطني
في البداية يؤكد عضو الوفد الوطني عن الاحزاب السياسية، عبدالمجيد الحنش أن اليمن باتت افضل مما كانت عليه في بداية العدوان، بعكس دول التحالف التي ترتفع فاتورة الحرب لديها.
واوضح انه رغم الفارق الكبير من حجم الخسائر السعودية واليمن في ظل العدوان الا أن الأخيرة بادرت الى مد يد السلام من خلال الرؤية الوطنية لإيقاف العدوان واحلال السلام في اليمن.
واشار الى أن السلام في مصلحة النظام السعودي، مؤكداً بانه ليس من مصلحته أن يغلق آفاق الحل رغم ما تبديه اليمن من حرص على السلام .
بدوره، أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام أنه تم تسليم “رؤية وطنية شاملة للأمم المتحدة لوقف شامل للحرب، وإنهاء كامل للحصار”.
وأشار عبد السلام إلى أن هذه الخطوة “تأتي بناء على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن”، لافتاً إلى أن “رؤيتنا تضمن سلامة اليمن ووحدته واستقلاله، وتؤسس لحوار سياسي وفقاً لمرحلة انتقالية جديدة”.
اما عضو المجلس السياسي الاعلى، محمد علي الحوثي فقال أن تقديم رؤية الحل الشامل لإنهاء الحرب على بلدنا ومعالجة آثارها وتبعاتها ينبع من حرصنا على نجاح جهود السلام في اليمن والمنطقة، ومن التوجه الصادق لدينا لتلافي أسباب فشل المفاوضات السابقة.. واستجابة لدعوات السلام وانحيازنا للعدل والإنصاف.
مضامين الرؤية
ويشير الاعلامي عبدالرحمن الاهنومي الى ان الرؤية جاءت لتؤكد رغبة اليمن لتحقيق السلام المشرف والعادل من خلال ما تقدمه من مبادرات وخطوات ومقترحات للحلول السياسية الشاملة ، ولفت الى ان فخامة الرئيس مهدي المشاط سبق وان قدم مبادرة لوقف كامل للعمليات العسكرية الصاروخية والجوية على الأراضي السعودية من طرف واحد ، وأطلق مبادرة سلام تاريخية عشية العيد الخامس لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر .
وقال من جديد تؤكد اليمن على خيارها واستراتيجيتها الثابتة في السعي نحو السلام للجميع ، ومن جديد تجدد أنها وبقدر حرصها على استخدام حقها المكفول في الدفاع عن النفس ، فإنها تسعى إلى أن يتحقق السلام المشرف والعادل.
واوضح أن الرؤية الوطنية جاءت لتؤكد المؤكد بالنسبة لليمن وتكتسب المبادرة أهميتها من كونها أولا انطلقت من حاجة ملحة وضرورية ، ومن قناعة راسخة أن السلام الشامل والعادل هو الضامن الحقيقي لأمن الجميع ، كما أنها تكتسب أهمية من حيث توقيتها المتزامن مع انتشار وتفشي جائحة كورونا في العالم ، وما رافقه من دعوات لإحلال السلام في أنحاء العالم ،وقد كان النظام السعودي بحاجة إلى خطوة مماثلة لتأكيد استعداده في التوجه نحو السلام ، على الأقل لتحسين سمعته الساقطة أخلاقيا وإنسانيا على كثرة الأخطاء والموبقات التي وقع فيها وهو يعتدي على اليمن ويقتل ويروع ويدمر ويعيث فسادا في بلاد الإيمان ، كما أنه مُطالب اليوم لأن يثبت أنه قد تغيّر وأن تعاطيه مع دعوات السلام والإخاء قد تجاوز المناورة والمقامرة والكبر التي ظلت الطابع الطاغي على ممارساته خلال السنوات الماضية!.
اما الناشط مصطفى المجيدي فقال من مقترح وثيقة الحل الشامل في اليمن ؛ وآلية إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار ؛ خطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح للحل السياسي في اليمن.
واضاف: لن يتمكن اي طرف من فرض إرادته منفردا على اليمن ؛ ما لم تتوافق قواه على وثيقة الحل السياسي التي تؤسس لمرحلة انتقالية ؛وعودة الدولة بمؤسساتها وهياكلها المختلفة ؛ كونها الإطار الذي يحتوي الإرادات ويحفظ الحقوق ؛ ويضمن وحدة الهوية اليمنية .. مشيراً الى ان الرؤية الوطنية ستوحد الجهود لإحلال السلام وتوحد الجهود لبناء اليمن.
