بقلم/عبد المنان السنبلي”أعراب الألفية الثالثة و رحلة التيه في هوامش الحضارة ..”
مشكلتنا في العالم العربي أننا دائماً لا ننظر إلى الخلف أو نرجع إلى الوراء قليلاً للتأمل و أخذ العبَر من الماضي القريب بحيث نتمكن من معرفة خارطة التحالفات و المصالح الدولية كيف تتشكل و تتغير كل يوم بحسب المناخ العام للعلاقات الدولية و بالتالي نعرف أين يمكن أن نتموضع و نتمركز جيداً بما يخدم قضايانا و مصالحنا القُطرية و القومية في آنٍ واحدٍ و لهذا نجد أنفسنا اليوم نحن العرب في أوطاننا كمن يركب سُفناً ضالة يقودهن بعض المنتفعين و الإنتهازيين و عديمي الخبرة في بحرٍ لُجّيٍ و واسعٍ تتقاذف بهن الأمواج المتلاطمة بحسب سرعة و قوة الرياح و العواصف فتتصادم بعضها ببعض لتغرق الواحدة تلو الأخرى لينتهي بنا الأمر في آخر المطاف في قعر المحيط غير مأسوفٍ علينا و لا محزون …
نعلم علم اليقين أن أمريكا و إسرائيل و من قبلهم فرنسا و بريطانيا كانوا و مازالوا يتربصون بنا و بثرواتنا و مصالحنا، و نعلم كذلك أنهم لن يدعوننا إلا وقد مزقونا إشلاءً و خلفونا أنقاضاً و حطاما؛ و مع ذلك، لا نطبخ سياساتنا إلا في مطابخهم و لا نشد الرحال إلا إلى أقبيتهم و أروقة و دهاليز قصورهم و حظائرهم لو شآءوا !! حتى حروبنا فلا نشعل فتيلها أو نطفئه إلا من فناء البيت الأبيض أو أحد الأجنحة التابعة له، فأمريكا و إخواتها بالنسبة لأعراب اليوم هم حلف الفضُول و بهم تُعلن حرب الفجار وفيها دار الندوة و سوق عكاظ و منهم تنطلق رحلتا الشتاء و الصيف و كاننا هناك في أمريكا قد وجدنا هُبَلاً واقفاً منتصباً و هو يرفع شعلة الحرية فآثرنا أن لا نعود إلى جاهليتنا الأولى إلا من هناك من تحت قدميه !! عربٌ و لكن لو نزعت قشورهم لوجدت أن اللبَّ ..أمريكانُ… لهذا علينا دائماً أن لا نلوم زماننا أو حتى أعداءنا لأن العيب أصلاً هو فينا نحن، فمتى ما أردنا أن نتجاوز جاهليتنا اليوم إلى ما بعدها، فسنعرف الطريق و لن نخطئ الطريق ، فالطريق إلى المدينة لن يتطلب إلا كثيراً من الإرادة و قليلاً من الصبر و الثبات…
#معركة_القواصم