الإصلاح وأبناءُ مأرب
الهدهد / مقالات
محمد أمين الحميري
حسب تجربتنا مع حزب الإصلاح عند بداية نزول الجيش واللجان الشعبيّة إلى إب قبل خمس سنوات، فقد كان بعضُ قيادات الحزب حريصاً على الزج بالسلفيين للمواجهة معهم، بينما هم يظهرون بأكثر من وجه، وهذا ما تنبه له الإخوة السلفيون حينها، وكانوا فيما بعد جزءاً من ميثاق الشرف الذي وُقع لتجنيب إب أية مواجهات عسكرية.
الشاهد، وبناءً على ما سبق، ومن منظورنا للواقع اليوم في مأرب واقتراب الجيش واللجان من تحرير المحافظة بعون الله، فمما ننصح به إخواننا السلفيين المتواجدين في مأرب من القائمين على بعض المساجد وحلقات العلم بالاستفادة من الدروس، والحذر من الوقوع في الفخ الذي يخطط له حزب الإصلاح لإيقاع قبائل مأرب فيه أَو غيرهم ممن يسمع له ويطيع، وأنها حرب الجمهورية المصيرية وخوضها واجب حتمي، فهذا كذب وهراء تبطله كُـلّ حقائق الواقع المتجلية، على الجميع في مأرب الانتباه للاندفاع والانجرار وراء مخطّطات الإصلاح التدميرية.
وعلى السلفيين خَاصَّة الاستمرار في مساجدهم وأعمالهم، ونحن نؤكّـد لهم أنه حال سيطر الجيش واللجان على مأرب فهدفه الأَسَاس هو حماية مأرب (ممتلكاتها وثرواتها، وحماية الشعب بكل توجّـهاته واحترام التنوع الموجود)، وهذا ما لمسناه عندنا في إب وفي غيرها من المحافظات التي تحت إدارة السلطة في صنعاء، وَإذَا لم يستوعب إخواننا السلفيون هذا فأمامهم تجربة المدعو أبو العباس السلفي في تعز، وكيف قاتل في صف الإصلاح ضد الجيش واللجان، وعندما تمكّن الحزب بدأ بالتخلص منه وبكتائبه؟!
نقول لأهلنا في مأرب عُمُـومًا: هذا الحزب ليس على مبدأ قيمي واحد، والغاية عنده تبرّر الوسيلة ولو كانت محرمة، ولو على حساب الأرض اليمنية والشعب اليمني، والمهم عنده أنه يصلُ لمبتغاه وتتحقّق مصالحه، علاوةً على أن المعركة في الأَسَاس ليست معركته فهو مُجَـرّد أداة عميلة، المعركة معركة قوى خارجية تستميت اليوم في إبقاء مأرب والمناطق المحتلّة تحت سيطرتها، ولا أحد سيكون مستفيداً، فأهل البلاد تحت رحمتهم، بل فالغزاة والمحتلّون يخطّطون لإبقاء ديمومة الصراع بين اليمنيين تحت عناوين وشعارات ومختلفة، وهم يتفرّغون لنهب خيرات وثروات اليمن.
ندرك تمامَ الإدراك أن القبائل في مأرب تعي جيِّدًا أين تقف، وأن دورَها سيكون دوراً مشرفاً، وقد بدأنا نلمسُ مؤشراته وآثارَه الإيجابية، وحديثنا هنا هو من باب التذكير في حضرة العارفين لمزيد من اليقظة والحذر.