موقف تحالف العدوان
الأوساط اليمنية وان كانت لا تؤمل كثيراً على تحالف العدوان ومدى استجابته للمبادرة الا انها وجهت النصح لدول العدوان حيث نصح عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، دول تحالف العدوان بالتعامل بجدية مع الحلول الشاملة، مؤكدا أن استمرار الحرب لن يعود عليها بأي نتيجة.
وقال محمد علي الحوثي للمسيرة، قدمنا رؤيتنا للمبعوث الأممي صباح الثلاثاء، واتفقنا على أن ينقلها للطرف الآخر، لافتا إلى أن الطرف الآخر يفهم دائما أن ما نقدمه يأتي من موقف ضعف فيذهب للتصعيد.
وأوضح أن السعودية تتحمل مسؤولية نتائج الحصار، وأن ما يقدم لا يفي بالحق القانوني للشعب اليمني بعد تدميره والاستمرار في حصاره.
عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، من جانبه قال أن اليمن كما قدم رؤية وطنية للحل الشامل وانهاء الحرب ورفع الحصار، جاهز في الوقت نفسه للرد الشامل على اي مخطط يعده التحالف.
وقال سلطان السامعي، في مداخلة هاتفية مع قناة “الميادين: “لسنا مع الحرب ونطالب بوقف شامل وكامل لإطلاق النار على جميع الجبهات” في إشارة إلى جدية الرؤية المقدمة.
وأضاف السامعي: “لا ندري ماذا يحضرون تحالف العدوان لكننا جاهزون لأي خطط يعدونها”. مردفا: “إذا أرادوا السلام فنحن معه، وإذا استمروا في غيهم فنحن قادرون على الدفاع عن بلادنا وشعبنا”.
اما عبدالرحمن الاهنومي فقال: لا جديد في تعاطي دول العدوان مع الرؤية الوطنية للحل ، إذ أن الهدنة الوقتية التي أعلنها تؤكد أنه ما زال فاقدا للرؤية يناور بالسلام كمفردات يستخدمها من قبيل العناوين الشعاراتية ، ويتخذها ستارا للتصعيد والتحشيد واستمرار العدوان والحصار، وهو على الدوام ما فتئ يبرهن بأن لا رغبة لديه ولا جدية في إحلال السلام ووقف الحرب والعدوان ورفع الحصار.
من جانبها أشواق مهدي دومان، أكدت أن العدوان أمام خيارين إمّا : حفظ ما بقي له من ماء الوجه ، و الاستسلام و التّسليم و الجنوح للسّلام و فق مبادرة ناطقنا الرّسمي الوطني أو وعد السيّد القائد و وعيده و توعّده بأنّ هناك من المفاجآت و التّصنيعات العسكريّة ما لم يكن في حسبان المعتدي و هي المعجزة التي ستكسره أكثر و يخنع خنوعا لا قيام بعده،
وقالت : نتمنّى أن يفهم المعتدي الأخطبوطي ذو الأذرع الثّمان عشرة وعيد قائد الثّورة و يمضي لوقف الحرب بمقتضيات مبادرة النّاطق الرّسمي ، و التي تحمل أبعادا وطنيّة تنبئ بحوار يبني دولة مدنيّة طالما حلم بها هذا الشّعب و قد كادت أن تبدأ لولا هذا العدوان.
واوضحت أنّ اليمن بعد خمسة أعوام من العدوان عليها قد اشتدّ عودها و هي غير قابلة للانكسار مهما كان ، و هذا سيفتح آفاقا جديدة لبلسمة جراح هذا الوطن و الارتقاء به إلى سلّم المجد فهو المنتصر برجاله الأبطال بقيادة السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي ، مشيرة الى أن ما تخشاه جارة السّوء ( السّعوديّة ) التي بدت ذا نظام متهالك مهلهل مذبذب منسلخ عن هويّته هو التفاف شعوب المنطقة حول القائد الحكيم الذي استطاع أن ينتصر ويمزّق خريطة الدول الاستعمارية التي رسمت لشرق أوسط خالٍ من اليمن كدولة ذات سيادة و استقلال و دولة حاضرة حضارية و بقوّة تنسف بمن لا حضارة لهم سوى وهم النّفط الذي تحلبه أمريكا وسوداويّة الظّلم الذي تعاملت به جارة السّوء كولي أمر المسلمين في فكر محمّد عبدالوهاب الذي أفل نجمه ووضعت النّقاط على الحروف ليعود للأمّة المحمديّة محمّد بن عبداللّه رسولا و بيّا يقود عبر امتداداته و على رأسهم القائد العَلَم و بقيّة أعلام محور المقاومة الرّشيد ، و السّلام .
