ضاحي خلفان يدعو إلى استِخدام مُصطلح “الصديق” الإسرائيلي بدل “العدو”
تتسارع خطوات الإمارات نحو التّطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فلم يكَد النّشطاء يتفاعلون مع افتتاح المطعم الإسرائيلي على أراضيها، حتى فجعهم ضاحي خلفان نائب قائد شرطة دبي، بتغريدةٍ صادمةٍ، وببضعة كلمات، كانت كفيلةً لشرح المشهد الخليجي، وعلاقاته الودودة مع الدولة العبريّة.
خلفان، خرج على مُتابعيه، بتغريدةٍ على حسابه في “تويتر”، ودعاهم بكُل بساطة إلى استخدام مُصطلح “الصديق الإسرائيلي”، بدل “العدو الإسرائيلي”، وقال استخدموا الصديق الإسرائيلي، بدل العدو الإسرائيلي، وتساءل “شو المشكلة”.
ولم يكتف خلفان، والمعروف بتغريداته المُثيرة للجدل، بالدعوة المُستفزّة للنشطاء تلك، بل تحدّث في سلسلة تغريدات عن رؤية سلام السعوديّة والإمارات مع إسرائيل، وضرورة المُصالحة الخليجيّة مع الأخيرة، فيما واصل هُجومه على قطر.
وتأتي تغريدة خلفان، في توقيتٍ حسّاس، تتّجه فيه إسرائيل، لضم أراضي الضفّة الغربيّة، وغور الأردن، وبعد تطبيع درامي، قدّمه الإعلام السعودي، في مُسلسليّ “أم هارون”، و”مخرج 7″، وهو ما قد يضع الإمارات في وجه عاصفة انتقادات عربيّة شعبيّة أيضاً، فيما تتعرّض العربيّة السعوديّة بالفِعل لحملات تخوين وهُجوم، على خلفيّة مواقف تطبيعيّة دراميّة وإعلاميّة، لا يزال الموقف الرسمي من مُباركتها الواضحة غامضاً.
عدم الاعتراف بإسرائيل كذلك بحسب خلفان، حاجة لا معنى لها، وهي دولة وفق توصيفه قائمةٌ على العلم والازدهار، والروابط الوثيقة بكل دول العالم المُتقدّم، وهاجم خلفان من لا يعترفون بإسرائيل ومكانتها العلميّة، بالقول: “من أنتم؟”، وأضاف: هل اليهود أصلاً من هاواي؟.
وتعمّد خلفان كما يرصد مُتابعون، توجيه سِهام الإحباط، وبث روح الهزيمة، والانبطاح على حسابه، حين أشار إلى أنّ “فِلسطين أصلاً كلّها مع اليهود، ما بقي منها شي يحرز”، وهي دعوة صريحة منه للعرب والمُسلمين، للتخلّي عمّا تبقّى منها، ضمن قُبول صفقة القرن، والتي يتردّد أنّ بلاده تُوافق على بُنودها، رغم اختلاف الموقف الرسمي الإماراتي، والذي لا يزال يرفض الضّم.
ولكن الإمارات أيضاً وفق مُعلّقين، سجّلت موقفاً رسميّاً مُشوّشاً، حين فاجأ سفيرها يوسف العتيبة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الرافضين لصفقة القرن، حين حضر مُؤتمر إعلانها، وجعل القدس عاصمة مُوحّدة للاحتلال الإسرائيلي، ومنحها لليهود من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبالرّغم من الروح الانهزاميّة التي حاول خلفان الإيحاء بها، من خلال تسليمه بسُقوط فلسطين بيد اليهود، وقوله بأنّه لم يبق منها شيء “محرز”، توجّهت له انتقادات واسعة، اتّهمته بالتطبيع، وبيع فلسطين، فيما تمسّك آخرون بالحق التاريخي لفلسطين، حتى لو تبقّى منها شجرة زيتون، وأكّد ثالثهم على عدم الاعتراف بإسرائيل، وتوصية الأبناء والأحفاد بذلك.
وفيما تنحدر بعض دول الخليج، إلى قاع القاع في مُستوى التطبيع، والتغنّي بإيجابيّات إسرائيل، ووجوب التّعايش معها، تنجح إيران في كسب المزيد من الجماهير العربيّة والإسلاميّة بدليل تأييد بعض تلك الجماهير لها، بإصرارها على السّير في نهج المُقاومة، والاستفزاز للدولة العبريّة، حين تستهدفها سيبيريّاً، وإلكترونيّاً، وتبث روح العزيمة لتحرير فلسطين، وتبنّي نهج الصلاة في القدس، بحضرة قادة المُقاومة، وعلى رأسهم أمين عام حزب الله اللبناني السيّد حسن نصر الله، والذي لا يزال يُبشّر بقرب التحرير، والصلاة في حضرة مُقدّسات فلسطين بعد تحريرها.
“رأي اليوم” خالد الجيوسي