محورُ المقاومة.. أملُ الشعوب
الهدهد / مقالات
منصور البكالي
مما لا شك فيه أن الشعوبَ هي من تظل ممسكةً بزمام المبادرة ولها القدرة على تغيير الأنظمة الحاكمة بالثورات الشعبيّة، وهناك نماذجُ عديدة كالثورة الإيرانية في 1979م ضد نظام الشاه وثورة 21 سبتمبر 2014 م في اليمن، ولكن يبقى المحورُ الأَسَاسي كيف تعزز الدول المقاومة للاحتلال الصهيوني والهيمنة والتواجد الأمريكية في المنطقة، من علاقتها بالشعوب التي سارعت أنظمتها إلى التطبيع مع الكيان الغاصب؟
وما هي وسائلُ الاتصال والتواصل القادرة على تشكيل رأي عام مقاوِم ومناهِض لسياسة تلك الحكومات؟ وكيف بقدور تلك الشعوب أن تنتصرَ على القيادات السياسية والعسكرية المسؤولة عن ذلك؟
لا بد لنا من البحثِ عن طرق وفرصٍ متاحة نستطيع من خلالها أن نخلقَ علاقاتٍ وديةً بأبناء ووجهاء قبائل تلك الشعوب وكذا دعم وتمويل الأحزاب والحركات السياسية المعارضة، ودفعها نحو تشكيل تنظيمات وكتل وأحزاب جديدة ونقابات مجتمع مدني تملك القدرة على التخطيط والإدارة، والتنفيذ لخلق رأي عام ضاغط يقود إلى عصيانٍ مدني ومظاهرات شعبيّة واعية، تستند في تحَرّكها على قيادات مؤهلة وتنطلق من منظور عقائدي ووطني بالدرجة الأولى.
ومن هذا المنطلَقِ لا بد على محور المقاومة أن يراقبَ المتغيرات عن كثبٍ ويقوم بمسؤولياته أمام الأحداث والمتغيرات التي تتطلب جهود مضاعفة لخوض المواجهة على المستوى الداخلي والخارجي وهذه واجبات لا مفرَّ لجميع الأحرار منها، هذا من جهة، ومن جهة أُخرى لا أمل للشعوب العربية والإسلامية اليوم إلى بما سيقدمُه محورُ المقاومة لمساندتها في التخلص من الخونة والعملاء.
وهذا بكل تأكيد يتطلبُ استشعاراً للمسؤولية واستيعابَ قدر المخطّطات والمؤامرات الموجهة ضد شعوبنا ومقدراتها مع التوكل على الله وعدم الركون إلى الحلول السياسية والأدوار الأممية التي لا تحق حقاً ولا تبطل باطلاً، وتظل القوة هي من تحكم عالمنا وليس هناك أقوى ممن اعتمد على الله وتوكل عليه وتحَرّك بثقة وهمة عالية.