عملية الردع الرابعة… أوقفوا عدوانكم وإلا فإن القادم أشد تنكيلا…
قال المولى عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) صدق الله العظيم، وتحقيقاً لوعود الله في كتابه المُبين بنصرة المستضعفين، وتسليماً من الصامدين والصادقين لوعود القيادة الربانية في الدفاع عن الدين الإسلامي، والتصدي لاحتلال الأرض وهتك العرص ونهب الثروات، ودفاعاً عن القضية الأولى والمركزية للأمة، نفذت قوات الجيش واللجان الشعبية -بعون الله- عملية توازن الردع الرابعة، والتي استهدفت مواقع حسَّاسة في عمق العدو السعودي، من خلال هجمات ناجحة لدفعة من الطائرات المسيَّرة والصواريخ الباليستية يمنية الصنع.
حجم الهجوم ونوعية الأهداف:
دفعة من الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة ضمن “عملية توازن الردع الرابعة”، التي تعد العملية الأكبر من حيث حجم الهجوم ونوعية الأهداف، ضربت بنجاح العمق السعودي، واستهدفت عدداً من المواقع الحسَّاسة أهمها: وزارة الدفاع السعودية، ومقر الاستخبارات الرئيسية، وقاعدة الملك سلمان في الرياض، وأهدافًا أخرى في جيزان ونجران، حيث صرح المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد يحيى سريع عن مشاركة صاروخ مجنح جديد في هذه العملية وسيتم الاعلان عنه في وقت قريب.
ونجحت عملية توازن الردع الرابعة في ضرب العدو في اتجاهات عديدة، حيث انتقلت من نطاق الأهداف الاقتصادية الحيوية إلى نطاق الأهداف العسكرية والاستخباراتية، بما يُشير ويؤكد بأن القوة والردع لابد أن تكون -بتأييد الله- بحوزة الطرف المظلوم والمُعتدى عليه، والحائز للتأييد الآلهي، والذي يمتلك الشرعية الحقيقية للدفاع عن نفسه وأرضة.
عذاب الله للظالمين بأيدي جنوده:
يمكن القول إنه طالما يتواصل صلف العدوان وتعنته المستمر والمتصاعد، ما يزال الجيش ولجانه الشعبية يحددون مسارات الضربات المسددة والناجعة ودقيقة الأهداف وفرض معادلات ردع مؤلمة لجهة العدو المتغطرس ستنتزع بلا شك الحقوق الانسانية والسيادية لليمن وشعبه المظلوم والصابر، ولسان حاله يقول “لن تلوى ذراع تمتلك مقومات الردع وحق الرد المشروع”، وبفضل الله وعونه ماتزال تلك اليد مستمرة في تنمية وتطوير قدراتها الدفاعية والحربية كماً ونوعاً.
وفي ظل الفشل الذريع لمنظومات الدفاع الحديثة الأمريكية منها والأوروبية في التصدي لهجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة في العمق السعودي، قد يتساءل البعض عن السر وراء فشل تلك المنظومات ولا يعرف أن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي قصفت عمق كيان العدو وقودها دماء الشهداء، وأشلاء الأطفال والنساء، وآهات الجرحى والمرضى، ومعاناة الأسرى، وصراخ وابتهالات الجوعى، فكان لها بأس شديد من الله على الظالمين والمستكبرين، وعذَّب الله بها أعداءه بأيدي جنوده الربانيين، فشفى بها صدور قومٍ مؤمنين.
رسائل متعددة:
تشير المعطيات على الميدان أن ما تم إرساله إلى عمق اراضي العدو ضمن عملية توازن الردع الرابعة كان مجرد رسالة بسيطة، بخصوص موضوع القرصنة على النفط والمواد الغذائية، حيث تأتي هذه العملية في إطار الرد المشروع على جرائم تحالف العدوان وحصاره المتعمد، ومنع دخول المشتقات النفطية، واختلاق ازمة خانقة تزيد من معاناة مواجهة جائحة كورونا.
وكذلك تقديم رسالة مزدوجة لطيران العدو ومبعوث الأمم المتحدة أن الرد الحقيقي والمؤلم لم يبدأ بعد، في ظل الوعود التي طالما توعدت قيادة الثورة الحكيمة باتخاذها مالم يتم ايقاف العدوان وفك الحصار على الشعب اليمني، لاسيما وأن رسالة عملية الردع القوية هذه، ومن قبلها في الأيام السابقة لها معاني عدة، وتحمل في طياتها رسائل متنوعة، وستتكرر -بعون من الله- حتى تجعل النظام السعودي ومن خلفه أسياده في واشنطن وتل ابيب يهرولون وهم خاضعين أذلة في وقف العدوان والحصار الجائر على الشعب اليمني اولي البأس الشديد.
هذا بالإضافة إلى أن عملية توازن الردع الرابعة ليست إلا رداً واضحاً على انحياز الأمم المتحدة الواضح لقوى تحالف العدوان، لعل أخر ذلك قرار هذه المنظمة الأممية الجائر والمنحاز بفعل المال المُدنس بشطب النظام السعودي من قائمة العار (اللائحة السوداء) التي تضم في صفحاتها أسماء مجرمي الحرب، ومرتكبي الجرائم والمجازر الوحشية بحق الشعوب في العالم، إذ تؤكد هذه العملية بأن الشعب اليمني سينتزع حقوقه المشروعة، وسيحرر أرضه مهما كان الثمن غالياً.
تخبط النظام السعودي:
من الملاحظ إن النظام السعودي ومن خلال متابعة وسائل إعلامه يتضح للقاصي والداني أنه ما يزال مصراً على التخبط، فتارةٍ تنشر وسائل إعلامه الرسمية أخبار الانفجارات، وتارة أخرى تحذر المواطنين من النشر عن هذه الهجمات، ليتضح بجلاء أنه الآن كما يبدو لا يريد أن يكشف عن حجم الخسائر الحقيقية والفادحة التي لحقت به، وإنما يريد أن يستمر في خداع شعبه المغلوب على أمرة تارة، وكسب تعاطف المجتمع الدولي تارة أخرى.
وفي الختام، يمكن القول ان عملية توازن الردع الرابعة لن تكون الاخيرة، فقد سبقتها الأولى والثانية والثالثة ومازال تعنت قوى العدوان مستمراً، وكلما استمرت قوى العدوان في تعنتها فلن تجد أمامها إلا عمليات توازن للردع، خامسة وسادسة، وسابعة، ستكون بعونٍ من الله أشد تنكيلاً وتختلف في طبيعة المهمة ونوعية الأهداف التي قد تتضمنها داخل العمق السعودي، وتؤكد بأن القادم أعظم بإذن الله، وما على مهفوف النظام السعودي سوى أن يستمر في خداع الشعب السعودي (المغلوب على أمره) في جانب تطوير الدهانات المضادة للصواريخ البالستية؛ لعل وعسى أن يؤدي ذلك الخداع إلى امتصاص تأثيرات عمليات الردع، واقناع الشعب السعودي بجدوى أعماله الساذجة في مواجهة عمليات الرد المشروعة للجيش اليمني ولجانه الشعبية، إلا أن الوقت ما يزال مناسباً لإن يعِّي المفهوف جيداً بأنه أمام خيار وحيد هو العودة لجادة صوابه، وأن يحصد ثمار طيشه وغطرسته وصلفه وإجرامه، ويسارع في إيقاف عدوانه وجرائمه على شعب الإيمان والحكمة.
ولك الحمد يا الله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك