طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.. وصولُ الأسرى في الأرض الطيبة
الهدهد / مقالات
محمد الهادي
نباركُ لشعبنا اليمني هذه الخطوة التي تتزامن مع فرحة ذكرى المولد النبوي الشريف، صنعاء تتهلل فرحاً في ذكرى مولد الرحمة المهداة للبشرية، وفرحاً باستقبال رسمي وشعبي كبير لأسرى الجيش واللجان الشعبيّة بمطار صنعاء.
فعودة الأسرى هي جزء من تضميد جراح الشعب اليمني، وجزء كبير من رصيد الانتصار السياسي للقضية مضافاً إلى بقية الانتصارات على المستوى العسكري، والذي له الدور الأول لنجاح كُـلّ القضايا على المستوى الداخلي والخارجي.
الأسرى في الأرض الطيبة، وبعد وصول الأسرى حرمَ المطار شكلوا لوحة فنية امتزجت برهف عواطف الوالدين والإخوة والأقارب، الحمد لله رب العالمين على كرمه في عودة الأسرى إلى صرح العزة والشموخ بين إخوانهم المؤمنين بفضل الله وإحسانه، بعودة الأبطال المجاهدين المحسنين في سبيل الله من صبروا على أذى العدوّ في الجبهات وفي السجون، وصل الأسرى والفرحة ترفرف على محياهم شامخين بشموخ وعزة الله.
عودة الأسر إلى ديارهم بعد البعد والأذى الذي لم يكسر هامتهم الكبيرة، والتي أصبحت وساماً لهم في سبيل الله، عودة الأسرى ثمرة قطفت كانت نتاج جهد كبير من خطوات الفريق المفاوض واهتمام القيادة الثورية والسياسية وحرصهم على متابعة ملف الأسرى منذ مباحثات واتّفاق إستكهولم قبل سنتين في السويد بين الطرفين تحت سقف الأمم المتحدة، الذي وللأسف لمس أبناء الشعب اليمن أن الأمم المتحدة شريك أَسَاسي ضد الإنسان بوقوفهم خلف وجانب المجرم المحتلّ، من سارعوا لإدخَال الشعب اليمني في ويلات الحروب بكل مقاييسها.
رغم كُـلِّ الميول من الأمم المتحدة والمرجعيات الدولية إلى الطرف الآخر، إلَّا أن الشعب اليمني لم ينتهِ بريق الأمل في أن تعود الأطراف الإقليمية والدولية والأمم المتحدة إلى النظر والتعامل الجاد مع قضية الملف اليمني.
وكما هي خطوت مشجعة الإفراج عن أسرى الطرفين، ينتظر الجميع الإفراج عن بقية الأسرى، وكذلك الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين من معتقلات الكيان الصهيوسعودي في الرياض وللأسف.
عودة الأسرى المحرّرين أثبت أن العدوَّ وافق على صفقة التبادل؛ لأَنَّ لديه ضباطاً أسرى من الدرجة الأولى وجنوداً سعوديين وسودانيين، ولا يبالي بخروج مرتزِقته؛ لأَنَّه حشدهم بالريال واعتبر قيمتهم مدفوعة مقدما مع أسيادهم من يستثمرون بقيمتهم في دبي وأنقرة والقاهرة والعديد من المدن السياحية.
الشعب، القيادة، الأسرى، الجرحى، الكبير، الصغير، مثّلوا صخرةً صلبةً تحطمت أمامهم كُـلُّ التدخلات الأجنبية، ومن نصر إلى نصر.