فضائيات العمالة والخيانة والارتزاق
الهدهد / مقالات
عبدالفتاح البنوس
مطامع ومشاريع المحتل السعودي والإماراتي في اليمن وعلى وجه التحديد في المحافظات الجنوبية والمناطق الساحلية لم تعد بخافية على أحد ، بعد أن سقطت شماعة الشرعية وبدأ السعودي والإماراتي يلعبان على المكشوف ، بعد أن انكشف المستور وتجلت الحقائق بكل وضوح حول الأهداف الحقيقية من وراء التواجد والتدخل السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية..
السعودية والإمارات تتنافسان للحصول على نصيب الأسد من الكعكة الجنوبية المغرية التي يسيل لها لعابهما ولا تترددا في القيام بسلسلة من الخطوات والإجراءات الاستعمارية الاستغلالية من خلال التواجد العسكري لقواتهما ، أو من خلال تشكيلهما مليشيات مسلحة من المرتزقة الجنوبيين موالية لهما ، وتقدمان لهم الدعم المادي والعسكري السعودية شكلت لها ما يسمى بقوات النخبة ، والإمارات شكلت لها ما يسمى بقوات الحزام الأمني والتي تحولت إلى قوات المجلس الانتقالي ، ليبدأ بعد ذلك صراع النفوذ والمصالح السعودي الإماراتي في الجنوب اليمني بأدوات يمنية باتت رهينة لسياساتهما ومنفذة لأجندتهما التي تستهدف الجنوب خاصة واليمن عامة ،وما هو حاصل اليوم في الجنوب من مواجهات مسلحة ، وسباق تسلح وحالة توتر بين المليشيات الموالية للسعودية والمليشيات الموالية للإمارات يعد نتاجا للمؤامرات السعودية الإماراتية تجاه الجنوب والمطامع التي يسعون للحصول عليها..
ومن أجل ترويض المجتمع ، والعمل على تهيئة الشارع الجنوبي للقبول بالاحتلال والتسليم به والتعايش معه ، وتلميع وتحسين صورة الغازين السعودي والإماراتي وللتغطية على مشاريعهما الاستعمارية النفعية الاستغلالية ، وتقديمهما في صورة المنقذ للجنوب والجنوبيين ذهبت السعودية والإمارات للتأسيس لخطاب إعلامي داعم ومروج لهما ولمشاريعهما في المحافظات الجنوبية والشرقية من خلال إطلاق قنوات فضائية ممولة منهما ، وتخضع لإشرافهما وإدارتهما ، قنوات فضائية بمسميات يمنية تضم بعض الإعلاميين اليمنيين الموالين لهما والمتماهين مع مشاريعهما ومؤامراتهما..
حيث تتنافسان على إطلاق قنوات فضائية تعمل لحسابهما ، وتتبنى وجهات نظرهما ، فضائيات يمنية الاسم ، سعودية وإماراتية المضامين والسياسة الإعلامية والخطاب الإعلامي ، تنخر في الجسد اليمني ، وتسيئ إلى الهوية اليمنية ، القائمة على العزة والكرامة والنخوة والسمو والرفعة ، فضائيات تثني على الغزاة والمحتلين وتمجدهم وتعلي من شأنهم وتدافع عنهم وعن جرائمهم ، وتعمل على تجميل قبحهم ، وتحسين صورتهم القبيحة ، وتمرير مشاريعهم التآمرية ، ومن هذه الفضائيات (الغد المشرق ، الشرعية ، المهرة ، المهرية، حضرموت ، عدن ، واليمن السعودية ، واليمن اليوم الإماراتية ) وغيرها من القنوات التي ما تزال بصدد استكمال التجهيزات لإطلاقها ، للقيام بذات المهمة ، وذات الرسالة التي تخدم السعودية والإمارات والتي من شأنها رفع أسهمهما في الجنوب..
الفضائيات الممولة من السعودية تعمل على تلميع السعودية ، وتقديمها للمواطن الجنوبي على أنها سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ، ولا تتردد في مهاجمة الإمارات وغيرها من الدول عندما يطلبُ منها الممول السعودي ذلك ، وفي المقابل تعمل الفضائيات الممولة من الإمارات على تلميع الإمارات ومهاجمة السعودية وغيرها من الدول متى ما طلب منها الممول الإماراتي ذلك، ولا تدخر هذه القنوات أي جهد في الدفاع عن مموليها، ولو كان ذلك على حساب الجنوب أو حتى المحافظة التي تحمل اسمها ، ولا غرابة فالعمالة والارتزاق تقتضي ذلك عند هؤلاء الخونة العملاء الأجراء..
كما فشلت السعودية والإمارات سياسيا وعسكريا واقتصاديا في الهيمنة والسيطرة على المحافظات الجنوبية والشرقية ، رغم كل الأموال التي أنفقتاها ، والدعم الذي قدمتاه ، فإن الفشل سيكون حليفهما في الجانب الإعلامي ، ولا يمكن للقنوات الفضائية العميلة والموالية لها التي تحمل مسميات يمنية أن تزيف الحقيقة ، وتؤثر في قناعات أحرار وشرفاء الجنوب تجاههما ، فالجنوب لن يكون فريسة للغزاة والمحتلين ، ولا يمكن القبول بالوصاية والتبعية السعودية والإماراتية والاحتلال السعودي والإماراتي ، ولا بمشاريعهما الاستغلالية على الإطلاق ، فالحرية والاستقلال لا يشتريان بكل أموال السعودية والإمارات .