مارب تشتكي ..!
عفاف محمد
حفرت في ملامحها الصاخبة كل صفات الفتوة والبطولة والقيم السامية .
كانت تلك العراقة والحضارة ملازمة لها منذ دهور طوال عُرف عن أهلها كل الشمائل العربية الأصيلة ، وكل الصفات الحميدة .
تفردت تلك المساحة الجغرافية بملامحها الصحرواية الصاخبة التي توحي بصفات متفردة وخصال قل نظيرها .
لم تكن قط تُرحب بالدخيل، ولم يكن أهلها في منأى عن الاستبسال ضد كل من حاول أن يتعدى حدوده على شبراً فيها .
امتاز أهلها على الدوام بسمات أصيلة من كرم وجود وشجاعة ونخوة وغيرة على الأرض والعرض.
اليوم في مأرب هناك من شذ عن كل تلك العراقة وذاك المجد التليد، هناك من لعب المال بأنفسهم الواهية، فتجردوا عن كل تلك الخصال.. !
اليوم منهم من يوالون آل سعود وال نهيان ويرضون على أرضهم الانتهاك ،تلك الأنوف الشامخة من الأصل المأربي الحر بعضها انكسر أمام الريال والدرهم ..!
هم لم يعوا أن لهم مع هذا الحوثي الرفعة وشدة البأس ،لأنه ابن بلدهم ،لأنه يحمل قيماً سامية ،لأنه يعرف كيف يدافع عن أرضه ومقدراتها .
ما حدث مع آل سبيعيان مضن للغاية ،وهو يعكس تلك الصور القبيحة التي شذت عن القبيلة اليمنية، وعلى وجه الخصوص قبيلة مأرب ذات الأسلاف، هم يبطشون بالأهالي من بني جلدتهم ليس لأجل شيء إلا لأنهم مع الحق ولأنهم ينتمون لأرضهم ويكنون لها الولاء..
اليوم مأرب الحضارة تشتكي من مثل هؤلاء الحثالة الذين تفسخت قيمهم البدوية الأصيلة وصاروا عبدة للمال، صاروا كتلة حقد على من يحمل الغيرة الحقيقية على يمن الإيمان .
أجل أولئك قد سكنهم الحقد الأعمى وصاروا يتخبطون كمن مسّه جان، أولئك قد أدمنوا المال السعودي ولأجله سيتجردون من أصلهم وقيمهم .
مأرب تئن من وجودهم ولا يشرفها بقاؤهم، مأرب العز والعراقة تتبرأ منهم ومن أفعالهم الخسيسة ،فتعساً لهم إن هم قالوا هم ينتمون لها ،هي ستلفظهم كما يلفظ البحر الجيفة ، وعلى أيدي أحرارها من لازال الدم المأربي الأصيل يجري في عروقهم .
نعم مأرب تشتكي ممن هم لاينتمون إليها بأفعالهم ،من يعربدون فيها وتحكمهم نفسياتهم المريضة ،مأرب اليوم لن تقبل وجودهم وسينتصر الخير على الشر حتما سينتصر .