ذرائع الكورونا.. والصد عن المسجد الحرام
ذرائع الكورونا.. والصد عن المسجد الحرام | الثورة نت
إبراهيم عطف الله
قال تعالى ( وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) التوبة
وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) سورة الحج- آية (25)
الحج ركن من أركان الإسلام ومن أهمها، يجتمع الحجاج في بيت الله الحرام مهللين ومكبرين الله وحده لا يخشون سواه ، يصدعون بالولاء لله ولأوليائه ويرفعون البراءة لله من أعدائه.
في كل عام يجتمع المسلمون من كل أرجاء الدول في العالم للتقرب من الله وإعلان موقفهم الديني والأساسي تجاه الكفر، أهل الشرك والنفاق، وهكذا على مدى عصرنا الإسلامي ومنذ البداية حتى العام الماضي ٢٠١٩م الموافق ١٤٤٠ه، وفريضة الحج مستمرة بالرغم من التحريف والتغيرات في المناسك والفرائض من قبل النفاق وأهله ولكنهُ كان مستمراً وركناً قائماً حتى زاد النفاق عن حده وبلغ التضليل ذروته وتطاول الكفر والشرك على أهم الأركان الإسلامية ومنعه رسمياً بقرارات خارجية لا دين لها ولا إسلام وتنفيذه بأياد سعودية محسوبة على الدين والإسلام.
من أنواع الكفر العلني ونوافذ الصد عن بيت الله الحرام، النظام السعودي وعلى رأسه خائن الحرمين الشريفين، من يسمّي نفسه خادم الحرمين الشريفين، يقوم بإغلاق الحرم المكي بوجه آلاف وملايين المسلمين ويمنع حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسكهم الدينية والأساسية في الإسلام.
بحجج واهية وبذرائع زائفة، يغلقون أبواب الإسلام بوجه أهله، ويفتحون الأبواب والقرارات أمام من ليس لديهم بيوت مقدسة ولا لهم دين ولا إسلام، هنا الغرابة والتعجب!!
لم يكتف النظام السعودي وحُكامه بالكفر المخفي والمُبطن عبر الاعتداء والظلم والاضطهاد وارتكاب المحرمات والجرائم الوحشية والبشعة بحق الأبرياء والمواطنين، وعبر التحريف والتشوية بالدين الإسلامي وأهله،، طور من أساليبه الكافرة والمتصهينة حتى وصل به الكفر إلى هذا المدى، أنهُ يُلغي ركناً من أركان الإسلام الحنيف ويمنع المسلمين من أداء مناسكهم الواجبة شرعاً وديناً، في حين أنه مكلف بحماية بيت الله الحرام وتوفير أمن الحجاج أثناء حجهم، ولكن “” حاميها حراميها “” هذا هو النظام السعودي المتصهين وزعماؤه .
ذرائع الكورونا:
بذرائع زائفة عمل النظام السعودي عليها واتخذها حُجة مُقدسة وصحيحة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد19” وخُطوة صائبة للوقاية منه، بإغلاقه الحرم المكي ومنعه أداء فريضة الحج لهذا العام باستثناء أعداد قليلة، لا نستبعد هذا الشيء لأنه احتمال كبير يكون ترامب وإدارته ونتنياهو ومليشياته ضمن هذه الأعداد.
بعين الحقيقة، بيت الله الحرام من أعظم الأماكن وأشرفها، إلى جانب الأمن والسكينة والطمأنينة والأجر والثواب التي بمجرد الطواف فيها تُزال كل الكُرب والمشاكل ويُزال كل الوباء والبلاء، وبغض النظر عن الوضع الراهن وفي ظل جائحة كورونا، فإن أداء فريضة الحج في هذا العام كان أهم أكثر من أدائها في الأعوام السابقة، ولكن النظام السعودي الصهيوني وأدواته عمل عكس ذلك .
لا يسعنا التعبير عن هذا العمل الإجرامي الكافر ولا يتيح لنا الوقت وصفه سوى أنه عمل عدواني إجرامي كافر يسلك مسلكاً صهيونياً غايتهُ القضاء على الدين الإسلامي وإبادتهُ من الوجود، فهذا ظلم وصد عن بيت الله الحرام.
فالقضية اليوم ليست شخصية أو بين دولة وأخرى وإنما قضية كل المسلمين في العالم، والمسلمون اليوم مدعوون لرفع الصوت عالياً ووضع النظام السعودي وحكامه تحت المساءلة، ونحذر من عواقب الصمت تجاه ما يقوم به النظام السعودي وأياديه الإجرامية، فشأن الحج لا يخص ذلك النظام أو تلك الدولة فقط، بل هو شأن المسلمين كافة، وكل من قصر وتنصل وتخاذل وصمت في هذا الشأن سوف يسألون أمام الله عن تفريطهم وتنصلهم وتقصيرهم في ركن من أهم أركان الإسلام، وعن صمتهم وخشيتهم من قول كلمة حق أمام سلطان جائر.
مع ذلك نحن كيمنيين أحرار وبقول الله تعالى ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ).. لا نكتفي بالتعبير والوصف لهذا العمل الإجرامي المُخل بالدين، فنحن في أتم الجهوزية والاستعداد لتحرير بيت الله الحرام وتطهير كافة مقدساتنا الإسلامية من دنس الكفر والنفاق والخيانة والارتزاق، وإن تطهيرها أصبح على وشك النجاح والكمال بإذن الله.
للدين رجال وحماة ونحن رجاله وأنصاره وحماته، وللبيت ربٌ يحميه،، فنحن نتربص بكم عذاب الله من عندهِ وبأسهِ بأيدينا،
فتربصوا إنا بكم متربصون…!!
وإن غداً لناظرهِ قريب….