وقال عبدالمجيد حنش لا يتورع النظام السعودي المعتدي على اليمن في ممارساته التي تؤكد أنه لا يزال محكوما بالهواجس والنوازع العدواني.
الأمم المتحدة اونلاين
وتحت عنوان ( السلام اليمني ” أونلاين “ ) كتب رئيس اتحاد الاعلاميين اليمنيين، عبدالله علي صبري، مقالاً فند فيه موقف الامم المتحدة من مشروع السلام في اليمن، حيث اوضح صبري أن مكتب المبعوث يُمَنِّي اليمنيين بخطوة أكثر جدية، زاعمًا (اي المبعوث) لا يزال يدرس ردود الأطراف المعنية على المقترح الأممي، وأنه سيقوم بإرسال نسخة محدثة من المقترح بناء على مراجعة التعليقات والردود التي تلقاها من الأطراف.
وقال صبري أن غريفيث رفع من سقف التفاؤل، حين ألمح إلى إمكانية جمع الأطراف المعنية في اجتماع افتراضي عبر الإنترنت، والوصول إلى اتفاق رسمي في أقرب وقت ممكن.
واضاف: يبدو المبعوث متحمسًا لآلية التفاوض الجديدة على ” أونلاين ” وهو الذي فشل في إنجاز أي نجاح على هذا الصعيد منذ نهاية 2018م، ومبعث الحماس هذه المرة متعلق حتماً بتداعيات الأزمة العالمية لفيروس ” كورونا “، وربما يكون قد تلقى ضوءاً أخضر من طرف التحالف العدواني، الذي يعيش أوضاعاً صعبة نتيجة توالي الخسائر والضربات التي يتلقاها منذ بضعة أشهر، بعضها على يد أبطال الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية اليمنية، وبعضها الآخر بفعل حماقاته في إدارة الملفات المستجدة، ومن ضمنها الأزمة الاقتصادية جراء التراجع الكبير في عائدات النفط.
وبين أن العدو السعودي لا يجيد قراءة الواقع، وما تمليه عليه الوقائع نفسها من تنازلات يتعين اجتراحها قبل فوات الأوان، فالسلام لا يصلح شعاراً للمناورة والهروب إلى الأمام، ومن يروم وقف الحرب والعمليات العسكرية عليه أن يتعاطى مع تبعاتها الاقتصادية والإنسانية بنفس القدر، وعليه أن يثبت حسن النوايا عبر اتخاذ روزنامة من المبادرات المصاحبة لوقف إطلاق النار إن أراد من الطرف الآخر أن يلتقيه في منتصف الطريق.
واوضح صبري أن الوفد الوطني في حال كانت الرياض جادة في الجنوح إلى السلام أن ترد على التحية بمثلها من منطلق قوله عز وجل: { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } الأنفال:61.. داعياً الى انتظار ما قد تفضي إليه محاولات غريفيث.
وقال: لن يضير صنعاء شيء إن هي تعاملت بإيجابية مع مناورات السلام هذه، ما دامت أزمة كورونا هي الباعث لها. وما ادامت اليد على الزناد، فلا ضير في مجاراة العدو هذه المرة أيضًا، وليقضي الله أمراً كان مفعولاً.
اما السياسي المعروف عبدالله سلام الحكيمي فكانت له وجه نظر اخرى حيث رأى انه من الافضل عدم الاعلان عن وثيقة الحل السياسي الشامل لانهاء الحرب على الجمهورية اليمنية في الوقت الراهن، وابقائها طي الكتمان كرؤية تفصيلية للعب بأوراقها حسب مسار المفاوضات، سيما في ظل عدم امتلاك الطرف الآخر وتابعيه اية رؤية موحدة وواضحة لما يريدونه.
أنصار الله