النباء اليقين

الحرية في صنعاء.. والعبودية في الرياض

الهدهد / مقالات

حسن حمود شرف الدين

لا يعرف معنى الحرية التي يعيشها المواطنون في صنعاء الأبية إلا أولئك الذين لعبت بهم الأهواء وسحبتهم الغرائز التعيسة فذهبوا والتجأوا بحاكم الرياض سلمان بني سعود.. هذا الرجل الذي لا يمتلك من الإسلام إلا اسمه، ومن الإنسانية إلا شكلها، ومن الكهولة إلا خيالها، استطاع “بنظامه” أن يزرع الخوف والخنوع والخضوع في نفوس أبناء الجزيرة العربية فجعلهم كأعجاز نخل خاوية، لا يمتلكون إرادة، ولا يستطيعون تحديد مصيرهم، ولا يملكون حق المشاركة في الحكم ورسم سياسات الدولة، ولا يعلمون أين تذهب أموالهم ومقدرات أرضهم، ولا يعلمون من يستخرج الخيرات من أرضهم ولصالح من..!!

تخيلوا كل هذا وشعب بأكمله لا يفقه شيئا من الحياة إلا الأكل والشرب والسمع والطاعة والذهاب إلى المسجد من استطاع إليه سبيلا.. فما بالكم بالوافدين من اليمنيين المؤيدين لما تسمى بـ”عاصفة الحزم” كيف سيكون حالهم وترحالهم، بالتأكيد سيكون أكثر سوءاً وبلاءً، فكل ما يتعرض له شعب الجزيرة من ظلم وجور سيكون نصيب الوافدين أضعافاً مضاعفة من ذلك الظلم والجور، ويتجاوز هذا ليصل إلى العبودية وهتك الأعراض، وهذا ما لا نتمناه لأي يمني حُر أبي.. فباب التوبة لا زال مفتوحا، وكل يمني يرى في نفسه أنه قادر على التغلب على هواه وعبوديته للنظام السعودي باستطاعته إعلان توبته والرجوع إلى صنعاء، ليتمتع بهوائها العليل، ومناظرها الجميلة، وتاريخها الأبي، وحريتها المترسخة، وأمنها الواسع، وقضائها العادل، وجيشها الحامي، وقائدها الحكيم.. أمام هؤلاء فرصة للرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وإلى جادة الصواب، لينعموا بالكرامة والعزة في بلدهم، بلد الإيمان والحكمة.. فكل من خرج منها ليرتمي في أحضان النظام السعودي فقد باع إيمانه واشترى شيطاناً رجيماً، وباع حكمته واشترى خزياً وعاراً إلى يوم الدين.

لا دولة إلا بأمن وأمان، ولا أمن وأمان إلا بقضاء عادل، ولا قضاء عادل إلا بقيادة حكيمة، ولا قيادة حكيمة إلا بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فلا وجه للمقارنة بين السيد القائد وما يسمونه خادم الحرمين الشريفين، فالأول قائد أمة يسعى إلى تطبيق منهاج الله سبحانه وتعالى منهاج القرآن الكريم، والثاني يمعن في القتل وارتكاب كل أنواع الجرائم ليس على مستوى اليمن فقط، بل على مستوى الأمة الإسلامية جميعا، فلا تكاد تخلو أرض إسلامية إلا وتطالها دسائس ومكائد النظام السعودي.

هل عرفتم أن الحرية في صنعاء والغباء والعبودية في الرياض؟.. فإن عرفتم فبها ونعمة، وإن لم تعرفوا فاذهبوا إلى الرياض واستمتعوا بعدلها وحريتها.

نحمد الله تعالى على نعمة البصيرة ونعمة القيادة الحكمية، ونعوذ بالله من الغباء الذي يؤدي إلى العبودية والابتعاد عن الله سبحانه وتعالى وعن نهجه والإيمان به والاقتداء بأوليائه .. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين بالله ورسوله والمصدقين التابعين لأوليائه أئمة الهدى القائمين بالقسط والعدل.