السفن المحتجزة وغريفيث والحوثي
الهدهد / مقالات
عبدالفتاح علي البنوس
في الوقت الذي دق وزير الصحة الدكتور طه المتوكل ناقوس الخطر الذي يتهدد القطاع الصحي والآثار الكارثية المترتبة على حياة الكثير من المرضى الذين باتت حياتهم مهددة بالخطر جراء دخول أزمة المشتقات النفطية مرحلة الخطر، نتيجة استمرار تحالف العدوان في احتجاز السفن المحملة بالبترول والديزل والمازوت والغاز المنزلي ورفضه دخولها إلى ميناء الحديدة رغم حصولها على التصاريح الرسمية بالعبور بعد إخضاعها للتفتيش من قبل الأمم المتحدة.
تزداد أزمة المشتقات النفطية شدة ومعها تتزايد معاناة المواطنين وتتفاقم أوضاعهم ويبدو الموقف الأممي المتخاذل والغير متزن من قبل الأمم المتحدة سبباً جوهرياً يدفع بتحالف العدوان لمواصلة احتجاز السفن، وإطالة أمد الأزمة، والمقايضة على وضع نهاية مؤقتة لها، مقابل الحصول على تنازلات من قبل السلطة في صنعاء التي سبق لها وأن أعلنت رفضها لكافة أشكال الإبتزاز التي يمارسها تحالف العدوان بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وأكدت على أن لا مساومة على إدخال المساعدات الإغاثية والسماح للسفن المحملة بالمشتقات النفطية، ولا يمكن التنازل عن الثوابت الوطنية، والتنكر لتضحيات الشهداء الأبرار ومعاناة الجرحى والأسرى وتداعيات العدوان والحصار على السواد الأعظم من أبناء شعبنا على مدى أكثر من خمس سنوات .
بالأمس غرد المبعوث الأممي مارتن غريفيث على تويتر بتغريدة مشبعة بالمغالطة والتدليس قال فيها ( أناشد حكومة اليمن وأنصار الله المشاركة بشكل بناء وسريع في سعيي للسماح للسفن بالدخول إلى ميناء الحديدة واستخدام الإيرادات لدعم رواتب موظفي القطاع العام، ومن الضروري إيجاد حل يعلي مصالح الشعب اليمني ) تغريدة غير دقيقة ساوى فيها بين الجلاد والضحية، فهو يدرك جيدا أن من يحتجز السفن هي بوارج العدوان، ويدرك مبادرة قائد الثورة بشأن تحييد إيرادات ميناء الحديدة وتوريدها في حساب خاص بالمرتبات لدى البنك المركزي بالحديدة والتي لم يتعامل معها الطرف الآخر، رغم موافقة المجلس السياسي الأعلى على أن تشرف الأمم المتحدة على عملية صرف المرتبات ومتابعة الإيرادات من ميناء الحديدة وبقية الموانئ والمنافذ، إلا أن التعنت من قبل تحالف العدوان وحكومة المرتزقة حال دون حل مشكلة المرتبات وسط حالة عجز أممية عن إقناع التحالف والمرتزقة بالتعاطي بمسؤولية مع ملف المرتبات والأسرى وغيرها من الملفات التي قدمت سلطة صنعاء تنازلات عديدة من أجل إنجاحها دون فائدة .
الأستاذ محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى رد في تغريدة له على المبعوث الأممي وخاطبه قائلاً: ( نقول للمبعوث أبواب ميناء الحديدة مفتوحة والسفن المحاصرة حاصلة على تصاريح من لديكم ومن يمنع دخول السفن بحرية العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي، ومناشدة من لا يحاصر هفوة في غير محلها، وعليك بدلا من المناشدة التواصل بالخارجية الأمريكية والحديث معها فهي من تملك الصلاحيات ) كلام واضح وصريح، وتوصيف دقيق لما هو حاصل، وعلى غريفيث أن يتعامل مع القضية بمسؤولية ويغادر مربع المداهنة والتدليس، فالوضع خطير ويزداد خطورة مع مرور الأيام في ظل استمرار احتجاز السفن .
بالمختصر المفيد العدوان والمرتزقة يحاولون تعطيل ميناء الحديدة وتحويل الحركة الملاحية إلى ميناء عدن، بغية التحكم بمصير وحياة الشعب اليمني، والعمل على سحب ما تبقى من عملة قانونية وإجبار حكومة الإنقاذ على التعامل بالعملة الغير قانونية، والأمم المتحدة تتماهى معهم في هذا الأمر، رغم أنهم جميعا يدركون بأن ميناء عدن والأوضاع في الجنوب غير ملائمة ومشجعة للنشاط الملاحي، بخلاف ما عليه الأمر بميناء الحديدة والأوضاع في المحافظات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي، ولكنهم يحاولون ابتزاز القيادة الثورية والسياسية والضغط عليها من أجل إيقاف التقدم صوب مارب، وهي محاولات فاشلة بائسة، وعلى غريفيث أن يلتقط الفرصة ويدفع بجدية نحو إنهاء قرصنة التحالف على السفن المحملة بالمشتقات النفطية، بمخاطبة اللاعب الأمريكي الذي يمتلك قرار السماح لها بالمرور وإيقاف العدوان وإنهاء الحصار .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .