الحصار لن يجديَكم نفعاً معشرَ المستكبرين
الهدهد / مقالات
منير الشامي
تبنَّى تحالُفُ العدوان الإجرامي في عدوانه الغاشم على وطننا الإفراطَ الواسعَ في العداوة والإجرام والإسرافَ الشاملَ في البغضاء والحقد، فكشّر عن أنياب عدواته، وجرّد مخالبَ بُغضه منذ وهلته الأولى، وظل إفراطه وإسرافُه في ذلك يتنامى ويتضاعف مع كُـلّ فشل يجنيه، وكل انتكاسة يتلقاها ومع كُـلّ هزيمة يتجرعها، فأصبحت عداوتُه اليومَ للشعب اليمني وبغضه لهم بحجم جبال الأرض ووزنها، وبمثل صلابتها وقسوتها.
وكذلك كان حاله وما زال في حصاره الخانق، فيا لفرط غبائه وضَلال بصيرته.
هو لم يفهم حقيقة الشعب اليمني خلال ستة أعوام ولم يستوعب أن هذا الشعب العظيم يزداد صموداً وعنفواناً كلما زاد عداوة وبغضاً له، شعبٌ لا تكسر إرادته بالقوة مهما كانت عظمتها وشدتها ولم تكسر يوماً في ما مضى من تاريخه، هو شعب يحمل قيماً ومبادئ ويتسلح بالإيمان، وهذه كلها لا تكسر بالحديد والنار، ولا بالقصف والدمار بل تزيد منها قوة وعنفواناً وتتضاعف صلادةً وصلابة، وتتوهج شجاعة وإقداماً وثباتاً وتحدياً.
وهذا هو سر قوته وبأسه الذي أكّـده الله تعالى في كتابه وأكّـده رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- في هديه وفيهما أَيْـضاً (كتاب الله تعالى وهدي نبيه) بيان واضح بنقطة ضعفه التي تكبح بأسه وتلين إرادته.
هذا الشعب لا تكسر إرادته إلا الكلمة الطيبة، ويملك بها ولا تلين صلابته إلا بالمعاملة الحسنة، ويسترق بها، يعشق الندية ويهوى التقدير والاحترام، ويمسك المعروف ويحمل الجميلَ طوال حياته.
لذلك لن تكسروه بعدوانكم ولو طال أمده، ولن تخضعوه بحصاركم ولو دام عهده.
فأنتم بذلك تزيدونه قوةً وصموداً وتضاعفونه بأساً وتحدياً.