الشعار سلاح وموقف وثقافة
الهدهد / مقالات
عبدالفتاح علي البنوس
من أجل منع ترديده في المساجد وفي المناسبات والمهرجانات ومنع طباعته على الجدران وللحيلولة دون نشره في أوساط المجتمع اليمني ، وتثقيف الناس بثقافته المستقاة من القرآن الكريم ، شنَّت السلطة الحاكمة في 18يونيو من العام 2004م الحرب على أبناء محافظة صعدة بتوجيهات وأوامر أمريكية وتمويل سعودي ، لمنع شعار الصرخة ، شعار “الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام”، والذي أزعج الأمريكان والصهاينة وأذنابهم في المنطقة ، ودفع بهم لجر السلطة الحاكمة في اليمن لشن الحروب الست على محافظة صعدة والتي انتهت في 23 فبراير 2010م مخلفة حالة من الخراب والدمار، علاوة على الشهداء الذين سقطوا من المواطنين والمجاهدين ، والضحايا المغرر بهم من أبناء القوات المسلحة الذين زجَّت بهم السلطة الظالمة في حروبها الظالمة على محافظة صعدة ، بعد أن أصدر علماء السلطة آنذاك الفتاوى بوجوب قتال المجاهدين الذين يرفعون شعار البراءة ، وساقوا في حقهم الكثير من الأكاذيب والإفتراءات والإدعاءات الباطلة لشرعنة وتبرير الحروب الهمجية التي شكَّلت وصمة عار في حق السلطة التي ظلت تتشدق باسم القضية الفلسطينية وتتغنى وتزايد بها في القمم العربية ، لتظهر على حقيقتها من خلال حروبها الست على صعدة ومعاداتها لشعار الصرخة ، إرضاء لأمريكا وإسرائيل ونزولا عند الرغبة السعودية .
واليوم ونحن في سياق أسبوع الصرخة لهذا العام ، نتذكر كيف تسببت حماقة السلطة في تعاملها مع الشهيد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي وأنصاره فيما يتعلق بالشعار والمسيرة القرآنية وسعيها لمنع ترديدها في صعدة ، في انتشار الشعار وتمدد المسيرة القرآنية ، لتعم الوطن وتتجاوز الحدود ليصل صداها إلى العالم ، وهي مشيئة الله التي اقتضت ارتقاء السيد المؤسس حسين بدرالدين الحوثي شهيدا بعد أن بذر البذرة ووضع مداميك المسيرة القرآنية ، والتي حمل لواءها خلفا له السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، فكان لها الربان الماهر والقائد الحكيم الذي تجاوز كافة الأعاصير والزوابع ، وتغلب على كافة العقبات والعراقيل ، ونجح بتأييد الله وتوفيقه في قيادة المسيرة بكل كفاءة واقتدار ، المسيرة التي تصدرت المشهد السياسي اليمني عقب ثورة 21سبتمبر وباتت سفينة النجاة لليمنيين من مخاطر الغرق والهلاك في مستنقع الوصاية والعمالة والانبطاح والارتزاق ، وغدت الصرخة شعارا للحرية والانعتاق من براثن الخيانة والارتهان لمشروع الهيمنة الأمريكية والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
اليوم ينزعج اليهود والأمريكان من الشعار ومن المسيرة وقائدها وأنصارها ، لأنهم يدركون جيدا ماهية المنهج والثقافة القرآنية التي يؤمنون بها ، والفكر النيِّر الذي يتحلون به ، وما يترتب على وعيهم وبصيرتهم بما يدور حولهم ، ورؤيتهم للأحداث وتعاملهم معها من منظور قرآني ، يفضحهم ويفضح مشاريعهم ومؤامراتهم ويظهرهم على حقيقتهم ويكشف مخططاتهم التدميرية التي تستهدف الإسلام والمسلمين ، وتترصد بالمقدسات الإسلامية في بلاد الحرمين الشريفين وفي فلسطين.
الأمريكي يدرك جيدا أننا عندما نصرخ بـ”الموت لأمريكا” فإننا لا نستهدف الشعب الأمريكي، ولكننا نستهدف السياسة الأمريكية ، سياسة الإجرام والتوحش ، والغطرسة والاستبداد ، والهيمنة والاستعباد ، والاستعمار والاستغلال والسيطرة على الموارد والثروات، وبسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط والهيمنة على كافة المنافذ البحرية والمواقع الاستراتيجية فيها ، وتبني سياسة عدائية تجاه الإسلام والمسلمين، خدمة لليهود والصهيونية العالمية والكيان الإسرائيلي ، ولو غيَّرت أمريكا سياستها تجاه الإسلام والمسلمين ، لما هتفنا بالموت لها ، أما ما يتعلق بـ”الموت لإسرائيل” فالعداء لإسرائيل من صميم الدين ، فهي كيان غاصب محتل لدولة عربية مسلمة تحتضن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ولا مقام لها على أرض فلسطين، وسنظل نصرخ بالموت لها حتى تتحرر فلسطين وتتطهر من دنس اليهود ورجسهم.
بالمختصر المفيد، الشعار سلاح للمؤمنين في مواجهة الطغاة والمستكبرين وفي طليعتهم أمريكا وإسرائيل وأذنابهما من السعوديين والإماراتيين والبحرينيين ومن دار في فلكهم من الخونة العملاء الغارقين في مستنقع التصهين واليهودة والتطبيع مع الكيان الصهيوني ، الذي يبحث عن اعتراف عربي بدولته من خلال ما يسمى بصفقة القرن ، وهو موقف إيماني يعبِّر عن الثوابت الدينية والإيمانية التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم يرى ويسمع ما تقوم به أمريكا وإسرائيل من جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، تجعل من العداء لهما ضرورة حتمية لا بد منها ، ليعرف العالم حقيقتهما ، وضرورة التحصن بالوعي والبصيرة لمواجهة مشاريعهما ومخططاتهما التي تستهدف الأمة في دينها وقيمها ومبادئها وثقافتها وأخلاقها ، بهدف القضاء على كل ما هو جميل فيها.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.