النباء اليقين

فوانيس رمضان وفشافيش كورونا

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح علي البنوس

عمليات تعقيم متواصلة للأسواق التجارية الكبيرة بالعاصمة صنعاء والتي تشهد حالة من الازدحام الشديد بسبب الإقبال الكبير من قبل المواطنين على شراء حاجياتهم ومتطلباتهم الرمضانية، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية المتبعة من قبل اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة، وهي خطوات إيجابية وخصوصا بعد الحديث عن ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا في حضرموت وعدن وتعز، تندرج في سياق الحرص على سلامة المواطنين وتعقيم الأماكن الأكثر ازدحاما والتي هي الأكثر عرضة لانتشار هذا الفيروس في حال وجود أشخاص مصابين به.

والمفترض أن خطوات كهذه يجب أن تحظى بالتفاعل الإيجابي من قبل الشارع اليمني ، وعبر منصات التواصل الاجتماعي لنعكس وعينا ورقينا ومدى تفهمنا لهذه الإجراءات الاحترازية التي تصب في مصلحتنا ، والتي لا تعني بالضرورة اكتشاف حالات مصابة بهذا الفيروس الخطير ، ونجعل من ذلك مادة لترويج الشائعات والأكاذيب وتخويف وإرهاب المواطنين والحديث عن ظهور حالات مصابة ، وفتح الباب على مصراعيه أمام الشائعات ، و( هات يا خرط) و ( هات يا هلس) ، هذا يقول اكتشفوا حالة في باب السلام والآن اغلقوا السوق بالكامل وبدأوا بالتعقيم ، وآخر يقول اكتشفوا ثلاث حالات في سوق الملح والآن ( الدنيا مقلوبة) وفرق الطوارئ والتعقيم التابعة لوزارة الصحة تقوم بالتعقيم ، والسلطات الأمنية تغلق باب اليمن ، وثالث يقول بأن صاحب محل في شارع هائل مصاب بالفيروس وأن السلطات أغلقت الشارع وفرضت حالة منع التجوال فيه ، ورابع يقول بأنه تم اكتشاف حالات عديدة في الأصبحي وأن هنالك توجهات لإغلاق الشارع وخصوصا المولات الكبيرة التي يكتظ فيها المتسوقون من الجنسين وخصوصا خلال شهر رمضان وموسم العيد ، وهناك من يذهبون إلى الاستعانة بشهود عيان من أقاربهم لتمرير وتسويق أكاذيبهم ( وفشفشاتهم الكورونية) التي تنتشر في أوساطنا بشكل غير مسبوق.

وأمام كل هذه المعطيات ينبغي أن نعي وندرك خطورة المرحلة ، ونتعامل مع الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة كورونا بمسؤولية بمنأى عن الكذب والترويج للشائعات والأراجيف ، ونعي بأن الدولة حريصة على عدم انتشار هذا الفيروس ، وليس من مصلحتها التستّر على أي حالات قد تظهر حاملة للفيروس ، وفي حال لا سمح الله وظهرت حالات مصابة ، سيتم الإعلان عنها من قبل وزارة الصحة واللجنة العليا لمكافحة الأوبئة وهذه مسألة طبيعية ومنطقية ، ولا يحتاج الأمر إلى ترويج للشائعات ، وتسويق للأكاذيب ، التي تخلق حالة من التهويل والذعر في أوساط المواطنين.

بالمختصر المفيد، فيروس كورونا وباء فتَّاك ، التعامل معه يجب أن يكون على أعلى مستويات الوعي والثقافة الصحية والحذر والحيطة والالتزام بالإجراءات الاحترازية الكفيلة بمحاصرة هذا الوباء والحد من انتشاره في بلادنا ، يجب أن نكون عند مستوى المسؤولية وخصوصا خلال شهر رمضان وأن نكون على أتم الجهوزية للتعامل مع أي تعليمات قد تصدر عن السلطات الرسمية في سياق الإجراءات الاحترازية ، فالهدف والغاية والمصلحة هي أن تظل بلادنا خالية من هذا الفيروس ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.

صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً وإفطاراً شهياً وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.