النباء اليقين

تل أبيب: السيسي كنز إسرائيل الإستراتيجيّ

تل أبيب: السيسي كنز إسرائيل الإستراتيجيّ

كشف مستشرقٌ إسرائيليٌّ، له الصلات الوطيدة مع المنظومة الأمنيّة في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ التقديرات الأمنيّة الإسرائيليّة عن الوضع الميدانيّ في شبه جزيرة سيناء المصرية، تؤكِّد بأنّ الأموال المصريّة يتم إنفاقها هناك عبثًا، وكذلك يتّم إهدار الدماء فيها، وبسبب أزمة فيروس كورونا، فلن يتمكّن السياح اليهود من الوصول إلى سيناء في ظلّ الاحتفالات بالأعياد اليهودية، كما جرت العادة في كلّ عامٍ، كما نقل عن المصادر الرفيعة وواسعة الاطلاع في تل أبيب.


وأضاف المُستشرق إيهود يعاري المُختّص الإسرائيليّ في الشؤون الفلسطينية والعربية في تقريره على القناة 12 العبريّة، حيث يعمل هناك محللاً للشؤون العربيّة، أضاف قائلاً إنّ الأعياد اليهودية هذا العام تزامنت مع احتفال المصريين بالذكرى الثامنة والثلاثين لخروج آخر جنديٍّ إسرائيليٍّ من شبه جزيرة سيناء، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه بحسب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، المعروفة باسم اتفاقية كامب ديفيد، فعلى الرغم من أنّ هذه الاحتفالات المصرية هذا العام طغى عليها أجواء مريرة، تمثلت بشكوك متزايدة حول مدى السيطرة الأمنية والسياسية على سيناء، كما نقل عن المسؤولين الإسرائيليين الكبار في المُستوى الأمنيّ والعسكريّ.


بالإضافة إلى ذلك، لفت المُستشرق يعاري، الذي يعمل أيضًا باحثًا في مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، لفت إلى أنّ هذه الشكوك دفعت بأصوات مصرية للمطالبة بمنح محافظ سيناء صلاحيات غير محدودة، بعيدًا عن أي إجراءات بيروقراطية تعاني منها الإدارة المصرية، مما يتطلب اقتطاعًا من الموازنة المصرية العامة، طبقًا لمصادره.
وأوضح يعاري أنّ المساعي المصرية تتجّه نحو تسجيل نجاح في محاكاة نماذج سنغافورة وهونغ كونغ في سيناء، على أنْ تمنح الإدارة الجديدة في شبه الجزيرة استقلالاً شبه كامل عن السلطة المركزية في القاهرة، الممسكة بالعلاقات الخارجية والأمن، كما قال.


وأكّد أنّ ذلك يعني أنّ الرئيس المصريّ، المُشير عبد الفتاح السيسي، والذي بحسبه أوصل العلاقات المصريّة-الإسرائيليّة إلى الذروة، فشل بخطته لتطوير سيناء، ولا يستطيع جيشه توجيه ضربة قاضية، مما دفع بصدور ردود فعل غاضبة في أوساط المصريين، جعلت أجهزة الأمن المصرية تصدر تحذيرًا تجاه أصحاب هذه الدعوات التي تعدّ مناهضة للنظام، لأنّها شكلّت تجاوزًا ضدًه، الأمر الذي جعل الرئيس المصري يتدّخل بشكلٍ شخصيٍّ ويدخل إلى المشهد، والزعم أنّه يأخذ تلك الدعوات بعين الاعتبار عند معالجته لملف سيناء، كما قال المُستشرق الإسرائيليّ.
وأوضح يعاري نقلاً عن المصادر ذاتها، أنّ المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيليّة تفيد بأنّ السيسي بعكس مبارك، ينفق أموالاً طائلةً في سيناء لتوفير فرص عمل تبعد أهالي شبه الجزيرة عن تنظيم الإرهابيّ المُسّمى بـ”الدولة الإسلاميّة”، رغم أنّ السيسي ذاته يشكو أنّ رجال الأعمال المصريين يترددون في الاستثمار في سيناء، مع أنّ المصادر الحكومية المصرية تتحدث أنّ السنوات الخمس الأخيرة شهدت إهدار ما لا يقل عن ثلاثين مليار دولار، خاصة في إقامة الطرق العامة والبنى التحتية، لكن المعطيات التي تتحدث عن الفساد باتت أكبر من أن تخطئها العين، وفقًا لأقوال المستشرق الإسرائيليّ.


وخلُص المستشرق إلى القول إنّ زيادة عديد القوات المسلحة المصرية في سيناء بموافقة إسرائيل، يزيد من غضب القبائل البدوية في شبه الجزيرة، والنتيجة أنّ تنظيم “الدولة الإسلاميّة” الإرهابيّ يواصِل ضرباته هناك من خلال مهاجمة المركبات العسكرية، في حين أنّ صور الجنود القتلى المصريين المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعيّ، تتزامن مع مشاهد القصف الجويّ المصريّ، التي لا تستطيع أنْ توقف هذه الهجمات الدامية، كما قال يعاري.
جديرٌ بالذكر أنّ موقع (YNET) العبريّ كان أشاد بنجاح السيسي في تدمير 95 بالمائة من الأنفاق التي تربط قطاع غزة بمصر، مؤكدًا على كون الحرب التي يشنها الجيش المصري ضدّ الجهاديين وحماس تتم وسط تعاون وتنسيق قويّ مع إسرائيل، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ السيسي يقلد سلوك مبارك تجاه إسرائيل، حيث كان مبارك يرفض زيارة إسرائيل، لكنّه في المقابل كان يحافظ على علاقاتٍ وثيقةٍ وقويّةٍ معها في الخفاء، خصوصًا على مستوى التعاون والتنسيق الأمنيّ، كما قال الموقع نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب.

رأي اليوم- من زهير أندراوس