مأرب اليوم من أهمية التطهير إلى وجوبه السريع
بقلم/ منير الشامي
لا شك في أن “المرتزِقة” -والإخوان أولهم- هم العاملُ الرئيسيُّ والجوهري الذي يعتمدُ عليه تحالفُ العدوان في استمرار عدوانه، فهم ورقتُه الرابحةُ ووسيلته، وهم كرته الرابح وأدواته، وهم العصبُ المحرِّكُ لاستمراره، وهم أَيْـضاً حطبُه ووقودُه، وبدونهم تحالف العدوان لا يساوي شيئاً، فترسانته بغيرهم لا تضر، وثرواته مهما عَظُمَت لا يمكن أن تملكَه جيشاً يُعتمَدُ عليه حتى ولو أنفقها جميعاً.
جيوشُه لا تنفع، وترسانته بأيديهم لا تفجع، فهم من ورق وهي من نار وحديد، وكيف لورق أن يمسك ما تشعله شرارة منها، وكيف لضعيف لينا أن يحمل حديداً صلباً، فلا جيوشه أهلاً لترسانته ولا ترسانته أهلاً لها.. يسمونهم جيوشاً ولا يجيدون من مهام المعارك إلا الفرار!!
وإذا كان نظاما الرياض ودبي المجرمَين يعلمان هذه الحقائق علمَ اليقين فهل من الممكن أن يقرّرا مواجهتَنا عسكريًّا بجيش لا يجيد إلا الفرار؟
والجوابُ هو لا ويستحيل أن يدخلوا بجيوشهم الكرتونية في مواجهات عسكرية مباشرة، خُصُوصاً بعد ما حصدوه وشاهدوه خلال أكثرَ من خمسة أعوام من المواجهات، وهذه الحقيقة لا ينكرها أحدٌ، وهي ما تؤكّـد أن المرتزِقةَ هم العامل الرئيسي والوحيد الذي يعتمد عليه مزعوم التحالف العدواني في استمرار عدوانهم للعام السادس..، ما يعني ويؤكّـد أن نهاية الارتزاق سينعكس بوقف فوري للعدوان.
وإذا كان المرتزِقة أهم وأقوى عامل لتحالف العدوان فإن ثروات مأرب هي أهم وأقوى عامل لبقاء المرتزِقة على قيد حياة الارتزاق واستمرارهم فيها..، ما يعني أنهم إذَا خسروا مأرب فقدوا العاملَ الوحيدَ لاستمرار حياة الارتزاق، وسينتج عن ذلك موتُ الارتزاق في نفوس الغالبية منهم فورًا.
لقد ركّز نظامُ الرياض على مأرب منذ العام 2004 أَو ربما من قبلُ، فجعلها كعبةَ الإخوان، ومع بداية ثورة 11 فبراير زاد من دفعه لهم إليها، وهو من وجَه المجرم علي محسن بتجنيد عشرات الآلاف منهم وتحشيدهم إلى مأرب ووعدهم بها وبثرواتها وجعلها خالصة لمرتزِقة الإخوان وحدَهم، بعكس ثروات المحافظات الجنوبية التي ينهب الغزاةُ معظمها، وبالتالي ففقدان المرتزِقة لإيرادات مأرب يعني فقدانهم لسبب ارتزاقهم الرئيسي، خَاصَّة مع تقليص الغزاة للدعم المالي لهم، والذي وصل إلى حَــدِّ إيقاف نفقات إقامة أكابر مجرميهم من مرتزِقة الفنادق وحتى لو استمرت السعودية والإمارات بدعمهم مالياً فلن تكونَ مغريةً لاستمرارهم في الارتزاق وستكون محدودة وليس بحجم ما ينهبونه من عائدات مأرب من الغاز والنفط.
الأمر الذي يجعل تطهير مأرب ضرورةً قصوى وأمراً حتمياً.
قائد الثورة خلال الشهور الأخيرة حاول أن يستعيدَ مأربَ بطريقة سلمية، وقدّم للإخوان في مأرب مبادراتٍ عديدةً تضمن لهم العفوَ العام والبقاءَ في مناصبهم بمأرب، مقابل فتح الطرقات أمام المواطنين وإطلاق المعتقلين الذين اختطفوهم من الطرق، وإعادة الكهرباء إلى المحافظات، وإمدَادها بالمشتقات النفطية، مقابلَ إعلان عودتهم لصف الوطن وتخليهم عن تبعيتهم للعدوان ولكنهم رفضوا، ومع ذلك لم يتخذ قائد الثورة -يحفظه الله ويرعاه- القرارَ بتطهير مأرب، وقد أصبحت تحت السيطرة النارية لقواتنا الباسلة من مختلف الجهات، خَاصَّة بعد إخماد فتنة المجرم العواضي وما تمخض عنها من تقدمات باتّجاه مأرب؛ لأَنَّه يرى أن الحجّـة لم تكتمل عليهم.
وأعرضوا عن أثمن الفرص التي قُدمت لهم وعُرضت عليهم، وأبوا انتشالَهم من مستنقع الخيانة والإجرام، والعمالة والارتهان، إلى وحات العزة والكرامة، وفضاء الشرف والوطنية، وأصروا على البقاء فيه، حتى آخرِ رمق في حياتهم.
ولم يكتفوا بذلك بل اتبعوا الشيطان فأضلَّهم وأعمى أبصارهم، وأغراهم بما اعتادوا عليه من الإجرام والطغيان، وزيّن لهم أقصرَ الطرُق لرسم نهايتهم، ودفعهم ليختصروا الوقت ويكملوا على أنفسهم الحجّـة بجريمتهم البشعة التي اقترفتها أيديهم القذرة، وقلوبهم الخبيثة، في حق الشيخ محسن سبيعَان بقتله هو وإخوته وأبنائه أمام نسائهم اللاتي لم يرعوا لهن حُرمةً ولم يردعهم رادعٌ عن الاعتداء بالسلاح عليهن بعد قتل رجالهن لينهبوا أموالَهم ويحرقوا بيوتَهم بلا ذنب ولا جريرة إلا لقولهم ربنا الله.
سفكوا الدماءَ المعصومة، واعتدوا على الحرم المصانة، وأرهبوا النساء والأطفال في أقبح وأقذر جريمة، وأفظع عيب أسود في الأعراف القبَلية اليمنية، ولا غرابة فهم أهل التكفير وأرباب الإجرام، عقيدتُهم الذبح، ومِلتهم استباحة الحرم، والإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل.
وبهذه الجريمة أكملوا الحُجَّـةَ على أنفسهم، ورفعوا العصمةَ عن دمائهم، وأباحوا إزهاقَ نفوسهم، وأوجبوا الأجرَ والثوابَ لمن يقتص منهم، فما أبقوا لهم ستراً يمنع، ولا حفظوا لهم حقاً يشفع، وبتلك الدماء الطاهرة المسفوكة ظلماً وعدواناً رسموا نهايتَهم الحتمية، وحوّلوا تطهيرَها من الأهميّة إلى الوجوب.
فلينتظروا عاقبةَ جرائمهم، وطغيانهم، وخيانتهم، وما ذلك منهم ببعيد